اعتادت الأجيال منذ القدم على أصوات الألعاب النارية من مختلف الأنواع، والتي بها يعلن انطلاق عام ميلادي جديد، ولكن في بداية سنة 2025، هناك اتجاه في طريقة الاستقبال.
تستعد في الوقت الحالي دولتين أوروبيتين وهما اليونان وقبرص، إلى تقديم عروض جديدة تسمى "الألعاب النارية الصامتة"، والتي من أبرز خصائصها أنها تجمع بين التأثيرات البصرية وتقليل التلوث الصوتي، وذلك مراعاة للحيوانات والبيئة.
وقد قدم سكان مدن كل من قبرص واليونان العديد من المطالبات لأجل أن تكون الاحتفالات لهذا العام أقل تكلفة من العام الماضي، وأيضا تكون في ذات الوقت، تمحو الأثر السلبي للألعاب النارية التقليدية والتي لها تأثير مباشرة على الحيوانات بمختلف أنواعها، فضلا عن الطيور.
وسوف تنطلق مساء اليوم الثلاثاء، 31 ديسمبر، الألعاب النارية بزيها الجديد، لأول مرة في ليماسول والتي تعد ثاني أكبر المدن القبرصية، وساحة سينتاجما وسط أثينا باليونان.
اختلاف الألعاب النارية "الصامتة" عن التقليدية
وأكدت حكومة ليماسول بقبرص، أن الألعاب النارية التي سوف تحدث هذا العام، تعتمد بشكل كلي على تقنية إبهار الجمهور، عن طريق مؤثرات بصرية فريدة دون الإزعاج الناتج عن الضوضاء التقليدية، ولأول مرة في أثينا، سوف يتم دمج مئات الطائرات بدون طيار لتقديم عرض الاحتقال لهذا العام، والذي يعكس التراث الثقافي اليوناني.
الألعاب النارية" الصامتة" ما هي..
وبالرغم من اسمها والذي يوحي أنها بدون أدنى صوت، إلا أنها تصدر أصواتا احتفالية ولكنها ليست كالتقليدية، بحيث تكون أقل حدة من الأخرى، والتي بدورها تصدر انفجارات جوية صاخبة، تعتمد الألعاب النارية الصامتة على مواد كيميائية خاصة تُحدث تأثيرات بصرية قوية دون اللجوء إلى الانفجارات الجوية.
وعلى الجانب الأخر، أوضح خبراء الألعاب النارية أن هذه التقنيات تحقق توازن بين الجمال البصري والأمان البيئي، ما يجعلها تتماشى مع الوعي العالمي المتزايد بأهمية حماية البيئة.
أضرار الألعاب النارية التقليدية على البيئة
تحدث الألعاب النارية التقليدية أضرارًا على البيئة والمجتمعات المحيطة، فتؤثر أصوات الانفجارات بشكل مباشر على الحيوانات الأليفة والحياة البرية، التي تعاني من حالات ذعر قد تصل إلى نفوق بعضها من الأماكن التي يحدث بها الضجيج.
هذا وبالإضافة إلى أن الانبعاثات الكيميائية الناتجة عن هذه الألعاب تضيف إلى التلوث البيئي، وبات التحول إلى الألعاب النارية الصامتة خطوة ضرورية في الوقت الحالي، فهي لا تقتصر على تقليل التلوث الصوتي فقط، بل تستخدم أيضًا مواد أقل سمية.
استجابت حكومة مدينة لارنكا القبرصية، بشكل مباشر لطلبات السكان، وأعلنت عن خطط لإطلاق ألعاب نارية صامتة للاحتفال بالعام الجديد، ويتضمن عرضًا موسيقيًا وشجرة عيد الميلاد الضخمة.
وقالت حكومة مدينة لارنكا في بيان لها صادر عنها أنه وبعد تلقي العديد من المناشدات من مواطنيها، فإن الألعاب النارية المستخدمة لاستقبال عام 2025 ستكون صامتة لحماية حيوانات المدينة من الضوضاء المزعجة.
ويذكر أن أثينا هذا العام ستشهد احتفالًا مختلفًا تمامًا في ساحة سينتاجما، حيث ستُطلق الألعاب النارية الصامتة بالتزامن مع عروض ضوئية بالطائرات بدون طيار، كما يشمل البرنامج حفلات موسيقية يقدمها فنانين مثل فويفوس ديليفورياس وناتاسا بوفيليو، بالإضافة إلى أداء الأوركسترا.
دور التكنولوجيا في احتفالات هذا العام
وتلعب التكنولوجيا الحديثة دورًا كبيرًا في تقديم عروض الألعاب النارية الصامتة، من خلال استخدام تركيبات كيميائية مبتكرة وطائرات بدون طيار، يتم تصميم عروض تحافظ على الألوان الساطعة والتأثيرات البصرية المبهرة.
ومع زيادة الوعي بأهمية حماية البيئة والحيوانات، من المتوقع أن تصبح الألعاب النارية الصامتة جزءًا أساسيًا من احتفالات رأس السنة في العديد من الدول الأخرى، وهذا التوجه لا يُظهر فقط تطورًا في التفكير البيئي، بل يعكس أيضًا التزامًا عالميًا نحو مستقبل أكثر استدامة.