اكتُشف تمثال برونزي صغير من القرن الثاني الميلادي في مدينة براغا بالبرتغال، يجمع بين الجوانب الأثرية والفنية والطبية، ويُعتقد أنه يمثل حالة وراثية نادرة تُعرف باسم متلازمة كروزون.
يُظهر التمثال ملامح وجه فريدة تشمل جحوظ العينين، الحول الخارجي، وعدم تناسق الوجه، ما دفع الباحثين إلى تطبيق تقنية "تشخيص الأيقونات"، التي تعتمد على تحليل الفن لتحديد الحالات الطبية القديمة.
وزود التمثال بتاج جداري، وهو رمز للإلهات الراعية للمدن في الثقافتين اليونانية والرومانية، لكنه يحمل أيضًا عصا ملتفًا حولها ثعبان، مما يشير إلى ارتباطه بالإله أسكليبيوس وابنته هيجيا، رمزي الصحة والشفاء، ويُعتقد أن التمثال يرتبط بعبادة الإلهة سالوس، التي تجسد حماية الصحة العامة.
يمتاز التمثال بتعبيرات وجه حزينة وملامح غير مثالية، مما يفتح تساؤلات حول الدور الديني والاجتماعي للشخصية التي يصورها، حيث يُحتمل أنه يمثل كاهنة اختيرت بناءً على مظهرها، فوفقًا للتقاليد الشامية تعتبر التشوهات علامات إلهية.
يمثل التمثال اكتشافًا فريدًا في السياق اليوناني الروماني كونه أول عمل فني يُظهر علامات متلازمة كروزون، مما يجعله مصدرًا ثمينًا لفهم تاريخ الطب واستجابة المجتمعات القديمة للأمراض والتشوهات.
ويذكر أن متلازمة كروزون، وهي اضطراب وراثي ينتج عن طفرة جينية، تؤدي إلى إغلاق مبكر للدرزات القحفية وتشوهات في الوجه.
وبرغم أن هذه الحالة لم تكن معروفة للأطباء القدماء، فإن دقة التفاصيل التشريحية في التمثال تُبرز المهارة الفنية والإخلاص للنموذج الذي استوحى منه الفنان عمله، وذلك طبقا لما نقله موقع labrujulaverde.