تسعى الصين، التي تتولي الرئاسة الدورية لمنظمة شنغهاي للتعاون هذا العام، إلى استغلال الفرصة لتنفيذ المبادرات العالمية الثلاث الكبرى وتقديم مساهمات إيجابية للسلام الدائم والازدهار المشترك للعالم والحفاظ على الوحدة والتنسيق، حيث من المقرر أن تستضيف القمة الخامسة والعشرين لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون هذا العام، ليكون الحدث الأكثر أهمية للمنظمة.
وستركز الرئاسة الصينية تحت عنوان "عام منظمة شنغهاي للتعاون للتنمية المستدامة" على تنفيذ سلسلة من مبادرات التعاون والإجراءات في المجالات الثمانية الرئيسية لمبادرة التنمية العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينج من بينها الحد من الفقر والأمن الغذائي والصحة العامة والتمويل من أجل التنمية وتغير المناخ والتنمية الخضراء والتصنيع والاقتصاد الرقمي والاتصال.
وستعمل الصين على تعزيز الشعار من خلال إجراءات ملموسة من خلال استضافة أكثر من 100 اجتماع وحدث في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، كما تستهدف تعميق التعاون العملي في مختلف المجالات وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة وحماية الأمن المشترك ودعم الرخاء المشترك والتبادلات بين الناس، وتعزيز فعالية آلية منظمة شنغهاي للتعاون.
وسيتم إصدار إعلان خلال قمة هذا العام ليعبر عن الموقف الموحد للدول الأعضاء بشأن القضايا الدولية وسيتم صياغة استراتيجية التنمية للمرحلة التالية من منظمة شنغهاي للتعاون والإقليمية علي أساس إجماع وتطلعات الدول الأعضاء للتعاون العملي.
ومن أهم أولويات الصين في رئاستها للمنظمة هو تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ عمليات مشتركة لحماية الأمن في المنطقة وستبذل بصفتها الرئيس الحالي للهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب ما في وسعها لضمان نجاح مناورات مكافحة الإرهاب المشتركة وغيرها من الأحداث.
وتعد الصين أن أفغانستان لا غنى عنها للأمن في المنطقة ولهذا هناك الحاجة إلى الاستفادة على أفضل من آلية التنسيق والتعاون بين جيران أفغانستان والمنصات الأخرى لزيادة الدعم الإنساني لها، وتشجيع أفغانستان على إقامة هيكل سياسي واسع النطاق وشامل والشروع في مسار السلام وإعادة الإعمار.
وتؤكد الرئاسة الصينية للمنظمة على أهمية التحديث الذي يعد الهدف المشترك للجميع في ضوء استعداد بكين للعمل مع جميع الأطراف لتنفيذ الخطوات الثماني الرئيسية في إطار التعاون عالي الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وستعمل الصين على تعزيز التعاون الإقليمي من خلال منصات مثل قاعدة العرض لتبادل التدريب على التكنولوجيا الزراعية، ومنطقة العرض للتعاون الاقتصادي والتجاري المحلي، وقاعدة الابتكار البيئي والتوسع في التسويات بالعملة المحلية، وتعزيز إقامة منصة تمويل لمنظمة شنغهاي للتعاون بنشاط.
وأكدت بكين ترحيبها بجميع الأطراف لاستخدام نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية "بيدو" والمشاركة في تطوير محطة أبحاث القمر الدولية وستعمل الصين على تنفيذ مقترح إقامة تحالف للتعليم الرقمي لمنظمة شنغهاي للتعاون ، وهي على استعداد لتوفير ما لا يقل عن 1000 فرصة تدريبية على التكنولوجيا الرقمية للدول الأعضاء في المنظمة في السنوات الثلاث المقبلة.
وتعتزم بكين استضافة ألف شاب من الدول الأعضاء في المنظمة في الخمس السنوات المقبلة؛ بهدف تبادل الفرص في الصين التي ستعمل علي تعزيز تفاعلات أكثر قوة وتعليم متبادل بين الدول الإقليمية فضلًا عن تعزيز التفاهم والصداقة الأعمق بين الشعوب.
وسوف تستضيف الصين عدة فعاليات من بينها منتدى الطب التقليدي، ومنتدى الصداقة بين الشعوب، والحرم الجامعي للشباب، ومنتدى تنمية الشباب، وسوف تعقد منتدى للتنمية الخضراء، ومنتدى للمرأة في تشينغداو، عاصمة السياحة والثقافة لمنظمة شنغهاي للتعاون.
جدير بالذكر أن الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون هي : الصين وروسيا وكازاخستان وطاجكستان وأوزبكستان وقيرغيزستان والهند وباكستان بينما انضمت مصر والسعودية وقطر كشركاء حوار في قمة 2023.