تظل المقاهي المصرية والعربية بمثابة ملتقى لأبرز الشخصيات الثقافية والفكرية في مختلف المجالات، من الأدب والفن إلى السياسة والاقتصاد، تزخر مصر بالعديد من المقاهي العريقة ذات التأثير التاريخي، حيث يمثل المقهى أكثر من مجرد مكان للتسلية أو الاسترخاء، فقد احتضنت المقاهي شرائح مجتمعية متعددة تحت سقف واحد، واكتسبت شهرتها من كبار الشخصيات المؤثرة.
ونستعرض أشهر المقاهي بمصر والوطن العربي مما لهم من تاريخ وأثر.. مقهى «إيليت» أشهر مقاهي التقاء الجالية اليونانية
مقهى إيليت يقع في شارع صفية زغلول بالإسكندرية، بالقرب من ميدان محطة الرمل، كان هذا المقهى أحد أبرز مراكز الجالية اليونانية في مصر، وخاصة في خمسينيات القرن الماضي، وأيضًا ملتقى للفنانين والمشاهير والكتاب.
في عام 1953، اشترت المقهى شابة يونانية تُدعى كرستينا كوستانتينو من ملاكه الأصليين، كان اليونانيون في ذلك الوقت يعيشون في مصر وكأنها وطنهم، وخصوصًا في الإسكندرية، وكان لهم الحق في امتلاك المحلات والمقاهي.
كانت كرستينا تطمح إلى إنشاء مقهى يشبه الطراز الأوروبي أو اليوناني، وحولت المقهى إلى تحفة معمارية فريدة، تكاد تكون متحفًا ثقافيًا، نظرًا لولعها بالأدب والشعر، يُقال إنها كانت إحدى ملهمات الشاعر المعروف كفافيس في سنواته الأخيرة.
يمتاز المقهى بمظهره البسيط والجميل، بلونيه الأزرق والأبيض اللذين يشبهان مدينة خيالية في وسط مدينة ساحلية كالإسكندرية، كما تتزين جدرانه بلوحات فنية لأشهر الفنانين، منها لوحة للفنان اليوناني فافياديس والفرنسي براك وبورتريه لكفافيس.
عُرفت كرستينا بحبها للأدب والشعر، وكان المقهى بالنسبة لها كابنها، يُقدّم المقهى مجموعة متنوعة من المشروبات والمأكولات اليونانية والشرقية بأسعار مناسبة، على أنغام الموسيقى الكلاسيكية الشرقية والأوروبية.