رحلة العائلة المقدسة إلى مصر تُعد من أبرز الأحداث التاريخية والدينية، حيث لجأت السيدة مريم العذراء وابنها السيد المسيح، برفقة يوسف النجار، إلى مصر هربًا من اضطهاد الملك هيرودس، حيث تُشير المصادر القبطية إلى أن الرحلة استغرقت حوالي ثلاث سنوات وستة أشهر، قطعت خلالها العائلة المقدسة مسافة تُقدّر بـ 3500 كيلومتر ذهابًا وإيابًا، مرورًا بالعديد من المناطق التي أصبحت فيما بعد مواقع دينية وتاريخية مهمة.
المسار الرئيسي للرحلة:
دخول مصر عبر سيناء:
بدأت الرحلة من مدينة رفح في الشمال الشرقي، مرورًا بالعريش والفرما (الواقعة شرق بورسعيد حاليًا).
الوجه البحري:
تل بسطا (الشرقية): دخلت العائلة المقدسة إلى المدينة وطلب الطفل يسوع الماء، لكن السكان رفضوا تقديمه، فأنبع يسوع بئرًا، ما أدى إلى سقوط الأوثان في المعابد.
سخا (كفر الشيخ): يُقال إن قدم الطفل يسوع طبعت على حجر هناك، وأصبح الموقع مزارًا دينيًا.
سمنود (الغربية): استقبلهم الأهالي بترحاب، وتوجد هناك كنيسة باسم السيدة العذراء.
وادي النطرون:
توجهت العائلة إلى وادي النطرون، حيث تأسست فيما بعد عدة أديرة، منها دير الأنبا بيشوي ودير السريان.
منطقة المطرية ومسطرد (القاهرة):
شجرة مريم بالمطرية: استظلت العائلة تحت شجرة تُعرف اليوم بـ"شجرة مريم"، وتُعد من المعالم السياحية والدينية المهمة.
مسطرد: يُعتقد أن العائلة استقرت هناك لفترة قصيرة، وغُسلت ملابس الطفل يسوع في نبع ماء، لذا سُميت المنطقة بـ"المحمّة".
مصر القديمة:
كنيسة أبي سرجة (كنيسة القديسين سرجيوس وواخس): توجد بها مغارة يُعتقد أن العائلة المقدسة أقامت فيها خلال وجودها بالمنطقة.
المعادي:
كنيسة السيدة العذراء بالمعادي: من هناك عبرت العائلة نهر النيل إلى الصعيد.
صعيد مصر:
جبل الطير (المنيا): استقرت العائلة في مغارة أعلى الجبل، وتوجد هناك كنيسة باسم السيدة العذراء.
دير المحرق (أسيوط): يُعتبر من أهم محطات الرحلة، حيث أقامت العائلة المقدسة حوالي ستة أشهر، ويُقال إن السيد المسيح دشن أول مذبح هناك.
دير درنكة (أسيوط): آخر محطات الرحلة قبل العودة إلى فلسطين، ويُعتقد أن العائلة أقامت في مغارة هناك.