أكد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، خلال كلمته أمام الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، أن الوزارة بدأت تنفيذ خطة طموحة لتطوير حقل غاز "ظهر" أحد أكبر حقول الغاز في البحر المتوسط، حيث تم استئناف أعمال التنمية بالحقل وبدء حفر بئرين تنمويين جديدين خلال شهر يناير الجاري بهدف زيادة الإنتاج ودعم احتياجات السوق المحلي من الغاز الطبيعي.
وأشار بدوي إلى أن الوزارة تعمل وفق استراتيجية متكاملة لتطوير قطاعي البترول والتعدين، بما يسهم في تحقيق الاستدامة الاقتصادية وتعزيز فرص الاستثمار في القطاع.
وخلال الجلسة التي ترأسها المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، وبحضور المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية وعدد من قيادات وزارة البترول والثروة المعدنية، استعرض الوزير أبرز جهود الوزارة لدفع عجلة الإنتاج في قطاع التعدين.
وأوضح أن الوزارة تستهدف إطلاق البوابة الرقمية للتعدين خلال العام الحالي 2025، بهدف تسهيل الإجراءات الاستثمارية وزيادة الشفافية في طرح فرص التنقيب والاستغلال، بما يعزز من جاذبية القطاع أمام المستثمرين المحليين والدوليين.
وأشار بدوي إلى أن الوزارة وضعت خطة طموحة لتحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية، من خلال إعداد مشروع قانون جديد يهدف إلى تعزيز كفاءة الهيئة ورفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، إذ تسعى الوزارة إلى زيادة نسبة مساهمة قطاع التعدين من 1% حالياً إلى ما بين 5% و6% خلال السنوات المقبلة.
وأضاف أن الإصلاح التشريعي وتطوير نماذج الاتفاقيات أصبح أمراً ضرورياً لمواكبة التطورات العالمية في صناعة التعدين، مؤكداً أن الوزارة تسعى لضبط النظام المالي والتراخيص، بما يحقق التوازن بين مصالح الدولة والمستثمرين.
وأكد الوزير أن استراتيجية الوزارة تستند إلى العمل التكاملي بين الوزارة ومختلف مؤسسات الدولة والمجالس النيابية، بهدف تحقيق أكبر قدر من التعاون لدعم المشروعات القومية وتعزيز استثمارات القطاع الخاص.
وأوضح أن التعاون مع الوزارات المختلفة والمجالس النيابية، سواء مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، يعد من الركائز الأساسية لضمان نجاح خطط الوزارة وزيادة الإنتاج وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.
وفيما يتعلق بخطة الوزارة لتطوير قطاع التعدين، أكد بدوي أن الوزارة تعمل على استغلال الثروات المعدنية الموجودة في مصر من خلال استخدام تقنيات حديثة لزيادة الإنتاج وتعظيم القيمة المضافة للخامات التعدينية.
واستعرض الوزير أبرز المعادن والخامات الموجودة في مناطق مختلفة مثل الصحراء الشرقية وسيناء، مشيراً إلى وجود احتياطي جيولوجي كبير من المعادن مثل الفوسفات، والحديد، والذهب، والرصاص، والزنك، والكاولين.
وأوضح أن الوزارة وقعت اتفاقيات أولية مع شركات عالمية، مثل شركة باريك، للاستثمار في التنقيب عن الذهب واستغلاله، مؤكداً أن الوزارة تعمل على تطوير نظم الاتفاقيات في مجال البحث والتنقيب لجعل القطاع أكثر جاذبية للاستثمارات.
وفي ختام كلمته، استعرض المهندس كريم بدوي ملامح خطة الوزارة للعام الجاري 2025، والتي تتضمن زيادة برامج البحث والاستكشاف في قطاع البترول والتعدين، واستغلال الطاقات الإنتاجية في قطاع التكرير والبتروكيماويات، إضافة إلى التوسع في استخدام الغاز الطبيعي بالمنازل والسيارات، بما يسهم في تقليل فاتورة استيراد المنتجات البترولية.
وأكد أن إطلاق بوابة التعدين الرقمية سيكون نقلة نوعية في تطوير القطاع وتعزيز الاستثمارات، مما يدعم الاقتصاد القومي ويخلق فرص عمل جديدة للشباب.