منذ إعلان الهدنة بين القوات الإسرائيلية وقوات حزب الله في نوفمبر الماضي، لم تهدأ العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني، خاصة في البلدات الحدودية مع الشمال الإسرائيلي، فمنذ أول يوم من بدء سيران هدنة جديدة بين حزب الله وإسرائيل، استمر الطيران العسكري الإسرائيلي بانتهاك مواقع بالداخل اللبناني، مستفيدا من بند الانسحاب التدريجي من الجنوب اللبناني على مدى 60 يوما لحين توغل الجيش اللبناني في الجنوب.
اتهمت إسرائيل بتعمد التباطؤ في سحب قواتها حيث لم تكتمل سوى 60 بالمئة من انسحابها المتفق عليه في اعلان الهدنة في نوفمبر السابق.
وردا على السابق، صرح هوكشتاين خلال مؤتمر صحفي في الناقورة أمس، أن الانسحاب يتم "بخطوات مدروسة" لتجنب حدوث فراغ أمني يمكن أن تشغله الجماعات المسلحة اللبنانية، وتحدث عن الانسحاب الكامل لإسرائيل في مدة لا تتجاوز 20 يومًا.
بدء توغل الجيش اللبناني في الجنوب
وتزامنا مع انسحاب الجيش الإسرائيلي، بدء انتشار محكم من الجيش اللبناني على القرى والمنافذ الحدودية الجنوبية، مثل قرى: الناقورة وعلما الشعب وطير حرفا، طبقا لأهداف محددة أولها إزالة الذخائر غير المتفجرة التي خلفتها إسرائيل في العديد من المناطق الجنوبية، فضلا عن تأمين كافة المناطق الحدودية في الجانب الإسرائيلي، وذلك بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
وفي السياق ذاته، أشار بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني إلى أن الانتشار العسكري يتم بالتنسيق الكامل مع اللجنة الخماسية التي تشرف على تطبيق الاتفاق.
نجيب ميقاتي: استمرار تواجد القوات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية يعد انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية
وعلى الجانب الآخر، تمارس حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، الضغط على المجتمع الدولي لتسريع وتيرة خروج القوات الإسرائيلية، والتي طبقا لاتفاقية الهدنة، أن تنسحب طبقا للجدول الزمني المتفق عليه.
وعلى الجانب الدبلوماسي، زار كل من الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز ونظيره الفرنسي غيوم بونشاك، مقر اللواء الخامس للجيش اللبناني والذي يقع في الجنوب، وأكد كل منهم على قدرة الجيش اللبناني في الانتشار السريع على الحدود اللبنانية، فضلا عن التعاون مع قوات اليونيفيل لضمان تنفيذ بنود الاتفاق بسلاسة.
استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية
أشارت تقارير عسكرية، استمرار الانتهاكات الإسرائيلية عبر غارات جوية واستطلاعات عسكرية، هذا وبالإضافة إلى بقاء ترسانة أسلحة حزب الله شمال نهر الليطاني حتى يومنا هذا.
وفي السياق ذاته، يرى مراقبون أن استمرار وجود أسلحة حزب الله في الليطاني، سوف يضع تحديات أمام إكمال الاتفاق، حيث تطالب إسرائيل بتفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله كشرط أساسي لاستمرار التهدئة.
اتفاق الهدنة في نوفمبر الماضي
كام من أهم بنود الاتفاق الموقع بين حزب الله وإسرائيل، هو انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل خلال 60 يومًا، وانتشار الجيش اللبناني في المناطق المحررة، كما ينص الاتفاق على منع أي نشاط عسكري لحزب الله جنوب نهر الليطاني، ولكن تنفيذ هذه البنود يواجه عراقيل، وكان أهمها انعدام الثقة بين الأطراف المعنية، واستمرار الحديث عن خروقات للاتفاق والتي منها استمرار طلعات الجيش الإسرائيلي على مناطق متفرقة من لبنان.
وفي الأخير، يرى خبراء أن نجاح الاتفاق يعتمد بشكل كبير على التعاون الدولي والدعم للجيش اللبناني، بالإضافة إلى تعزيز الوحدة الوطنية لمعالجة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه لبنان.