يشهد السوق المصري حالة من الترقب بشأن أسعار الذهب، خاصة بعد انتهاء مدة شهادات الادخار ذات العائد المرتفع بنسبة 27%، التي طرحتها البنوك في وقت سابق.
يأتي ذلك وسط تساؤلات حول ما إذا كان خروج جزء من أموال تلك الشهادات من القطاع المصرفي قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب، وبالتالي ارتفاع الأسعار خلال الربع الأول من 2025.
وفي هذا السياق، استطلعت "بوابة دار الهلال" آراء عدد من خبراء الذهب، الذين قدموا رؤى متباينة حول توقعات الأسعار في الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن حركة الأسعار ستتأثر بعدة عوامل محلية ودولية، أهمها حجم الأموال الخارجة من البنوك، وحركة الأوقية عالميًا، وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه.
الطلب على الذهب قد يرتفع بعد انتهاء شهادات الادخار
فمن جانبه كشف سعيد إمبابي، مدير منصة "آي صاغة" لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن السوق المصري قد يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الذهب خلال الربع الأول من 2025، نتيجة تغيرات في الطلب عقب انتهاء شهادات الادخار ذات العائد المرتفع.
وأوضح إمبابي، في تصريح خاص لـ"بوابة دار الهلال"، أن هناك سيناريوهين محتملين:
السيناريو الأول: خروج نسبة تتراوح بين 10% إلى 15% من أموال شهادات الادخار من القطاع المصرفي، ما سيؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، إضافة إلى توجيه جزء من الأموال إلى سوق العقارات.
السيناريو الثاني: بقاء معظم الأموال في البنوك أو حدوث تراجع طفيف في حجم الودائع، مما يعني أن الطلب على الذهب سيظل عند مستوياته الطبيعية، وبالتالي ستبقى الأسعار مستقرة نسبيًا.
وأكد إمبابي أنه إذا خرجت نسبة تتجاوز 20% من أموال الشهادات، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع كبير وغير متوقع في الأسعار بسبب زيادة الطلب مقارنة بالمعروض، خاصة في ظل قيود الاستيراد المفروضة على الذهب.
وأشار إلى أن أسعار الذهب محليًا تتأثر مباشرة بحركة الأوقية عالميًا، لافتًا إلى أنه إذا شهدت أسعار الأوقية انخفاضًا، فقد تنخفض الأسعار محليًا، والعكس صحيح في حالة الارتفاع.
انتهاء الشهادات قد يؤدي إلى ضغوط على السوق الداخلي
وتوقع عمرو المغربي، عضو الشعبة العامة للذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، حدوث تغيرات ملحوظة في أسعار الذهب مع بداية العام الجديد، خاصة بعد انتهاء صلاحية شهادات الادخار ذات العائد 27%.
وقال المغربي، في تصريح خاص لـ"بوابة دار الهلال"، إن أسعار الذهب في السوق المحلية ستخضع لقانون العرض والطلب، مشيرًا إلى أن الطلب قد يرتفع بشكل ملحوظ في حال توجيه المواطنين أموالهم نحو شراء الذهب بعد انتهاء مدة الشهادات.
وأضاف المغربي أن أسعار الذهب عالميًا تشهد استقرارًا نسبيًا في الوقت الحالي، إلا أن الأسواق قد تتأثر في المستقبل نتيجة الأحداث السياسية والاقتصادية العالمية، مثل السياسات الأمريكية تجاه الدولار، وتحركات سعر الفائدة.
سعر الذهب لا يرتبط بشهادات الادخار المصرية
من جهته، أكد لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن سعر الذهب في مصر لا يمكن ربطه بشكل مباشر بـ شهادات الادخار أو غيرها من منتجات البنوك، مشيرًا إلى أن أسعار الذهب تعتمد بشكل أساسي على حركة البورصة العالمية وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه.
وأوضح منيب أن قوة العملة المحلية أمام الدولار هي التي تتحكم في اتجاه أسعار الذهب محليًا، وقال: "إذا كنا في السعودية أو لبنان أو مصر، فإن قوة العملة المحلية مقابل الدولار هي التي تحدد السعر النهائي للذهب".
هل الذهب استثمار آمن بعد انتهاء الشهادات؟
واتفق الخبراء على أن الذهب سيظل من الملاذات الآمنة للمواطنين، خاصة في ظل عدم استقرار العملة المحلية والتقلبات الاقتصادية التي تشهدها السوق.
ووجه سعيد إمبابي ولطفي لبيب نصيحة للراغبين في الاستثمار، مؤكدين أن شراء الجنيهات الذهبية أو السبائك يعد الخيار الأمثل لمن يبحثون عن الادخار طويل الأجل، إذ يحافظ على القيمة ولا يتأثر بمصاريف المصنعية، في حين أن المشغولات الذهبية مناسبة لمن يرغبون في الزينة والاستفادة من ارتفاع الأسعار.
وأشاروا إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد زيادة ملحوظة في الطلب على الذهب، ما قد يؤدي إلى ارتفاع جديد في الأسعار خلال الربع الأول من 2025.