في قصر الاتحادية اليوم بالقاهرة، عقدت القمة العاشرة الثلاثية، والتي جمعت الدول الثلاثة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسو تاكيس، ورئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس، وتميز تلك القمة الثلاثية، بمناقشات حول القضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن الاهتمامات الاقتصادية بين البلدان الثلاثة.
الرئيس السيسي.. نظرة إلى تحقيق التعاون الاقتصادي والتنمية المستدامة مع قبرص واليونان
وفي كلمته، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن العلاقات التاريخية التي تجمع بين الدول الثلاثة، فضلا عن الشراكة الإقليمية، وأشاد الرئيس بموقف كل من اليونان وقبرص الداعم للقضية الفلسطينية.
وأشار الرئيس أن تلك القمة ليست للحوار حول القضايا الإقليمية فقط، بل منصة شراكة استراتيجية، ومع الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة، نطمح إلى تعزيز التكامل الإقليمي بين الدول الثلاثة عبر التعاون الاقتصادي.
مجالات التعاون بين البلدان الثلاثة: الأمان النووي ومشروع الربط الكهربائي
وفي سياق متصل، شهدت تلك القمة توقيع سبع مذكرات حيوية بين الدول الثلاثة والتي من خلالها سوف يتم تطوير وتنمية تلك المجالات: مجالات التعليم العالي، البحث العلمي، تكنولوجيا المعلومات، وبالإضافة إلى تمكين المرأة في قطاع السياحة، هذا ويعد من أبرز مجالات التعاون هي: مجال الأمان النووي، والإنذار المبكر للحوادث النووية.
وقد أشار السيسي إلى مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان، ووصفه بأنه نقطة تحول استراتيجية تتيح تبادل الطاقة النظيفة بين الدول الثلاث، ما يسهم في تحقيق أهداف التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
أزمات الشرق الأوسط.. أهم ركائز القمة الثلاثية
دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تكثيف الجهود الدولية لأجل التهدئة بغزة ولبنان، وحذر من تصاعد الأحداث والتي تؤدي إلى حروب شاملة، وشدد على أهمية تحقيق الاستقرار في سوريا وليبيا والسودان واليمن.
التحديات الاقتصادية وأزمة تسييل الغاز الطبيعي في أوروبا
وعلى الجانب الأخر، ناقش الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء اليوناني تعزيز التعاون في قضايا الهجرة واستقدام العمالة الموسمية، والذي يشغل بدوره اهتمامًا كبيرًا على ضوء الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها المنطقة في الوقت الحالي.
وفي السياق الاقتصادي، أشار الرئيس إلى أهمية استثمار إمكانيات مصر في محطات تسييل الغاز الطبيعي، بهدف إعادة تصديره إلى الأسواق الأوروبية، وذلك ينعكس بالإيجاب على الدول الثلاثة فضلا عن تعزيز أمن الطاقة في أوروبا.
كما أكد الجانبان، المصري واليوناني، على أهمية منتدى غاز شرق المتوسط كإطار لتعزيز التعاون في هذا المجال، مؤكدين على دور مصر المحوري كجسر يربط بين الشرق والغرب في مجال الطاقة.
الثقافة والتاريخ والسياحة
دعا الرئيس إلى تعزيز الجانب الثقافي بين الدول الثلاثة وذلك عبر تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والفنون، وفي قطاع السياحة، أشار إلى تفعيل مبادرات مشتركة للترويج للسياحة الثقافية والبيئية والشراكة الإقليمية.
اكرام بدر الدين: خروقات الهدنة قد تزيد التوترات بين إسرائيل ولبنان مما يجعل المنطقة على شفا حرب موسعة بين الجانبين
قال الدكتور اكرام بدر الدين، استاذ العلوم السياسية، ان بشأن ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في القمة الثلاثية بشأن قضية لبنان وغزة، هو بسبب ان الاوضاع في المنطقة اصبحت بدرجة كبيرة من التوترات، وميل الى استمرار العدوان من الجانب الاسرائيلي خاصة على الصعيد الفلسطيني.
واضاف بدر الدين في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، انه وبالرغم من وجود هدنة مدتها ٦٠ يوما تنتهي في يوم ٢٧ من هذا الشهر، الا انه ماتزال إسرائيل تستمر في عملية خرق من حين لأخر للهدنة وذلك بحجج مختلفة منها مهاجمة تحركات حزب الله بشتى الانحاء اللبنانية خاصة الحدود الجنوبية.
واشار ان ذلك يمكن ان يزيد التوترات بين إسرائيل ولبنان في المستقبل القريب مما يجعل المنطقة على شفا حرب موسعة بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي.
واستطرد: انه ما فعلته إسرائيل في سوريا من التوسع في مناطق جديدة والاستيلاء عليها، مستغلة فترة الفراغ السياسي، هذا وبالاضافة الى زيادة حدة التوترات بين إسرائيل وايران على طرف ثالث مما يؤدي بالمنطقة الى حرب شاملة، لذلك تنتهج الدولة المصرية اليوم في القمة الثلاثية ما اعتادته من سبل اقامة التهدئة ومنع توسع الحرب.
واختتم حديثه: ان القمة الثلاثية اليوم ومع دعم الرئيس مع رئيس الوزراء اليوناني والرئيس القبرصي لايقاف الحرب في غزة ولبنان، هو لاجل اطلاق مبادرة سياسية جديدة عالمية تسهم في تدعيم فلسطين لايقاف اطلاق للنار وتبادل للاسرى مع انقاذ المساعدات الانسانية.
حسين هريدي: القمة الثلاثية توجه رسائل حاسمة لإسرائيل لوقف إطلاق النار
قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية السابق، ان تأكيد الرئيس اليوم في القمة الثلاثية، على عدم التصعيد بين اسرائيل ولبنان خاصة بعد قرب انتهاء الهدنة هو بسبب انتهاك اسرائيل المستمر للسيادة اللبنانية والتي يمكن ان تؤدي الى حرب شاملة في المنطقة.
واضاف هريدي في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، ان هدف القمة اليوم هو اعادة التذكير ببنود الهدنة بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي وهي وضع حد للعمليات العسكرية وليس استمرارها.
واشار انه ومع دعم الاطراف الثلاثة اليوم ومع الدعم الاقليمي والعالمي لوقت الحرب على الجانبين الفلسطيني واللبناني، مع ارسال رسائل الى الجانب الاسرائيلي بوقف اطلاق النار واحترام مواثيق الهدنة.
أستاذ علاقات دولية: هدف اجتماع القمة هو مواجهة خطط إسرائيل التوسعية في الشرق الأوسط بدعم أمريكي وأوروبي
قال الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، استاذ العلاقات الدولية، ان الاجتماع اليوم للدول الثلاثة لم يكن مرتبطا فقط بالجانب السياسي فقط، بل ان القمم المشتركة هي في الاصل متعددة الابعاد وتناقش قضايا كثيرة منها القضايا السياسية والاقتصادية والتحديات الاقليمية، وانها ركيزة لاجل تحركات الدول المختلفة خارجيا.
واضاف الشيمي في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، ان الاهتمام المصري في هذه القمة يرتكز على انجاح تلك القمة والقمم السابقة، وذلك لاجل انجاح التحديات الاقتصادية والسياسية والامن العسكري وهي وجهات مشتركة بين الدول الثلاثة.
واشار الشيمي انه في الوقت الحالي ومع استمرار القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في انجاح المشروع الاسرائيلي في اعادة هيكله الشرق الاوسط، فكان لزاما على مصر وغيرها من الدول الاجتماع اليوم لاجل وضع حد لهذه التوسعات الاسرائيلية والتأكيد على رؤية مصر وغيرها من الدول لدعم الاستقرار.