الجمعة 24 يناير 2025

ثقافة

أدباء نوبل|«ياروسلاڤ سيفرت»..أكبر شاعر خلال ألف سنة في التشيك

  • 24-1-2025 | 01:36

ياروسلاف سيفرت

طباعة
  • همت مصطفى

جائزة «نوبل»، هي أشهر الجوائز العالمية في حقول الإبداع والخلق والابتكار المتنوعة، وعقب نيل الجائزة للفائزين بها يتعرف عليهم العالم أكثر ويحظون بشهرة واسعة عبر قارات العالم كله، مما يدفع بنا للبحث عن رحلتهم ومسيرتهم، وإسهاماتهم للبشرية وتنميتها وتطورها.

ومع قسم الثقافة ببوابة «دار الهلال»، نحتفي معًا بحاصدي جائزة نوبل في الآداب لنسطر بعضًا من تاريخ إبداعاتهم ورحلتهم، من عقود كثيرة منذ بداية القرن بداية القرن العشرين، منح الجائزة لأول مرة في عام 1901م، في فروع الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء أو الطب. 

ونلتقي  اليوم مع «ياروسلاڤ سيفرت».. الشاعر المتحرر و المبتكر

ياروسلاڤ سيفرت هو أديب من التشيك اتسم  بصفتين لازمتا الشاعر طوال حياته « الشجاعة وحرية الروح» هو ابن كاثوليكية متحمسة، ومناضل اشتراكي أثرى الحكة الأدبية الأوربية بمؤلفاته الأدبية وخاصو في مجال الشعر ممثلا أأكبر شاعر وجداني خلال ألف سنة في الأدب التشيكي كما أنه معلم كبير من معلمي الشعر العالمي.

الميلاد والنشأة

ولد الأديب التشيكي ياروسلاڤ سيفرت في 23  سبتمبر  من عام 1901،  وعاش  خلال سنوات حياته الأولى تحت الامبراطورية النمساوية المجرية،  وتجرع الفقر الذي ضرب عائلته، كما كل كان حال  سكان الأحياء العمالية في براغ، وخاصة حي «جيجكوف»، وعلى الرغم من إرادة والديه، الذي كان يحبهما بإخلاص، غادر الثانوية قبل حصوله على البكالوريا ، ليخصص وقته للشعر والثورة الاشتراكية التي هزت العالم بعد انحدارها من الحرب العالمية الأولى.‏ 

وكان لفترة  نشأة «ياروسلاڤ» سيفرت وصباه ، مكانة بارزة في التشكل الاجتماعي،  فقد عاش في  عالم  من البؤس والاستغلال والخطيئة، كذلك عالم الطبقة العاملة والمراقص الشعبية والحانات.،   رغم أن سكان بلدته وأهله كان يتسمون بالصفات النبيلة كالأصالة والوفاء والعمق والصدق.

وشارك «ياروسلاڤ» فترة قصيرة في الحركة الفوضوية، في الثامنة عشرة من عمره، وبعدها  نشر أولى قصائده في صحيفة «حق الشعب» الاشتراكية، الديمقراطية بعد ذلك بسنة انحاز إلى تشكيل المجموعة الطليعية «ديفيتسيل» التي أعطت لنفسها هدف «النضال من أجل حياة جديدة» ، وكان من بين أعضائها ، فنانون وشعراء وكتاب ورسامون مثلوا جميعًا ذلك الجيل الكبير الذي أسس لحداثة كبيرة في الأدب التشكيلي الحديث.‏

أول دواوين«ياروسلاڤ».. «مدينة الدموع»

نشر«سيفرت» أول دواوينه بعنوان  «مدينة الدموع»، في عام 1921 ،  وحينذاك كان يعتبر نفسه شاعرا بروليتاريا، وهي لافتة جمع تحتها العديد من كبار الشعراء في عشرينيات القرن العشرين، خلال تلك الفترة أصدر«سيفرت» أربع مجموعات شعرية  وهي «لاشيء غير الحب، موجات، العندليب يغني بشكل سيء، وحمامة البريد، وتبعها كتاب مذكرات عن مرحلة الطفولة والشباب «النجوم فوق حديقة الجنة» لم يكن عمر الشاعر آنذاك سوى 28 عاماً.‏

  نشر«سيفرت» في الثلاثينيات من القرن الماضي، خمسة دواوين أخرى منها «يدا فينوس، وداعا أيها الربيع، أطفئوا الأنوار».

أسلوب «سيفرت» الشعري

ويقول إسكندر حبش في مقدمته عن أسلوب  «سيفرت» الشعري: «عمل كثيرًا في دواوينه، في الثلاثينيات على الشكل الصافي والبسيط للأغنية كما على القوافي العليمة أو الأكزوتيكية التي لم تكن مستعملة كثيرًا في الشعر التشيكي، في تلك الفترة، كانت موضوعات قصائده، تتمحور حول ثيمات أساسية ، والكلمة المفتاح هي الحب : حب المرأة، الوالدين، براغ ووطنه الذي كان في «خطر الموت» حين صدرت المجموعة الأخيرة».‏

أثناء الاحتلال الألماني، وضع الشاعر«سيفرت» ريشته وقلمه  في خدمة الوعي الوطني، استدعى في قصائده، شجاعة الأجيال السابقة التي قاومت الهيمنة السياسية والقومية واللغوية، حرض الشعب على أن يكون فخوراً بتاريخه ، أعطاه الأمل، خصص ديوانيه اللاحقين «مرتدية الضوء» و«جسر الحجر» 1944 لمدينة براغ.

 الغرام  بخارطة الوطن

ويتسم  الشاعر  ياروسلاڤ سيفرت ، بأنه  مولع بخارطة وطنه وحبه الدائم هي مدينة براغ: «براغ في القلب الذي لم يرها إلا مرة واحدة، على الأقل يصدح اسمها إلى الأبد، هي نفسها أغنية منسوجة بالزمن نعشقها ، فلتصدح كنت ما أزال سعيدا ، أحلامي الأولى لمعة كصحون طائرة، فوق سطوحها ثم اختفت ، وحده الله يعلم أين يومها كنت شابًا.
جدران پراگ، أرصفتها، أمطارها ، نهاراتها.. تفاصيل يتغنى بها سيفرت مثله مثل كل الشعراء حين يعشقون مدينة من عناوين قصائده في ديوان
«أن تكون شاعرا): «مطر من بنفسج، پراگ في لوحة ثلاثية ، كونشرتو باخ، أقراط من مرجان، صديقتي الرغبة، صف أعمدة في كارلو ڤيڤاري أغنية الفاصل الترفيهي».‏

قراءة في ديوان «أن تكون شاعرًا»

في ديوان«سيفرت»  «أن تكون شاعرًا» يعود الشاعر إلى مراهقته إلى حبه الأول: «علمتني الحياة ، منذ زمن طويل أن أجمل الأشياء التي يمكنها منحنا إياها: الموسيقا والشعر ، إن استثنينا الحب طبعا» يستثمر كامل رصيده السحري الخاص بموهبة الشاعر الحقيقي ويحدثنا عن المرأة ، الأهل، الطبيعة الأصدقاء، العدالة نجد طفولته حاضرة عبر استلهام تفاصيل الحي الذي عاش فيه خلالها جي جيجكوف وذلك في قصيدة «عذراء جيجكوف»: «في المدرسة، كنت أحب اللاتينية، كنا نقرأ فرجيل، ترن في رأسي إيقاعات، الشعراء الرومان، بدأت بدوري أكتب الأشعار.‏

كنت أتنزه وأنا أغني بصوت خفيض «بصوت سيء» لا تخلو قصائده من أسماء أصدقائه وأسماء أدباء مهمين عاصروه «نيتز فال، ڤلاديمير هولان، فرانتسيك هروبان» بوشماجر شالدا، يوليوس زيير، المطعم الشعبي «بزوفكا»، نهر فلاتافا، قرية دولاني، نهر جيزيرا، مدينة جيلوقي.

جائزة نوبل لشاعر الوجدان الأكبر

 تورط بها «سيفرت» بظروف مختلفة قاسية مراوغة، إلى أن حل عام 1984م، ونال جائزة نوبل للآداب، وفي بيان الجائزة جاءت عبارات اللجنة الملكية على النحو الآتي: «أكبر شاعر وجداني خلال ألف سنة في الأدب التشيكي كما أنه معلم كبير من معلمي الشعر العالمي»، وجاء أيضا في تقرير اللجنة سبب حصوله على جائزة نوبل.. «لشعره الذي ينعم بالنضارة والشهوانية والإبداع الغني ، يقدم صورة محررة لروح الإنسان التي لا تقهر وبراعة الإنسان» 

ورأى البعض، أن الجائزة بمثابة تكريم لجيل طويل من أولئك الكبار في الشعر التشيكي الحديث، وكان«سيفرت» الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة بينهم.

مؤلفاته سيفرت 
وقدم  العديد من المؤلفات وخاصة في مجال الشعر  ومنها «لا شيء غير الحب، على موجات ت.س.ف، العندليب يغني بشكل سيء، الحمام الزاجل، النجوم فوق حديقة الجنة، التفاحة التي سقطت من الحضن، يدا فينوس، نشد على آلة الروتاتيف، وداعا أيها الربيع، أطفئوا الأنوار، مرتدية الضوء، جسر الحجر، حفل على جزيرة، مذنب هالي سبك الأجراس، مظلة البيكاديللي، عمود الطاعون».

قراءة في ديوان «أن تكون شاعرًا»

في ديوان«سيفرت»  «أن تكون شاعرًا» يعود الشاعر إلى مراهقته إلى حبه الأول: «علمتني الحياة ، منذ زمن طويل أن أجمل الأشياء التي يمكنها منحنا إياها: الموسيقا والشعر ، إن استثنينا الحب طبعا» يستثمر كامل رصيده السحري الخاص بموهبة الشاعر الحقيقي ويحدثنا عن المرأة ، الأهل، الطبيعة الأصدقاء، العدالة نجد طفولته حاضرة عبر استلهام تفاصيل الحي الذي عاش فيه خلالها جي جيجكوف وذلك في قصيدة «عذراء جيجكوف»: «في المدرسة، كنت أحب اللاتينية، كنا نقرأ فرجيل، ترن في رأسي إيقاعات، الشعراء الرومان، بدأت بدوري أكتب الأشعار.‏

كنت أتنزه وأنا أغني بصوت خفيض «بصوت سيء» لا تخلو قصائده من أسماء أصدقائه وأسماء أدباء مهمين عاصروه «نيتز فال، ڤلاديمير هولان، فرانتسيك هروبان» بوشماجر شالدا، يوليوس زيير، المطعم الشعبي «بزوفكا»، نهر فلاتافا، قرية دولاني، نهر جيزيرا، مدينة جيلوقي.

ورحل  شاعر التشيك الكبير  وأديب نوبل ياروسلاڤ سيفرت عن عالمنا  في   10 يناير 1986 م

أخبار الساعة

الاكثر قراءة