السبت 11 يناير 2025

عرب وعالم

تقارير: لعنة عدم الشعبية في نهاية ولاية رؤساء فرنسا تلاحق إيمانويل ماكرون

  • 11-1-2025 | 14:17

ماكرون

طباعة
  • دار الهلال

يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لن يكون استثناءً من القاعدة التي لاحظها علماء السياسة منذ بداية الجمهورية الخامسة، حيث لم يتمكن أي رئيس لفرنسا، من شارل ديجول إلى فرانسوا اولاند، بما في ذلك فرانسوا ميتران ونيكولا ساركوزي، من مغادرة قصر الإليزيه وهو يتمتع بشعبية يحسد عليها.

وأشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية في مقال لها إلى أن الدعوات المطالبة باستقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدأت تتعالى في الأونة الأخيرة، حيث تراجعت شعبيته بين مؤيديه ومعارضيه على حد سواء.

وأشار بريس تينتورييه، نائب مدير معهد إيبسوس لاستطلاعات الرأي، إلى أن غالبية الفرنسيين يريدون من رئيس الدولة أن يغادر منصبه قبل نهاية ولايته.

ففي 18 ديسمبر الماضي، ادرك ماكرون هذا الافتقار الى الحب وذلك خلال زيارته لجزيرة مايوت التي دمرها الإعصار تشيدو. ورغم محاولاته لتهدئة غضب سكان الجزيرة تجاهه الا انه لم ينجح في ذلك، لدرجة فقده لأعصابه قائلا "الإعصار ليس أنا!" في محاولة للدفاع عن نفسه، منزعجًا من تحميله المسؤولية عن كل الشرور التي تصيب البلاد.

ويرى الكاتب الفرنسي ايمانويل كارير ان سحر إيمانويل ماكرون قد توقف عن التأثير على الفرنسيين، فبعد ان كان "الرئيس المطلق"، الذي يقرر كل شيء عن كل شيء، لم يعد قادرا على "إغواء كرسي".

لقد بدأت قوته تتضاءل، ونفوذه يتلاشى. لم يعد المواطنون يؤمنون به، ولم يعودوا يتذكرون سوى أخطاء وحماقات ووعود الرئيس التي لم يتم الوفاء بها.

وأصبح في كثير من الأحيان يتم مقارنة إيمانويل ماكرون بفاليري جيسكار ديستان الذي تولى الرئاسة من عام 1974 إلى عام 1981، هذا الرئيس المؤيد لأوروبا والتكنوقراطي الموهوب، الذي غادر السلطة بعد فترة ولاية استمرت سبع سنوات بينما يحمل صورة رئيس منفصل عن الشعب. لكن تعيين رئيس حزب الحركة الديمقراطية فرانسوا بايرو رئيسا للوزراء، في حين كان ماكرون يفضل تولي سيباستيان ليكورنو وهو ماكرونيا مخلصا له، يذكرنا بالسنوات الأخيرة من الولاية الثانية لجاك شيراك.

ويرى المؤرخ جان جاريجيس انه "إذا أراد إيمانويل ماكرون أن ينهي ولايته وشعبيته مرتفعة، فلا بد أن يكون مثل الرئيس رينيه كوتي" في اشارة الى آخر رئيس للجمهورية الرابعة، الذي كان دوره شرفياً بحتاً، معتبرا ان "الرئاسة المهيمنة لا تصب في مصلحة ماكرون".

قد يكون إيمانويل ماكرون، الذي يصر منذ إعادة انتخابه على أن يظل رئيسًا "حتى الربع ساعة الأخيرة" من ولايته الثانية، "متضررًا" من احتمال تهميش دوره، وهو الذي يقول إنه أعلن حل الجمعية الوطنية لتجنب الخمول الذي تتسم به نهاية حكم الرؤساء. وأوضح خلال تمنياته بالعام الجديد في 31 ديسمبر 2024 قائلا "إذا قررت حل الجمعية الوطنية، فذلك من أجل اعطائكم الكلمة (...) وتجنب الجمود". لكنه قد وقع على ما يبدو في فخه "فخ الرئاسة المفرطة"، بحسب ما خلص فينسنت مارتيني، أستاذ العلوم السياسية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة