تعاني ولاية كاليفورنيا الأمريكية من وضع مأساوي جراء حرائق الغابات المستمرة منذ أيام، وسط عجز السلطات في البلاد عن التعامل معها، على الرغم من حشد كافة الموارد المتاحة في هذا الصدد، إلا أن الطبيعة كانت أقوى من جميع ذلك، فما تزال الحرائق تمتد حتى الآن في مساحات أخرى.
وحرائق كاليفورنيا، التي خلفت خسائر تقدر بنحو 150 مليار دولار، بمثابة جرس إنذار يؤكد أن القادم أسوأ، بفعل تداعيات التغيرات المناخية، التي جعلت من مثل هذه الكوارث الطبيعية أكثر تكرارًا وضراوة.
وبشكل سنوي، تواجه مجموعة من المناطق حول العالم حرائق غابات، لكن انتشارها مرتبط بطبيعة الرياح في المنطقة، والأهم من ذلك مدى جفاف الأشجار، لأنه مع هذا الوضع تصبح الأوراق أكثر قابلية للاحتراق.
وهذا ما يوضح سبب هول حرائق كاليفورنيا، التي أتت على آلاف المنازل منذ اندلاعها في الثلاثاء الماضي، ففي الفترة الأخيرة واجهت الولاية الأمريكية موجة من الجفاف الذي يبس أشجارها، وجعلها قابلة للاشتعال بشدة ثم اندلعت الحرائق، وأسهمت الظواهر الجوية المتطرفة مثل الرياح الشديدة في نشر الحرائق على أوسع نطاق عرفته الولاية في تاريخها.
وذات الأمر أكده خبراء الأرصاد، حيث يقولون إن ولاية كاليفورنيا شهدت فصل صيف جاف في عام 2024 بشكل غير طبيعى، ما أدى إلى تراكم العديد من الشجيرات القابلة للاشتعال على السطح ومع وجود رياح "سانت آنا" شديدة القوة توفرت بذلك جميع العناصر اللازمة لاندلاع الحرائق الضخمة.
وبشكل أوضح، فإن الموجات الحارة السافرة عن التغير المناخي، تسبب تجفيف النبات لدرجة قصوى، وهو ما يسهل اشتعاله، وفي ذات الوقت يطيل أمد الحرائق وشدتها وانتشارها.
ارتفاع درجات الحرارة يدفع نحو الهاوية
وكان عام 2024، أول عام تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وذلك وفقًا لبيانات خدمة "كوبرنيكوس" لمراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
وجراء ذلك، يشهد العالم تغيرات مناخية غير مسبوقة مع تزايد وتيرة الظواهر الجوية القاسية، التي من بينها حرائق الغابات، التي تصبح أشد ضراوة مع مرور الوقت.
وفي غضون ذلك، أكد خبراء أن تصاعد حرائق غابات كاليفورنيا بهذا الشكل مرتبط بالتغيرات المناخية، التي جعلت من مثل هذه الكوارث الطبيعية أكثر تكرارًا وضراوة.
وأضاف الخبراء في حديثهم لـ"دار الهلال"، أن حرائق غابات "كاليفورنيا" رغم عظم هولها، إلا أنها بمثابة جرس إنذار من الطبيعة يُنذر بأن القادم أسوأ، في حال إن لم يتم التعامل بشكل جاد مع تهديدات التغيرات المناخية.
وشدد الخبراء على ضرورة أن يتعامل المجتمع الدولي بشكل أكثر جدية مع تهديدات التغيرات المناخية، التي تصبح أكثر شدة مع مرور الزمن.
وخلال الساعات الـ24 الماضية أتت الحرائق على مساحة ألف فدان أخرى، والتهمت المزيد من المنازل، وذلك رغم تراجع الرياح القوية التي ساعدت على انتشارها بشكل سريع للغاية منذ اندلاعها الثلاثاء الماضي، قبل أن تعود مرة أخرى إلى قوتها ليلة السبت.
واعتبرت هذه الحرائق أسوأ حرائق غابات في تاريخ "لوس أنجلوس"، حيث تشير التقديرات إلى أنها دمرت أكثر من 12 ألف مبنى و15 ألف هكتار من الأراضي.
وحتى الآن، ما زال حريق منطقة "باليساديس"، هو الأكبر من بين الحرائق الأربعة الكبرى التي تجتاح المدينة الأمريكية، وما تم للآن السيطرة عليه هو ما نسبته 11 بالمائة فقط، ويمتد على مساحة 22660 فدانًا، بحسب "كالفاير".
وفيما يلي نوضح آخر الأخبار عن حجم الحرائق الكبرى ونسبة احتوائها، طبقًا لما أورده إعلام أمريكي:
حريق باليساديس: احترق 23654 فدانًا وتم احتواء 11% منه.
حريق إيتون: احترق 14,117 فدانًا وتم احتواء 15% منه.
حريق كينيث: حرق 1052 فدانًا واحتواء 80% منه.
حريق هيرست: احترق 799 فدانًا وتم احتواء 76% منه.