الإثنين 13 يناير 2025

تحقيقات

حاكم ولاية كاليفورنيا يتهم ترامب وإيلون ماسك بتعمد إشعال الحريق.. ماذا يحدث بين العمالقة؟

  • 12-1-2025 | 20:15

حرائق كاليفورنيا

طباعة
  • إسلام علي

يواجه رجال الإطفاء في لوس أنجلوس في الوقت الحالي معركة لاحتواء أكبر حرائق غابات والتي أودت بحياة 16 شخصاً على الأقل حتى هذه اللحظة، بسبب حرائق غابات مدمرة بسبب العواصف الجافة، وما تزال فرق الإطفاء تحاول السيطرة على الحرائق في كل من كاليفورنيا ولوس انجلوس.

حصيلة حرائق لوس انجلوس


حتى وقتنا الحالي، حصد حريق لوس أنجلوس تدمير أكثر من 10 آلاف بناية وكان ذلك يشمل المنازل والممتلكات الباهظة على شواطيء ماليبو، فيما أجبرت الكارثة العشرات من آلاف السكان على النزوح، والأكبر منها ، ” حريق باليساديس ” والذي تسبب في تدمير أكثر من 23 ألف فدان، مع اندلاع ثلاثة حرائق جانبية: ” إيتون ” 14 ألف فدان، و “ كينيث ” 1052 فدان، و ” هيرست ” 799 فدان.

انتشرت الحرائق بسرعة بفعل تقلبات الرياح الجافة القوية وظروف الجفاف الاستثنائية، كانت الخسائر الاقتصادية حتى الآن حوالي 135مليار دولار وما زال الأمل باقيًا مع تراجع توقعات الطقس الحرجة. 

وعلى الجانب الأخر، وحتى الساعة، مايزال الآلاف من رجال الإطفاء يبذلون جهودًا لاحتواء أربعة حرائق رئيسية في لوس أنجلوس، وكان الأكبر بينهم يسمى حريق باليساديس في باسيفيك باليساديس، والذي دمر أكثر من 23000 فدان واحترقت آلاف المباني، وحتى وقتنا الحالي لم يسيطر رجال الأطفاء إلا على 11% فقط. 
شمل الحريق الآخر، في مدينة إيتون والتي تقع بداخل ولاية كاليفورنيا، حيث امتد المسافة على أكثر من 14100 فدان، وتمكن رجال الأطفاء من احتواء الحريق بنسبة 15%، وتم إخلاء أكثر من 100000 شخص من المنطقة.

 

الاهمال البشري يتسبب في ازدياد الحرائق


نفدت المياه من تانكات الحريق في المدينة من رجال الاطفاء، حيث حدث شح للخزانات بنسبة تفوق 20٪ ، وتوقفت الإدارة بأكملها عن استخدام المياه.
وفي سياق متصل، سيّر رجال الإطفاء بشكل غير صحيح بسبب مشكلات مع شحم صمامات التحكم، وبعض المعدات المستخدمة في اطفاء الحرائق، لا تستطيع أن تعمل في مسافات بعيدة في كاليفورنيا، مثل: هوليوود وفالي باليسادس، حيث شحبت تانكات المياه الكبيرة. 

 

الإنسان عامل مساعد في حرائق الغابات 


ناشد جافين نيوسوم، حاكم ولاية كاليفورنيا، بفتح تحقيق مستقل في مشكلة نفاد، في حين حمل شخصيات بارزة من القيادة السياسية مسؤولية مثل دونالد ترامب وإيلون موسك وربطوا النقص في المياه بسياسات الإحداثات البيئية. 
وفي رسالة إلى إدارة المياه في لوس أنجلوس وإدارة الأشغال العامة في مقاطعة لوس أنجلوس، وصف نيوسوم الانخفاض الكبير في ضغط المياه في صنابير الإطفاء بأنه "مقلق للغاية"، مشيرًا إلى أن هذا الانخفاض يعقد بشكل كبير جهود رجال الإطفاء في مواجهة الحرائق المستمرة.


وأضافت جانيس كوينونيس، الرئيسة التنفيذية لدائرة المياه والطاقة في لوس أنجلوس، في مؤتمر صحفي أن النظام كان تحت ضغط شديد للغاية بسبب تسرب المياه من ثلاثة خزانات رئيسية في منطقة باليساديس. 
وأضافت: "لقد شهدنا طلبًا أعلى بأربع مرات من المعدل الطبيعي على المياه لمدة 15 ساعة متواصلة، مما دفع النظام إلى أقصى حدوده"، مما يعني أن النظام المائي أصبح غير قادر على تلبية احتياجات المنطقة في ظل هذه الظروف الطارئة.

 

ومع ذلك، أشار الخبراء إلى أن الوضع كان معقدًا بشكل لا يصدق وأن النظام غير مناسب لمواجهة الحرائق الضخمة هذا بسرعة، وأثار هذا التحليل العديد من الأسئلة بشأن كيفية تحسين النظام المائي في المستقبل مع دعوات إلى إعادة التفكير في تصميم الأنظمة لضمان الاستجابة الناجحة لحالات الطوارىء.

 

حريق متعمد أم عوامل طبيعية


اندلع حريق هائل في منطقة باليساديس الواقعة في ولاية كاليفورنيا صباح يوم الثلاثاء الماضي، حيث اشتعلت النيران على منحدر مغطى بالشجيرات، مما أسفر عن دمار واسع النطاق وأدى إلى حالة من الذعر في المنطقة. 
وحتى الآن، لا يزال المحققون يتباحثون في أسباب الحريق، وتتمحور التحقيقات حول احتمالية أن يكون الحريق ناتجًا عن أفعال بشرية، وقد تم استبعاد احتمال أن يكون الحريق نتيجة لصواعق رعدية، وذلك لأن المنطقة لم تشهد أي عواصف رعدية في ذلك الوقت، كما أنها خالية من خطوط الكهرباء أو المحولات التي يمكن أن تسبب شرارات كهربائية.


ورغم أن الحريق قد يكون ناتجًا عن تصرفات بشرية غير مقصودة، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن احتمالية أن يكون الحريق متعمدًا ضعيفة للغاية، خاصة بالنظر إلى التضاريس الوعرة وصعوبة الوصول إلى موقع الحريق.


تجعل هذه العوامل من غير المحتمل أن يكون شخص قد عمد إلى إشعال الحريق في تلك المنطقة النائية، وهو ما يثير تساؤلات حول كيف بدأ الحريق، ومن بين الاحتمالات التي يتم استكشافها احتمال أن يكون الحريق قد نتج عن حادث غير مقصود، مثل شرارة من نار المخيمات المتواجدة في ولاية كاليفورنيا أو موقد التخييم أو حتى المعدات الأخرى التي يمكن أن تسبب الحريق بالمنطقة. 
أشارت التقارير إلى أن الرياح القوية تسببت في تطاير الشرر من خطوط الكهرباء إلى العشب الجاف، مما أدى إلى اندلاع الحريق، وتتطلب التحقيقات في أسباب الحريق فحصًا دقيقًا باستخدام أدوات متخصصة مثل المناظير وأجهزة الاستشعار الحرارية لتحديد السبب الفعلي للحرائق.


وفي تطور ذي صلة، ألقت شرطة أزوسا القبض على شخص يدعى خوسيه كارانزا إسكوبار للاشتباه في إشعاله حريقًا متعمدًا في منطقة غابات في بايونير بارك، وخلال التحقيقات اعترف المتهم بأنه هو من أشعل الحريق في تلك المنطقة. 


وفي سياق متصل، تم القبض على شخص آخر من منطقة وودلاند هيلز لحمله مصباحًا يدويًا بالقرب من حريق كينيث، لكن الشرطة لم تتمكن من جمع أدلة كافية لاتهامه بالحرق العمد.
ومع استمرار الحرائق في تدمير الأراضي والمنازل، يعاني أكثر من 100 ألف شخص من عواقب هذه الكارثة، وحتى الآن كان الأمر كذلك تم تأكيد مقتل 11 شخصًا على الأقل، فيما يعتبر العشرات في عداد المفقودين في مناطق مختلفة بسبب الحريق. 


وأعلنت الحكومة الأميركية بقيادة الرئيس جو بايدن أن الحريق "كارثة كبرى"، وتعهدت الحكومة الفيدرالية بتقديم الدعم الكامل للمتضررين من الكارثة البيئية، تشير التقارير إلى أن لوس وشهدت مدينة أنجيليس هذا العام حالة جفاف غير مسبوقة، مع هطول القليل من الأمطار وارتفاع درجات الحرارة فوق المعدل الطبيعي، مما جعل المكان أكثر عرضة للحرائق، وهذا أحد العوامل التي أثرت على سرعة انتشار الوباء وتدهور الوضع في المنطقة. بسبب الظروف الجوية الصعبة، مع الرياح القوية والجفاف، وساهم ذلك في انتشار الحريق بسرعة، ما جعل السيطرة عليه أمراً صعباً.

 

مع استمرار الجهود لاحتواء انتشار الحرائق، أصدرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية تحذيرات من ظروف قد تهدد الحياة، حيث من المتوقع أن تستمر الرياح القوية والظروف الجافة حتى الأسبوع المقبل، مما يجعل الوضع أكثر خطورة، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 8 ملايين شخص في كاليفورنيا قد يكونون معرضين لخطر كبير بسبب هذه الظروف البيئية القاسية.

 

مشاهير يغردون بأن الحرائق متعمدة


اقترح بعض المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي أن الحريق ربما تم إشعاله عمداً من قبل شخص ما، مما أثار موجة من الانتقادات والجدل، وعلى سبيل المثال كتب الممثل هنري وينكلر، الممثل المسرحي الأمريكي على موقع أكس: "أعتقد أن شخصًا أشعل النار هنا في لوس أنجلوس وآمل أن يتم معاقبتهم".
بينما أضاف المغني كريس براون على إنستغرام: "الأمور أصبحت مرهقة هنا في كاليفورنيا"،  كما تساءل بعض الشخصيات العامة، عن المسؤول عن إشعال الحرائق، والذي أدى إلى تفاقهم النيران بهذا الشكل في كاليفورنيا.
وفي الختام: يعد الضغط على الجهات المعنية لتقديم إجابات واضحة، ومع استمرار الجدل حول أسباب الكارثة، تواجه لوس أنجلوس تحديًا كبيرًا في السيطرة على حرائق الغابات، حيث انتشر حريق إيتون على مساحة 10600 هكتار، وانتشر حريق باليساديس على مساحة 17234 هكتارًا.

الاكثر قراءة