الإسكواش قوة ناعمة مصرية متى نستغلها ؟ رياضة أولمبية رسميا في أولمبياد لوس أنجلوس فهل خططنا لها؟
صورة أرشيفية
كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم : فالجميع يستطيع أن يلعب الكرة في أي مكان، في أي شارع حتى في المنزل في أي وقت مرتديا أي ملابس بأي نوع من الكرة حتى لو كانت كرة شراب: الكل يحلم بأن يصبح مثل نجوم اللعبة العالميين رونالدو وميسى وصلاح وغيرهم والكل يتابع الدوريات العالمية ونتائج المباريات.
شعبية كرة القدم جعلت منها صناعة يصرف عليها مليارات الدولارات سنويا وتجنى مليارات أكثر، ولم تعد كرة القدم مجرد رياضة خالصة بل هي قوة ناعمة للعديد من الدول، بالإضافة إلى أن بعض الدول تستخدمها لأهداف سياسية مشروعة واقتصادية، فليس غريبا أن كرة القدم تسهم بنسبة 5 في المائة من الدخل القومى بالبرازيل من خلال تصدير اللاعبين الصغار للخارج.
ونحن في مصر نملك المهارات ولدينا مشاريع رياضية ولكنها لا تحقق العائد المرجو منها، فنحن لا نزال نتعامل مع كرة القدم بالعاطفة للأندية الكبيرة فقط بدون تطبيق نظام احترافي حقيقي، وأغلب اللاعبين المحترفين هدفهم الاحتراف فقط وليس صناعة تاريخ لهم باستثناء محمد صلاح.
الرياضة صناعة علينا استغلالها بشكل صحيح ونحن نملك الفرصة الحقيقية لذلك ولكن علينا توجيه الدفة بشكل صحيح فمثلا لعبة الاسكواش ظلت باكستان ملكة اللعبة عالميا لعقود طويلة وما زال اسم أسطورة الاسكواش جيهانجير خان الباكستاني محفورا فى كتب التاريخ بعد أن دخلت بطولاته موسوعة جينيس العالمية باعتباره لاعب الاسكواش الوحيد في تاريخ اللعبة الذي حقق بطولة إنجلترا المفتوحة أعرق وأقدم بطولات الاسكواش لمدة عشر سنوات متتالية في الفترة بين منتصف الثمانينيات وحتى منتصف التسيعينيات من القرن الماضي والعديد من بطولات العالم والدولية والقارية.
واستمرت هيمنة باكستان على اللعبة إلى أن جاء النجم المصري أحمد برادة من النجوم الرائدين في لعبة الاسكواش والذي أحدث تحولا كبيرا فى اللعبة داخل مصر، وحقق برادة العديد من الإنجازات فى الاسكواش، وتفوق على الكثير من الأبطال العالميين الذين يكبرونه سنا، وتقدم أحمد برادة في نهاية عام 1997 إلى المركز الخامس في تصنيف الاتحاد الدولى للاسكواش على مستوى العالم، وذلك بعد فوزه على
المصنف الأول على مستوى العالم جانشيرخان في بطولة هليوبوليس الدولية للاسكواش التي أقيمت في القاهرة ولكن بسبب حادث طعن اعتزل اللعب بعد أن استطاع أن يفتح الباب أمام الأبطال المصريين ليأتى من بعده عمرو شبانة مايسترو الملعب الزجاجى ورفع اسم مصر عاليا في المحافل
الدولية، معلنا بداية حقبة جديدة من الهيمنة المصرية على اللعبة مايسترو الاسكواش هو إحدى الأساطير التي افتقدها الملعب الزجاجى لاعبا واستفادت اللعبة من خبراته الطويلة مدربا توج شبانة ببطولة العالم أربع مرات في 2003 و 2005 و 2007 و 2009، كما فاز مع المنتخب المصرى للاسكواش بطولة العالم للفرق سنة 1999 والمركز الثاني سنة 2001 ومن بعده جاء رامى عاشور ووصل فنان الاسكواش كما تلقبه الجماهير إلى 55 مباراة نهائية حقق خلالها 40 لقبا، وحصل فنان الاسكواش على بطولة العالم للناشئين مرتين، كما حصل على بطولة العالم لرجال الاسكواش ثلاث مرات أعوام 2008، 2012 ، 2014 ، وكان رامي عاشور أول مصرى يحصد لقب بطولة بريطانيا المفتوحة في نسختها الجديدة، كما شارك البطل المصرى مع المنتخب الوطنى فى بطولة العالم وحصد معهم اللقب مرتين في 2009، 2017
وتسلم على فرج الراية ليتربع على عرش اللعبة ليعتلى أعلى التصنيفات العالمية في زمن قياسي، وحصل على فرج على لقب أفضل لاعب أسكواش فى أبريل 2015 من قبل الاتحاد الدولى المحترفى الاسكواش وذلك بعد وصوله في ترتيب القائمة الرئيسية لبطولة الجونة الدولية للاسكواش مجتازا بنجاح التصفيات وكذلك حصوله على عدة ألقاب في أيرلندا، كما حصد على فرج لقب بطولة العالم ومازال النجم المصرى يتربع على عرش التصنيف العالمي.
وفرض نجوم الاسكواش المصرى هيمنتهم على الساحة العالمية، بأداء ونتائج مميزة على الملعب الزجاجي، ورفعوا راية الفراعنة خفاقة في المحافل الدولية، سواء رجالا أو سيدات والسيطرة على التصنيف العالمي للاسكواش نور الشربيني الأول عالميا
ونوران جوهر الثانية وهانيا الحمامي الثالثة وروان العربي الثامنة.
ولا نستطيع أن ننسى اللاعبة نور الطيب التي كانت ثالث العالم زوجة بطل العالم على فرج والتي اعتزلت بعد أن أصبحت أما.
في الأسبوع الماضى كانت بطولة باريس للاسكواش حيث فازت نور الشربينى بالبطولة بعد تغلبها على نوران جوهر في المباراة النهاية، وهو نفس الأمر الذي حدث مع مصطفى عسل الذي استطاع هزيمة على فرج فى النهائي ليتوج بالبطولة
وللعلم والفخر أيضا أن البطولة شهدت مشاركة 22 لاعباً ولاعبة من مصر، بواقع 10 لاعبين فى منافسات الرجال، و12 لاعبة في منافسات السيدات.
المصريون ليسوا ملوك اللعبة فى العالم كبارا فقط ولكن أشبالا وناشئين أيضا وهو ما يدفعنا إلى الاهتمام باللاعبين وباللعبة، ويجب على وزارة الشباب والرياضة العمل على التوسع في انتشار اللعبة شعبيا، فمن السهل إنشاء الملاعب في المحافظات وفى قرى حياة كريمة وتكلفتها ليست بالكثير خصوصا أن المصنع الذي يقوم بتصنيع الملاعب موجود بمصر، ويمكن للوزارة أن تقوم بتوفير المضارب ولدينا لاعبون كبار معتزلون يستطيعون أن يكونوا نواة لمدربين على أعلى مستوى خصوصا بعد الإعلان أن الاسكواش رياضة أولمبية رسميا في أولمبياد لوس أنجلوس 2028.
فماذا ننتظر؟ يجب أن تكون هناك خطة من وزارة الشباب والرياضة للاهتمام ونشر لعبة الاسكواش في كل محافظات مصر لضمان ميداليات ذهبية في أولمبياد لوس أنجلوس 2028 ولا نكتفى بدور الأندية فقط في تجهيز اللاعبين.
أهم ما يميز أبطال مصر هى الروح الجميلة فيما بينهم وقد ظهر ذلك في إحدى البطولات عندما جلست بطلة العالم نور الشربينى لتقدم نصائح لزميلتها روان العربي في الملعب أثناء مواجهتها لبطلة بلجيكا حتى فازت روان الروح الجميلة بين اللاعبين، لم تتوقف عند النصائح والدعم النفسي والفني ولكن لرفع علم مصر عاليا كما فعل على فرج ومصطفى عسل في الفوز على أى لاعب حصل على جنسية أخرى.