الإثنين 13 يناير 2025

ثقافة

13 يناير.. ليلة رأس السنة الأمازيغية

  • 13-1-2025 | 03:34

احتفال الأمازيغ بالسنة الأمازيغية

طباعة
  • همت مصطفى

يحتفل الأمازيغ، في يوم 12 من يناير وهناك من يحتفل به في هذا اليوم 13 من الشهر نفسه، برأس السنة الأمازيغية لعام 2975، ويطلق عليه تسمية  يناير، ويسبق التقويم الأمازيغي، التقويم الميلادي  «الغريغوري» بـ 950 عاما، وتعرفاسئلة  السنة الأمازيغية بتسميات مختلفة حسب المناطق، لكن أكثر الأسماء شيوعا هي «ناير»، أو «إض يناير» «ليلة يناير»، وترتبط الاحتفالات بها غالبًا ببداية الموسم الزراعي؛ فنتعرف  في السطور التالية على إجابات هذه الأسئلة.. من هم الأمازيغ؟ وماهو التقويم الأمازيغي؟  وكيف يحتفلون بعامهم الجديد؟

 الأمازيغ

الأمازيغ   أو البربر هم مجموعة إثنية وسكان أصليين لشمال إفريقيا وتحديدًا المنطقة المغاربية، ويقطن الأمازيغ بالمغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وشمال مالي وشمال النيجر وجزءًا صغيرًا من غرب مصر إضافة إلى جزر الخالدات جزر الكناري وهي أرخبيل جزر تابعة لإسبانيا في المحيط الأطلسي. 

 ويتوزع الأمازيغ من المحيط الأطلسي إلى واحة سيوة في مصر ومن البحر المتوسط إلى نهر النيجر في غرب إفريقيا، ومن الناحية التاريخيَّة، تحدثت الشعوب الأمازيغية، اللغة الأمازيغيَّة، وهي فرع من عائلة اللغات الأفريقية الآسيوية،  وهناك حوالي 36 مليون أمازيغي لا زال يتحدث بها.

التقويم الأمازيغي

التقويم الأمازيغي أو التقويم الفلاحي أو التقويم العجمي هو تقويم زراعي قليل ما يستعمل في دول شمال أفريقيا،  يعرف أيضًا بـ التقويم الفلاحي «أي الريفي» لارتباطه الوثيق مع الفلاحة والزراعة في شمال إفريقيا أي من أجل تنظيم الأعمال الزراعية الموسمية، أصله تبعًا للرويات التاريخية يرجع لبقايا التواجد الروماني.

أصل  التقويم 
يعتبر التقويم الأمازيغي الحالي من بقايا التواجد الروماني في شمال افريقيا؛ فهو من أحد الأشكال المتبقية لتقويم اليولياني الروماني الذي استعمل في أوروبا قبل إدخال التقويم الجريجوري الذي ما يزال قيد الاستعمال لدى الكنائس الشرقية؛ لذلك نجد أن أسماء شهور التقويم الأمازيغي مشتقة من اللاتينية.
أول يوم من شهر «يناير» وهو بداية السنة عند الأمازيغ، يتوافق مع يوم 12 كانون الثاني من التقويم الجريجوري، والذي يتزامن مع الإزاحة التي تراكمت خلال القرون بين التواريخ الفلكية والتقويم اليولياني وهذا اليوم يسمّى بـ «إيض ناير» أي ليلة رأس السنة الجديدة.
وطول السنة وطول الشهور عند الأمازيغ هو نفسه في التقويم اليولياني.. ثلاث سنوات مكونة من 365 يوما تليها سنة كبيسة مكونة من 366 يوم، والشهر ينقسم إلى 30 أو 31 يوم مع بعض الاختلافات الطفيفة في حسابات شهر فبراير.

وتأخر رأس السنة الأمازيغي عن الروماني بـ 12 يوما يرجع إلى المعتقدات الأمازيغية التي لا تزال تروى في المنطقة الأوراسية الشاوية وهي قصة المعزة المسماة «سلف المعزة».. آرطّال ن'تغاطّ ⴶⵔⴻⵜⵜⴰⵍ ⵏⵜⵖⴰⵜⵜ

بينما أكد «Jean Servier» أن التقويم الأمازيغي ليس مشتقًا من التقويم اليولياني كما يظن علماء الفلك، وإنما من التقويم القبطي، المشتق من التقويم المصري.

أصل الاحتفال بالسنة  الأمازيغة

رأس السنة الأمازيغية، يتسم بالطابع الرسمي،  في بعض الدول المغاربية، خاصة في المغرب والجزائر، بعد اعتماده عطلة مدفوعة الأجر،  مثل يوم الأول من محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، و التقويم الأمازيغي مستمد مباشرة من التقويم اليولياني، الذي كان يُستخدم في أوروبا قبل اعتماد التقويم الميلادي، أصبح هذا التقويم شائعاً في شمال أفريقيا لتنظيم المواسم الزراعية.

وبدأ التقويم الأمازيغي يأخذ طابعا رسميا في الستينيات من القرن الماضي، عندما قررت  الأكاديمية البربرية، وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها باريس، اعتماد سنة 950 قبل الميلاد كنقطة انطلاق للتقويم الأمازيغي، تم اختيار هذا التاريخ ليتزامن مع صعود الفرعون شيشنق الأول إلى عرش مصر، وكان الثاني من أصل أمازيغي ليبي، ويعد من الشخصيات البارزة في تاريخ شمال أفريقيا؛ ولذلك، يعتبر الأمازيغ هذا التاريخ رمزًا للقوة والسلطة.

أصل الاحتفال..فريقين

وترجع احتفالات  يناير الخاص بالسنة الأمازيغية، إلى العصور القديمة، ومن الصعب تحديد تاريخ دقيق لبدايتها،  وبخلاف المعتقدات الشائعة، لا يرتبط احتفال يناير بالفرعون شيشنق الأول، إذ يعتقد الأمازيغ أن هذه التقاليد سبقت مجيء الملك.

وينقسم المؤرخون حول أصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى فريقين، الأول يرى أن اختيار هذا التاريخ من يناير/كانون الثاني يرمز إلى احتفالات الفلاحين بالأرض والزراعة، ما جعلها تُعرف باسم «السنة الفلاحية»، ويرى الفريق الثاني، أن هذا اليوم من يناير/كانون الثاني، هو ذكرى انتصار الملك الأمازيغي «شيشناق» على الفرعون المصري «رمسيس الثاني» في مصر في المعركة التي وقعت على ضفاف النيل سنة 950 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ.

وتطورت العديد من الأساطير والخرافات لتفسير أصل الاحتفال، ومن أشهر القصص الشعبية حكاية السيدة العجوز العنيدة، في التقاليد الأمازيغية، كان شهر يناير يتكون من 30 يوما فقط، وتروي الأسطورة أن عجوزًا تحدت برد الشتاء الشديد وأخذت ماعزها للرعي في اليوم الأخير من يناير،  شعر الشهر بالإهانة من غطرسة المرأة، فاقترض يوما إضافيًا من شهر فبراير، وفرض عليها ليلة قارسة البرودة انتقامًا منها.

قصة سلف المعزة
وفي رواية أخرى.. حسب المعتقدات الميثولوجية الأمازيغية استهانت عنزة بقوى الطبيعة فاغترت بنفسها وخرجت تتراقص وتتشفى في شهر يِناير الذي انتهى وذهب وذهبت معه ثلوجه وعواصفه وبرده عوض أن تشكر السماء كانت تتحدّى الطبيعة، فغضب يناير وطلب من «فورار» أن يقرضه يوما حتى يعاقب المعزة على جحودها وجرأتها، ومن هنا جاء تناقص أيام «فورار» وإضافة يوم إلى ينايِر 31 يومًا، وهدد المعزة قائلا لها: «نسلّف نهار من عند فورار ونخلي قرونك يلعبو بهم الصغار في ساحة الدوار»؛ ففي يوم 31 قام يناير بإثارة عواصفه وزوابعه وثلوجه حيث لقيت المعزة مصرعها... وإلى يومنا هذا يستحضر بعض الأمازيغ يوم سلف المعزة ويعتبرون يومها يوم حيطة وحذر، ويفضل عدم الخروج للرعي 12 يوما مخافة عاصفة شديدة

وتعكس هذه القصة الرمزية أهمية التعايش بوفاق مع الطبيعة، وضرورة التحلي بالصبر والحذر؛ ففي منطقة تشهد شتاءً شديد البرودة وصيفًا حارًا، كان على سكان شمال أفريقيا مواجهة تحديات كبيرة لحماية محاصيلهم وصحتهم.

الأشهر الأمازيغية

هناك نماذج شبه موحدة لأسماء التقويم الأمازيغي، ويتضمّن الجدول أدناه على الأسماء المتعارف عليها في تونس والجزائر والمغرب، وهي مختلفة من منطقة إلى أخرى في شمال أفريقيا؛ بسبب سوء التواصل، والتلاعب الحكومي، واختلاف اللهجات المحلية بين المغاربة والأمازيغ

شهور السنة (في ليبيا والمغرب) شهور السنة (في تونس والجزائر) شهور السنة الأمازيغية شهور السنة (في منطقة السهوب)
يناير جانفي يناير الناير
فبراير فيفري فورار فورار
مارس مارس مارس مغرس
أبريل أفريل يبرير يبرير
ماي ماي مايو مايو
يونيو جوان يونية يونيا
يوليوز جويلية يوليز يوليا
غشت اوت غُشت غُشت
شتنبر سبتمبر شتنبر شتانبر
أكتوبر أكتوبر طوبر توبر
نونبر نوفمبر وانبر فمبر
دجنبر ديسمبر جنبر جامبر

 

الاكثر قراءة