سلّطت دراسة حديثة الضوء على حصن دمنيسي غورا، الذي يعود إلى 3000 عام، ويقع في جبال القوقاز بجنوب جورجيا، باستخدام تقنيات حديثة مثل رسم الخرائط بالطائرات بدون طيار.
أعاد الباحثون تقييم حجم الموقع وأهميته، حيث كشفت النتائج أنه أكبر بـ 40 مرة مما كان يُعتقد سابقاً، ويشمل مستوطنة خارجية محاطة بجدار ضخم طوله كيلومتر.
تمثل مستوطنات جنوب القوقاز، التي ظهرت بين 1500 و500 قبل الميلاد، مرحلة مفصلية في تطور المجتمعات القديمة، مع خصائص معقدة في التخطيط الحضري والتنظيم الاجتماعي، وهو ما يجسده دمنيسي غورا بشكل غير مسبوق.
واستعان فريق البحث بطائرة DJI Phantom 4 RTK لالتقاط 11,000 صورة عالية الدقة، واستخدموا برامج التصوير المتقدمة لإنشاء نماذج ارتفاعات رقمية وصور شاملة للموقع، مما كشف عن معالم جديدة مثل جدران إضافية، مقابر، وأنظمة زراعية.
للتأكد من أصالة النتائج، قارن الباحثون بيانات الطائرات بصور فضائية من حقبة الحرب الباردة، مما أتاح لهم تتبع التغيرات البيئية على مدار 50 عاماً، ودمجوا هذه البيانات في نظم المعلومات الجغرافية (GIS) لتحليل أنماط الاستيطان طويلة الأمد.
تشير الاكتشافات الأثرية إلى وجود مجتمع مزدهر يعتمد على أنظمة زراعية متطورة وتحصينات كبيرة، ويرى الباحثون أن توسع الحصن كان مرتبطاً بتفاعلات مع الرعاة الرحل وتأثير التغيرات الموسمية.
تُعد دمنيسي غورا دراسة حالة مهمة لفهم تطور الاستيطان والتحضر في العصر البرونزي المتأخر والعصر الحديدي المبكر، وسيستمر البحث في دراسة الأنظمة الاقتصادية والسكانية، ما يعزز فهمنا لقدرة المجتمعات القديمة على التكيف مع الظروف البيئية القاسية، وذلك طبقا لما نشره موقع labrujulaverde.