مبادرات لا تتوقف هنا وهناك، مشروعات تغذى كل القطاعات، الهدف واحد، تنمية مستدامة، تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفئات الفقيرة نحو مستقبل أفضل يليق بالمصريين بشرط أن يكون وعى المواطن أساس الرهان التنموى، عبر المشاركة الفعالة، وإشراك جميع فئات المجتمع فى التنمية وفى اتخاذ القرار، بالاندماج فى جسد الدولة، على قلب رجل واحد.
وفى ظل التحديات التى يواجهها الوطن خلال هذه المرحلة الحساسة، تُعد المبادرات الوطنية بمثابة حجر الزاوية لتحقيق التنمية المستدامة والنهوض بالاقتصاد الوطنى، خاصة إذا كانت هذه المبادرات تستهدف تحسين حياة المصريين، من خلال تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية، ومنذ إطلاقها، ركزت الدولة على معالجة المشكلات المزمنة التى طالما عانى منها المواطن، مع رؤية استراتيجية لبناء حاضر أفضل ومستقبل أكثر إشراقًا لجميع فئات المجتمع.
وجاءت مبادرات مثل «واعية»، «مستورة»، «بداية»، و«حياة كريمة»، بمثابة استجابة من الدولة لاحتياجات الفئات الأكثر ضعفًا فى المجتمع، وعلى سبيل المثال، تهدف مبادرة «حياة كريمة» لتحسين مستوى المعيشة فى القرى الأكثر احتياجًا، من خلال مشروعات متكاملة تشمل تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى مشروعات الإسكان الاجتماعي، فيما تستهدف مبادرة «مستورة» دعم المرأة المصرية ماديًا، عبر تمويل مشروعات صغيرة تُمكّنها اقتصاديًا وتساعدها على تأمين حياة أفضل لعائلتها، ومما لا شك فيه أن هذه المبادرات أسهمت فى تغيير حياة ملايين المصريين، من خلال توفير فرص العمل وتنمية المهارات لديهم، مما يعزز التنمية المجتمعية ويحد من الفقر.
ومع تسارع التطور التكنولوجى، جاءت مبادرة «التحول الرقمى» كجزء من خطة الدولة لبناء اقتصاد رقمى قادر على المنافسة عالميًا، وشملت هذه المبادرة، تطوير الخدمات الحكومية لتصبح إلكترونية بالكامل، مما يسهم فى توفير الوقت والجهد للمواطنين، ودُشنت تطبيقات مثل «المنصة الإلكترونية للخدمات الحكومية»، تُسهل على المواطنين الوصول إلى الخدمات بأسلوب حديث وشفاف، كما تم تطوير البنية التحتية للاتصالات والإنترنت، لتمكين الشباب ورواد الأعمال من الوصول إلى أسواق جديدة وتعزيز الابتكار، فكان هذا التحول الرقمى، ليس مجرد خطوة تقنية، بل هو رؤية استراتيجية مستدامة، تمهد الطريق لخلق اقتصاد معرفى يركز على الإبداع والكفاءة.
وإذا انتقلنا إلى قطاع الصحة، سنجد مبادرات مثل «100 مليون صحة» وغيرها من المبادرات التى تعتبر خطوات جادة لتحسين الرعاية الصحية، حيث تهدف مبادرة «100 مليون صحة» إلى الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة وتقديم العلاج اللازم، مما يعزز صحة المواطنين ويحسن جودة الحياة، فيما سعت مبادرات أخرى لتوفير خدمات صحية متكاملة فى المناطق النائية والمحرومة، وجاء ذلك من خلال إنشاء وحدات صحية مجهزة بأحدث التقنيات.. وتضافرت كافة الجهود الحكومية، لتظهر التزام الدولة بضمان وصول جميع المواطنين إلى خدمات طبية عالية الجودة..
ومن الصحة إلى التعليم، الذى هو أساس النهضة، ولهذا وضعت الدولة خططًا طموحة لتطويره، فجاءت مبادرات مثل «إصلاح التعليم» و«اتعلم صح»، وكلاهما الهدف منهما «تحديث المناهج التعليمية»، بما يتماشى مع متطلبات العصر وسوق العمل، وتدريب المعلمين على استخدام الوسائل الحديثة فى التدريس، وإدخال التكنولوجيا فى المدارس والجامعات، مما يفتح آفاقًا جديدة للطلاب.. هذه الجهود لا تهدف فقط إلى تحسين جودة التعليم، بل إلى إعداد أجيال قادرة على الابتكار والمنافسة عالميًا..
ولم تغفل المبادرات مشكلات الإسكان غير الآمن، وكانت المناطق العشوائية، من التحديات الكبرى التى واجهتها الدولة لعقود، فجاءت مبادرات مثل «سكن لكل المصريين» و«الأسمرات»، لتقدم حلولًا عملية ومستدامة، وبفضل هذه المبادرات، تم نقل آلاف الأسر من العشوائيات إلى مجتمعات جديدة متكاملة الخدمات، فتمكنت هذه الجهود من علاج مشكلة السكن، وأسهمت أيضًا فى تحسين البيئة الاجتماعية والاقتصادية للمواطن، مما يضمن حياة كريمة له.
وكان الاستثمار والاقتصاد، الشغل الشاغل لدولتنا وقيادتها السياسية، فتمثل تعزيز الاقتصاد الصناعى كأحد أهم أهداف الدولة المصرية، وظهرت مبادرات مثل «ابدأ» لدعم التصنيع المحلى وريادة الأعمال.
وفى هذا السياق، قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس الهيئة الاستشارية بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن «المبادرات الوطنية التى أطلقتها الدولة ليست مجرد مشروعات تنموية، بل هى استراتيجيات شاملة تهدف إلى تحسين حياة المواطن وتعزيز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا»، مشيرًا إلى أن مبادرات مثل «حياة كريمة» و«التحول الرقمي» تمثل رؤية متكاملة لبناء مستقبل مستدام.
وأكد «سعيد»، أن «مصر تواجه هجمات موجهة ممنهجة، تستهدف هذه الجهود، وتحاول زعزعة ثقة المواطن بالدولة»، مطالبًا بضرورة تكاتف الجميع لمواجهة هذه التحديات، مؤكدًا أن «المواطن المصرى يمتلك من الوعى والإدراك ما يمكنه من التفريق بين الحقيقة والشائعات، وهذا الوعى هو أساس نجاح هذه المبادرات فى تحقيق أهدافها الطموحة».
وأضاف: نجاح المبادرات الوطنية يعتمد على تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع المدنى، الذى لا ننتظر منه «التصفيق والتهليل»، بل المشاركة الفعالة، من خلال العمل التطوعي، الترويج الإيجابي، والمساهمة بالأفكار البناءة الإيجابية، مع الأخذ فى الاعتبار أن الشباب هم المحرك الأساسى للتنمية، ومشاركتهم فى تنفيذ هذه المبادرات، عنصر حسم لتحقيق النجاح، مطالبًا وسائل الإعلام الوطنية بالتصدى لمثل هذه الشائعات ونقل الصورة الحقيقية للإنجازات على الأرض.
وأوضح «سعيد»، أن «المبادرات الوطنية ليست مجرد مشروعات حكومية فحسب، بل هى رؤية شاملة تهدف إلى بناء مصر حديثة قادرة على مواجهة التحديات ومواكبة العصر، ونجاحها يتطلب تكاتف الجميع والعمل بروح الفريق لتحقيق الأهداف الطموحة»، مؤكدًا ان المواطن المصرى، بوعيه ودعمه، هو الشريك الأساسى فى هذه الجهود، بمشاركته الفعالة فى بناء مستقبل أفضل للوطن.
وواصل حديثه، قائلًا: عندما نتحدث عن الأسعار والغلاء، هناك جوانب هامة يجهلها الكثير، أبرزها الزيادة السكانية التى تصل فى مصر إلى 20 مليون نسمة، هذا العدد الضخم يفوق تعداد بلدان بأكملها.