لا يزال فصل الشتاء يؤرق الجميع على مدار السنوات الأخيرة، فإذا كانت إنفلونزا الطيور فى الصدارة فى فترة من الفترات، تلتها إنفلونزا الخنازير، ومن بعدها جاءت جائحة «كوفيد – 19» إلى أن أعلنت منظمة الصحة العالمية فى مايو 2023 إنهاء فيروس «كوفيد – 19» كطارئ صحة عالمى، وليس انتهاء الفيروس، فالفيروس موجود لكنه يعامل معاملة بقية الفيروسات التى تُصيب الجهاز التنفسى، ومن الطبيعى أن يكون له متحورات مثل بقية الفيروسات، لكن الأمر المطمئن أنه حتى الآن لا توجد توصيات من قبل منظمة الصحة العالمية باتخاذ أى إجراءات مختلفة لـ«كوفيد - 19» أو متحوراته.
وفى هذا السياق، أكدت وزارة الصحة والسكان، فى بيان لها مؤخرًا، أنه لا صحة لما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعى وإرساله بشكل ممنهج عبر مجموعات الواتس آب من وجود فيروسات مجهولة تُصيب الجهاز التنفسى وتؤدى للوفاةً، وأنه لم يتم رصد أى أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة.
وذكر البيان أنه «لا يوجد أى زيادات فى أعداد الإصابات بالفيروسات التنفسية ومعدلات التردد على المستشفيات فى هذا التوقيت من العام مقارنة بالأعوام السابقة، وأن الموقف الوبائى للفيروسات التنفسية فى مصر تتم متابعته بصفة مستمرة من خلال الترصد الروتينى للأمراض التنفسية الحادة للحالات المترددة أو المحجوزة فى المستشفيات التابعة لمنظومة الترصد من جميع المستشفيات وعددها 542 مستشفى بجميع المحافظات، متابعة الموقف الوبائى تتم أيضًا من خلال المواقع المختارة لترصد الأمراض التنفسية الحادة والأمراض الشبيهة بالإنفلونزا فى 28 موقعا موزعة جغرافيًا على 14 محافظة من محافظات الجمهورية، حيث يتم أخذ مسحات من الحالات المشتبهة فى إصابتها وفحصها بالمعامل المركزية والمعامل الإقليمية بالمحافظات للتعرف على مدى انتشار الفيروسات التنفسية وأنواعها».
بيان «الصحة»، أشار إلى أن «أكثر أوقات انتشار الفيروسات التنفسية، مثل الإنفلونزا وفيروسات نزلات البرد، يكون خلال فصل الشتاء، وعلى وجه الخصوص، تزداد حالات العدوى عادةً فى الفترة بين شهرى نوفمبر ومارس، حيث تساهم عدة عوامل فى زيادة انتشار الفيروسات خلال هذه الفترة، منها الطقس البارد والبقاء فى أماكن مغلقة يجعله أكثر سهولة لانتقال الفيروسات، والرطوبة المنخفضة، فالظروف الجوية الباردة عادة ما تكون جافة، ما يمكن أن يؤدى إلى جفاف الأغشية المخاطية فى الجهاز التنفسى، ويسهل دخول الفيروسات، أيضًا التجمعات الاجتماعية، فمع التعرض للأشخاص المصابين، يزيد من معدلات انتشار العدوى بالفيروسات التنفسية، أيضًا نقص التعرض لأشعة الشمس، قد يؤدى نقص فيتامين «د» نتيجة قلة التعرض لأشعة الشمس إلى ضعف الجهاز المناعى.
وفى هذا السياق، قال الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة: إن هذه فترة نشاط الفيروسات التنفسية ومتحوراتها، من بينها متحورات فيروس كورونا، والمتحور الموجود حاليًا هو متحور XEC الجديد من فيروس كورونا ينتمى إلى عائلة متحورات «أوميكرون» ويمثل نسخة هجينة من سلالات فرعية مثل KP.3.3 وKS.1.1. تم اكتشافه لأول مرة فى ألمانيا فى يونيو 2024، وانتشر لاحقًا إلى 29 دولة، بما فى ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا وآسيا.
«بدران»، أضاف: المتحور الجديد يتمتع بسرعة انتشار أعلى مقارنة بالسلالات السابقة، وهو السلالة الفرعية المهيمنة خلال فصل الشتاء، وتتشابه الأعراض الشائعة مع متحورات كورونا الأخرى مثل نزلات البرد المعتادة، منها الحمى، السعال، التهاب الحلق، فقدان حاستى الشم أو التذوق، آلام الجسم، فقدان الشهية، والغثيان، القيء، والإسهال، ويُعد الإسهال بصفة خاصة هو عَرَض شائع فى الحالات المرتبطة بالمتحور الجديد، بجانب أعراض أخرى محتملة مثل ألم المعدة واضطرابات هضمية.
وأكد «بدران» أن «الوضع الوبائى فى مصر مستقر، وحتى فى الـ29 دولة التى رصدت الوضع مستقر أيضًا، ولا خطورة منه تذكر مقارنة بمتحورات «كوفيد- 19» الشرسة السابقة»، مضيفًا أنه «على الرغم من ذلك، تشير الدراسات إلى أن اللقاحات الحالية توفر حماية فعالة ضد المرض الشديد الناتج عن هذا المتحور».
وللحماية نصح عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة بالاستمرار فى اتباع التدابير الوقائية مثل النظافة الجيدة وأخذ الجرعات المعززة من اللقاحات وارتداء الكمامة فى الأماكن المزدحمة، وتهوية الأماكن المغلقة.