أجرت «المصور»، بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، جولة ميدانية، داخل أكبر وأول قلعة صناعية محلية، تنتج وتوزع وتصدر منتجاتها لأسواق العالم أجمع، نالت استحسان جمهور الداخل والخارج، إنها مجمع مصرى لا مثيل له بمنطقة الشرق الأوسط، هو «سايلو فودز» للصناعات الغذائية، لنتعرف عن قرب، كيف تدار الأمور، ما هى مراحل الإنتاج داخل مصانع المدينة، لنقف ونلتمس مدى الانضباط والالتزام الذى يتمتع به كل العاملين بداخل الشركات المختلفة.
ومنذ الوهلة الأولى، سترى داخل هذه القلعة العملاقة، صوامع حفظ القمح الشاهقة، الذى تعتبر وقود المدينة، كون القمح عنصرا أوليا وأساسيا فى إنتاج كل منتجات مصانع سايلو فودز، من مكرونة وبسكوت ومخبوزات وغيرها من المنتجات المتنوعة والمتميزة، لما لاقته من إقبال وإعجاب من الجمهور، على مدار ثلاث سنوات، هى عمر تدشين هذا الصرح المصرى..
خلية نحل لا تتوقف عن العمل فى «سايلو فودز»، الكل يركز بجدية وإتقان، ينم عن إيمان العاملين بهذا الصرح العظيم، بمدى المسئولية الملقاة على عاتقهم، بإنتاج غذاء آمن للمصريين، وتوفير قيمة غذائية لطلبة وطالبات المدارس، غنية بالفيتامينات والمعادن اللازمة، التى تحتاجها أجسامهم فى تلك المراحل العمرية.
الآلة الحديثة تدير مصنع المكرونة
بدأت جولتنا من داخل مصنع المكرونة بمدينة «سايلو فودز»، هناك يجرى العمل على قدم وساق، عجلة إنتاج مستمرة سريعة لا تتوقف ولا يتدخل فيها الكثير من البشر، فأغلب العناصر البشرية تتواجد خلف الآلة، يتم برمجتها لتدور تلقائيًا، من بداية المنتج وحتى إخراجه كعنصر غذائى صالح للاستخدام، سليم فى جودته.
هنا، قال أشرف عبدالرحمن محمد، مدير عام مصنع المكرونة: المصنع يعتبر الأفضل والأعلى إنتاجًا فى منطقة الشرق الأوسط، حيث تصل طاقته الإنتاجية إلى 160 ألف طن سنويًا، ويضم المصنع 3 خطوط لإنتاج المكرونة القصيرة، وخطاً آخر لإنتاج المكرونة الطويلة، وأكثر ما يميز مصنع سايلو استخدامه أحدث تكنولوجيا على مستوى العالم، فجميع أعمال التصنيع بداية من حبة القمح إلى أن تصبح «كيس» معبأة، تتم آليًا، دون تدخل بشرى، كما أنه يتم تطبيق أعلى معايير الجودة داخل المصنع، بفضل الاعتماد على أنقى أنواع القمح جودة، ومواصفات قياسية، سواء كان بروتينا أو جلوتين.
ولفت الانتباه إلى أن «المصنع يصدر إنتاجه إلى الخارج، ويزداد حجم التصدير سنويا بنسبة 25 فى المائة وذلك لأن الشركة تضم مخزونا استراتيجيا يتيح لمصانعها المحافظة على ثبات الإنتاج، من حيث المواصفات والأسعار، منوهًا بأن المصنع يضم حجم عمالة يتألف من 500 عامل، يعملون طيلة 24 ساعة، من خلال ورديتى عمل، ويخضعون لخطط تدريبية وتأهيلية، سواء داخليًا أو خارجيًا، على يد مدربين متخصصين فى مجالات الجودة وتحسين الإنتاج.»
وعن أسعار المكرونة الخاصة بالمصنع، كشف «عبدالرحمن»، أن «إنتاج المصنع، يسهم فى استقرار السوق وضبط الأسعار، حيث أصبح دقيق سايلو، هو المرجعية التى يتم القياس على أساسها بالسوق المصري»، لافتًا إلى أن المصنع ينتج حوالى 400 طن من المكرونة يوميًا، فضلًا عن توريد ما يقارب من 12 ألف طن شهريًا من المكرونة، يتم ضخها ضمن منظومة التموين، و12 ألفًا أخرى تضخ فى السوق الحر.
أكبر معمل مركزى فى منطقة الشرق الأوسط
قدر كبير من الالتزام والانضباط يمكن ملاحظته عندما تتجول داخل المصنع، وهو ما أشار إليه مايكل مجدى نبيل، رئيس وردية جودة بمصنع المكرونة، بقوله: منتجات سايلو فودز، تتميز بالتنوع الفريد من نوعه، غير المتوفر فى أى مصانع غذائية أخرى داخل مصر.
أما مستوى الجودة، فأكد «مايكل»، أن «المصنع يضم أكبر معمل مركزى فى منطقة الشرق الأوسط، ويعتبر هذا المعمل هو العنصر الرئيسى فى عجلة الإنتاج»، مشيرًا إلى أن المعمل يمد خطوط المصنع، بكل التحاليل المعملية، وتقديم جميع المعلومات المطلوبة واللازمة لعملية الإنتاج، بأقصى سرعة ممكنة، وهناك أيضًا معمل فرعى ورئيسى داخل المصنع، يقومان بالتأكيد على كل نتائج التحاليل المطلوبة، مع تقديم المعلومات الذى يحتاجها مهندسى المصنع.
كما أوضح أن «مهندس الجودة يحدد صلاحية ما يتم إنتاجه، ويقوم بالموافقة على المنتج السليم والمطابق للمواصفات»، منوهًا بأن قيادات الشركة تعمل دائمًا على تأهيل وتدريب الكوادر العاملة داخل مصانع الشركة، بأهم الدورات التدريبية والتأهيلية، كل فى تخصصه.
مصنع البسكوت الأكثر إنتاجًا والأعلى كفاءة
ومن مصنع المكرونة، انتقلنا خلال جولتنا إلى مصنع البسكويت، الذى يمكن أن تميزه من على بعد عدة أمتار، بسبب الرائحة الذكية، التى تفوح من أرجائه، لتشير إلى أن هناك إنتاجا عالى الجودة يتم إعداده وتجهيزه داخل تلك القلعة الصناعية، وهنا أوضح المهندس أحمد عامر، مدير عام مصنع البسكوت، أن «الأخير يعتبر أحد أكبر مصانع الصناعات الغذائية فى مصر والمنطقة الإقليمية فى مجال تصنيع البسكويت، ويتألف المصنع من 6 خطوط إنتاج، تم استيرادها بالكامل من كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى مجال الصناعات الغذائية»، لافتًا إلى أن المصنع تم تشييده على مساحة 47 ألف متر، بطاقة إنتاجية 24 ساعة يوميًا، يعمل منذ ما يقارب من 6 أشهر متواصلة، ويستهدف القطاع المحلى، والتصدير للأسواق الخارجية على حد سواء، ومنوهًا بأن قطاع التصدير يشهد نموا كبيرا فى الآونة الأخيرة.
كما أكد أن المصنع يتبع كل إجراءات الجودة، بداية من مرحلة استلام الخامات، مرورًا بأعمال الفحص، سواء كان من المعمل المركزى أو فريق الجودة بالمصنع، وذلك للتأكد من مطابقة الخامات لكل معايير الجودة المطلوبة، وبما يضمن إخراج منتج آمن يتمتع بكل معايير الأمن الغذائى.
وأضاف أنه «نظرًا لضخامة حجم السوق المحلى وتنوع الأذواق، يتم حاليًا عمل الدراسات اللازمة لمتابعة احتياجات المستهلكين، للعمل على تلبية رغباتهم، ومواكبة كل ما يتم رصده بالأسواق وما يستجد من متطلبات»، مشيرًا إلى أن المصنع يشارك فى الوجبة الغذائية المدرسية، بطاقة إنتاجية متوسطة تصل إلى 3 ملايين وجبة مدرسية، بمعدل 90 مليون وجبة شهريًا.
وأشار «عامر»، إلى أن كل المنتجات تتميز بالكفاءة والجودة الغذائية، ويشهد إنتاج المصنع تنوعا ملحوظا، من خلال 40 منتجا مختلفا من البسكويت.
مهمة وطنية لصحة أجيالنا الصغيرة
ولا يمل القائمون على المصنع من المتابعة والإشراف المستمر على عناصر السلامة والصحة الغذائية والمهنية، وهو ما أكده الدكتور أحمد نصر الكردى، مدير الجودة وسلامة الغذاء بمصنع سايلو فودز للبسكويت، مشيرًا إلى أن هناك حرصا على تطبيق معايير الجودة وسلامة الغذاء، والتى تبدأ أولًا بالتأكد من السلامة الصحية للعاملين بالمصنع، فلا يمر عامل إلى صالة التصنيع، إلا بعد المرور على ماكينات التعقيم، وضرورة ارتدائه غطاء الرأس والكمامة الخاصة به، وفى حال لاحظ مهندسو الجودة والإنتاج، أى حالات مرضية على العامل، مثل العطس أو أعراض نزلات البرد، يتم استبعاده نهائيًا حتى يتم شفاؤه، بالإضافة إلى أنه يتم أخذ عينات عشوائية من العمال، لفحصها، بهدف التأكد من سلامة العاملين داخل المصنع، والتأكد من التزامهم بالإجراءات الصحية المعمول بها داخل بيئات وأماكن التصنيع الغذائى.
وأكد أن الشعار الأساسى داخل مصنع البسكوت، هو «الجودة والالتزام»، كون المصنع ملتزما بمشروع قومى، يتمثل فى الوجبات المدرسية، لذلك يتم التأكد من أن المنتج الذى سيصل إلى الأطفال والتلاميذ فى المدارس، خالٍ من أى شوائب أو ميكروبات أو ملوثات، وذلك يتم بداية من استلام المادة الخام، وإجراء كل التحاليل الكيميائية والمايكروبايولوجية بالمعامل المركزية، كما تتم مراقبة كافة مراحل التصنيع، للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية ومعايير سلامة الغذاء العالمية.
وأوضح «الكردى»، أنه تتم إضافة الفيتامينات إلى الوجبة الغذائية المدرسية بنسب، يحددها المعهد القومى للتغذية، وتتم متابعتها بدقة، من قبل جميع مهندسى الجودة والإنتاج.
وفى سياق متصل، قال محمد عزت، أقدم العاملين بالمصنع، إن منظومة العمل تعتمد أساسًا على المصداقية والالتزام، وهما أمران، يضمنان إعطاء العاملين كافة حقوقهم، ويمكنهم من أداء واجباتهم بجودة وارتياحية، مما يجعل العمل داخل مصانع سايلو فودز، يقوم على الشفافية، منذ افتتاح المصنع قبل 3 أعوام، نال العاملون خلالها العديد من الدورات التدريبية، بقيادة إدارة الموارد البشرية بالمصنع، حتى يتسنى للأخير، الوصول إلى أحدث أساليب الإنتاج حول العالم.
المخبوزات 100 فى المائة مصرية
وحرصًا على تلبية احتياجات ومتطلبات السوق المصرى، تم تدشين كيان متطور، لتصنيع منتجات المخبوزات بأنواعها المختلفة، وبالفعل نجحت سايلو فودز، فى إنتاج مخبوزات ذات جودة مميزة، لاقت استحسان شركة مصر للطيران، جعلت الأخيرة تعتمد على إنتاج مصانع سايلو فودز، فى تقديم وجبات لركابها، حيث أشار المهندس أحمد حفنى، مدير مصنع المخبوزات، إلى اعتمادهم على التكنولوجيا المتطورة، لضمان سلامة المنتج وصلاحيته، منوهًا بأن المصنع نجح فى التعاقد مع بنك الطعام المصرى، لإنتاج ساندوتش صحى مدعم بالفيتامينات والمعادن، ذات قيمة غذائية عالية جدًا، يستفيد منها طلاب مدارس الجمهورية.
وأوضح أن المصنع يقدم إنتاجا متنوعا ومميزا من المنتجات الغذائية المخبوزة، أهمها التوست بأنواعه، والعيش الفينو بأنواعه، والعيش العربى (اللبنانى والشامي)، بالإضافة إلى خط الساندوتش، بجميع الأطعمة المختلفة، والكرواسون بكل أطعمته.
كما أكد أن المصنع يشارك ضمن منظومة الوجبة المدرسية، من خلال إنتاجه الساندوتش المحشى جبن، المدعوم بالفيتامينات والمعادن، المحددة من المعامل المركزية، والتى تتم إضافتها لكل مكونات الوجبة المدرسية، لضمان تغذية سليمة للطلاب، مضيفًا أن خطوط إنتاج المصنع، تعتمد على أحدث تقنيات التصنيع الغذائى عالميًا، ويتم تدريب كل العمالة، ولا يقبل المصنع أشخاصا جددا للعمالة، إلا بعد التأكد من اجتيازهم فترات التدريب اللازمة، حتى يكونوا مؤهلين للعمل لدينا، مضيفا أن المصنع يضم 280 فردا ما بين إداريين ومهندسين وعمال وفنيين.
وأعرب م. أحمد حفنى، عن فخره بإنتاج المصنع مخبوزات فيتم تصنيعها بأياد مصرية بنسبة 100 فى المائة، حتى مواد «حشو الساندوتشات» محلية 100 فى المائة، مضيفًا أن خط الساندوتش هو أحدث توسعات المصنع، ويبلغ طاقته الإنتاجية حوالى 300 ألف ساندوتش يوميًا، و500 ألف قطعة كرواسون فى اليوم الواحد، وهى قدرة إنتاجية ضخمة جدًا مقارنة بإنتاج المصانع الأخرى فى المنطقة العربية، كاشفًا أن خطوط مصنع المخبوزات قادرة على إنتاج ما يقارب من 500 ألف وجبة مدرسية فى اليوم الواحد، حتى تصل إلى أبنائنا وتلاميذنا، كوجبة طازجة منحهم الطاقة اللازمة لأعمارهم السنية المختلفة.