بأيادٍ وطنية مصرية، وتوجيهات قيادة سياسية رشيدة، أقامت مصرنا الغالية، مجمع سايلو فودز مصر، كواحدة من أكبر مدن الصناعات الغذائية فى العالم، والقلعة الأولى والوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط، فهى الأكثر تكاملًا والأفضل تجهيزًا والأدق جودة والأعلى التزامًا بالمواصفات العالمية، لخدمة المصريين أولًا، ثم تصدير الفائض لغزو الأسواق الإقليمية والدولية، من منتجاتها التى تشمل: البسكويت والمكرونة والنودلز والدقيق والمخبوزات والحليب والجبن والحلاوة والطحين والشيكولاتة، وغيرها، وجميعها تصنع محليًا..
وشهدت المنتجات الغذائية المصرية الأساسية، خلال السنوات القليلة الماضية، طفرة تاريخية غير مسبوقة، وذلك بعدما قامت القاهرة، بتدشين صرح صناعى غذائى عملاق، إيمانًا منها بأن التنمية الحقيقية تبدأ من الأيدى المحلية والمكون الوطنى، لذا، كان إنشاء كيان قومى يتولى أعمال الإنتاج والتصنيع الغذائي، واجبًا وطنيًا ملحًا، كونه إحدى أهم أولويات عناصر الحياة الكريمة للمواطن المصرى..
فكان أبرز التحديات أمام البلاد، هو توفير غذاء آمن وبسعر مناسب، ولكن بفضل القيادة الرشيدة، تغلبت الدولة المصرية على هذه العقبة، فصدرت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإنشاء أول مدينة لتصنيع الغذاء يطلق عليها «سايلو فودز»، وفى هذا الإطار ، التقينا اللواء أركان حرب أكرم عبدالجليل الحفناوى، رئيس مجلس إدارة شركة سايلو فودز للصناعات الغذائيه، لنتعرف منه - عن كثب، إمكاناتنا المحلية، وقدرات هذا الصرح العريق التصنيعية ومساهمته فى تعزيز السوق المحلى وقدرته على توفير فائض بغرض التصدير.. وإلى نص الحوار:
بداية.. كيف يدار هذا الصرح الضخم، وما الأسباب التى كانت وراء صدور قرار إنشائه؟
عقب إصدار توجيهات القيادة السياسية، تم التخطيط لإنشاء هذا الصرح العملاق، كمدينة صناعية غذائية لوجستية متكاملة، تحت مسمى سايلو فودز، التى أقيمت على مساحة 135 فدانا، ويضم 6 مصانع للأغذية، تتألف من أحدث خطوط الإنتاج على مستوى العالم، مثل مصنع البسكوت بأنواعه، المكرونة بأنواعها، مصنع المخبوزات، مصنع الألبان والجبن، ومصنع الحلاوة الطحينية، ويخدم جميع هذه المصانع، مطحن عملاق ومجموعة صوامع لتخزين القمح، بالإضافة إلى 3 مصانع لأعمال الطباعة والتغليف، وقطاع كامل للنقل والحركة، لتحقيق 3 أهداف رئيسية، أولًا إنتاج منتجات غذائيه عالية الجودة من السلع الأساسية والاستراتيجية، لكى تتوافر بالأسواق المحلية بأسعار تنافسية لتخفيف العبء على المواطنين، ثانيًا يتم تصدير الفائض فى الطاقة الإنتاجية للخارج لتوفير موارد النقد الأجنبى، حيث يتم تدبير المواد الخام المستخدمة فى أعمال التصنيع بالعملة الصعبة، ثالثًا تطوير نظام التغذية المدرسية، حتى يتم تقديم وجبات مثالية للطلبة مدعومة بالفيتامينات بما يحقق 30 فى المائة من احتياجات الطالب اليومية.
ما حجم وأوجه التخصص لمصانع شركة «سايلو فودز»؟
فى البداية، يأتى مطحن القمح، باعتباره حجر الأساس والنواة الرئيسية للشركة، وهو مطحن عملاق يتكون من خطى إنتاج بطاقة إنتاجية 234 ألف طن سنويًا، يتكون الخط الواحد من 5 خطوط فرعية، تقوم بتنفيذ أعمال الإمداد، بما يتم إنتاجه من دقيق لباقى مصانع الشركة، التى تعتمد فى منتجاتها على دقيق القمح.
هنا، يأتى مصنع المكرونة، الذى يتكون من 5 خطوط إنتاج لمنتجات المكرونة بأنواعها المختلفة، التى تصل إلى 11 نوعا، بطاقه إنتاجية 160 ألف طن سنويًا.. ثم مصنع المخبوزات، الذى يتكون من 6 خطوط إنتاج بطاقة 9 آلاف طن سنويًا، ويتم تصنيع جميع أنواعه، وتوجه للسوق المحلى، وكذا إمداد شركة مصر للطيران، وجميع الجهات الرئيسية، التى تعتمد على مخبوزات عالية الجودة، ثم مصنع البسكويت، الذى يتكون من 5 خطوط إنتاج، ويعتبر كل خط منها مصنعا منفصلا بذاته، نظرًا للطاقة الإنتاجية العالية التى تمثل 68 ألف طن سنويًا، ما يعادل حوالى 900 مليون عبوة بسكوت سنويًا، وهو حجم ضخم جدًا يوجه 80 فى المائة منه لصالح التغذية المدرسية، ونسبة الـ20 فى المائة المتبقية يتم توجيهها للسوق المحلية مباشرة.
وهناك مصنع البسكوت المغطس والصب، ويتكون من خطى إنتاج بطاقة 7 آلاف طن سنويًا، وقد أنشئ لتنوع الإنتاج لمواكبة التطور العالمى فى مجال صناعة البسكوت.. وهناك مصنع الألبان والجبن، المكون من 10 خطوط إنتاج بطاقة إنتاجية 130 ألف طن سنويًا، ينتج اللبن المعبأ الكامل والنصف والخالى الدسم والألوان المحلاة 125ملى و200 ملى والجبن الفيتا نصف وربع كيلو، أما مصنع إنتاج الحلاوة الطحينية، والمكون من 5 خطوط، لإنتاج الحلاوة الطحينية والطحينة وكريمة الشيكولاتة والحلاوة الاسبريد، بما يواكب الجودة العالمية، فيقدر حجم إنتاجه بنحو 16 ألف طن سنويًا.
وأخيرًا، مجمع الطباعة والتغليف، الذى يتكون من 3 مصانع (روتو، دوبلكس، ومصنع كرتون)، بطاقة إنتاجية 38.5 ألف طن، وذلك حتى نضمن أن كل منتجات الشركة منذ دخولها كمادة خام إلى خطوط الإنتاج، وحتى الوصول لمرحلة التعبئة، لم يلمسها بشر، إلى أن يتم شحنها فى العربات، بالإضافة إلى محطة إعادة تدوير مذيبات بطاقة 1200 طن سنويًا، روعى فيها أن تكون صديقة للبيئة، كما أن عملية إعادة التدوير تقوم بتوفير 75 مليون جنيه سنويًا.
حدثنا عن إنجازات «سايلو فودز» إلى وقتنا الحالى؟
إذا تحدثنا عن الطاقات الإنتاجية لكل مصانع الشركة، سنجد أن المطحن قام بطحن مئات الآلاف من أطنان القمح لاستخدامها فى أعمال تصنيع البسكوت لصالح التغذية المدرسية والسوق المحلى، وكذا تصنيع المكرونة، التى تم تدعيم وزارة التموين بها، وبكميات هائلة، مع ضخ كميات أخرى بالأسواق، بالإضافة إلى طرح الردة (المأخوذة من الدقيق) للسوق المحلية بغرض البيع لصالح مصانع الأعلاف، والتى تساعد فى أعمال التسمين وزيادة الثروة الحيوانية، إضافة إلى إنتاج نحو 20 ألف طن من المخبوزات بشكل عام، مع طرح عشرات الآلاف للسوق المصرية، والباقى تم توريده لشركة مصر للطيران، لتقديمها عبر خطوطها المختلفة.
هذا، بجانب 35 ألف طن من منتجات الألبان والجبن والحلاوة الطحينية، الموجودة بالسوق المحلى والمنافذ المختلفة، كما قامت الشركة بتصدير حوالى 50 ألف طن من منتجات الشركة لما يزيد على 25 دولة، وفى طريقنا إلى التوسع فى أعمال التصدير.. بالإضافة إلى إنتاج حوالى 2.1 مليار وجبة تغذية مدرسية، تم توزيعها على 33 ألف مدرسة حتى الآن، بما يعادل 15.5 مليون طالب سنويًا، يستفيدون من منظومة التغذية المدرسية.
فى ضوء توجيه القيادة السياسية بضرورة توفير احتياجات المواطن بأسعار مناسبة والاتجاه للتصدير.. ما الخطط المستقبلية للتوسع فى الإنتاج؟
تم وضع خطة استراتيجية لتحقيق توسع انتشارى لمنتجات الشركة بالأسواق المحلية والعالمية، ويتم ذلك من خلال الاشتراك فى جميع المعارض المحلية والعالمية المتخصصة، كأساس فى أعمال التسويق والانتشار والمحافظة على حجم العملاء، وكذا ضرورة تواجد المنتج فى جميع الجهات، سواء الأسواق المحلية أو الخارجية، فعلى سبيل المثال شاركت الشركة فى معرض أهلًا رمضان وأهلًا مدارس، ثم المعارض العالمية مثل food Africa، ومعرض جالف فوود بالإمارات العربية المتحدة، ومعرض سيال بفرنسا، ومعرض أنوجا بألمانيا، ومعرض فانسى فود بالولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من المعارض الدولية، كأساس لخطة الانتشار فى مجال التصدير، وبالفعل نفذت الشركة العديد من أعمال التصدير لدول إفريقية وأوروبية وأمريكية، وبلدان جنوب وشرق آسيا، ونستهدف فى المرحلة المقبلة عددًا آخر من الأسواق العالمية، الأمر الذى يسهم فى تحقيق عائد ومردود إيجابى لصالح الشركة المصرية، التى تقوم أيضًا بتخفيضات على منتجاتها تصل إلى 30 فى المائة، من خلال المبادرات الرئاسية المصرية.
صف لنا جودة منتجات الشركة.. وكيفية الوصول إلى أعلى معايير عالمية؟
فى بداية القول، إنه لتحقيق مبدأ الجودة، يجب توافر العوامل اللازمة لمتطلبات الجودة، وبناء عليه تم إنشاء معمل مجهز بجميع الأجهزة المعملية المطلوبة، والكوادر الفنية المتخصصة لكل مصنع تابع للشركة، بالإضافة إلى وجود معمل مركزى لإجراء جميع أنواع التحاليل، سواء الكيميائية أو الميكروبايولوجية، وغيرها، لخدمة جميع الخامات، التى تدخل فى أعمال الإنتاج، ثم المنتجات النهائية، التى تعبر للأسواق، بعد مرورها بأدق المعايير، للوصول إلى النتائج المرجوة بأسرع وقت.
كما أن كل مصانع الشركة، حاصلة على القائمة البيضاء للهيئة القومية لسلامة الغذاء، وكذا تم تأهيل جميع مصانع الشركة للحصول على شهادات الأيزو لسلامة الجودة، من خلال التعاقد مع جهات مانحة دولية، لتنفيذ كل المواصفات اللازمة، والعمل على تسجيل كل ذلك بمنظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، بجانب تسجيل ببرنامج الغذاء العالمى WFB، وكذا حصول جميع المصانع على شهادة حلال، للتمكن من التصدير لكل دول الشرق الأوسط.. ونواصل العمل لضمان استمرار هذه الجودة إلى أن تصبح أسلوبا ثابتا وعلامة مستدامة داخل مصانع الشركة.
ماذا عن خطة المجمع المستقبلية للتطوير والأعمال التوسعية؟
عندما تم التخطيط لإنشاء هذا الصرح الضخم، روعى عند التنفيذ، التوسعات المستقبلية للشركة، وأن تكون البنية التحتية جاهزة لاستيعاب مصانع وخطوط إضافية مستقبلًا، وهو ما يعنى أنه تم توفير وتخصيص مساحة من الأرض اللازمة لإقامة المشروعات المستقبلية فوقها، وحتى الآن تم الانتهاء من تنفيذ وتشغيل كل من المرحلة الأولى والثانية من المشروع، كما أن مساحة الأرض المطلوبة لتنفيذ المرحلتين الثالثة والرابعة من المشروع متوفرة وموثقة لصالح «سايلو فودز»، كما أن الدراسات الخاصة بالمرحلة الثالثة انتهت بالفعل، وتم حصولها على كل الاعتمادات الخاصة بها، وجارٍ ممارسة الشركات العالمية للتنفيذ.
وبالفعل، تمت دراسة احتياجات السوق المحلى، وكذلك دراسة الكفاءة الفنية للمصانع المناظرة، والعمل على ألا يحدث تضخم فى الطاقة الإنتاجية، قد يؤدى إلى زيادة الأسعار على المواطنين، فضلاً عن متابعة الثقافة الغذائية لأهالينا بالمحافظات، لمعرفة القدر الاستهلاكى من السلع الغذائية المختلفة، كما تتم دراسة المنتجات الدخيلة على السوق المحلية من الخارج، وتلك التى لاقت استحسان الجمهور، وذلك للعمل على إنتاجها محليًا بدلا من استيرادها من الخارج، لتوفير تكلفة الاستيراد من العملة الصعبة، وهناك أيضًا دراسات أخرى تتم على المنتجات، التى يتم إنتاجها لصالح التصدير إلى الأسواق الخارجية والمجاورة، وذلك لمعرفة ماهية المنتجات التى يمكن تصنيعها من أجل تصديرها للخارج.
فى ظل جهودكم لسد احتياجات السوق المحلى من المنتجات الغذائية المختلفة.. كم نسبة مساهمة المجمع فى تحقيق الاكتفاء الذاتى؟
يوجد العديد من المنافذ والأفرع التابعة للجهات المعنية كوزارة التموين والزراعة وغيرها والمنتشرة عبر مختلف المحافظات، التى تتواجد بداخلها منتجات مجمع سايلو فودز.. كما تتعاون الشركة أيضًا مع وزارة التموين، لتوفير العديد من السلع الأساسية، مثل المكرونة والحلاوة والطحينة وغيرها من المنتجات الغذائية الأخرى، مما يمثل عامل انتشار كبيرا لمنتجات الشركة بالمحلات، كما نقوم بتوفير احتياطى استراتيجى من المواد الخام، التى تكفى المجمع لإنتاج منتجاته، لمدة زمنية لا تقل عن 3 أشهر، وتقدم الشركة سنويًا، مئات الآلاف من أطنان المنتجات الغذائية للمنظومة التموينية، حيث نسعى إلى المساهمة فى خلق حالة الثبات والاستقرار والضبط للأسعار داخل الأسواق، لقطع الطريق أمام جشع التجار غير المبرر، ونعمل على أن يتطابق المنتج، الذى يتم تقديمه عبر منظومة التموين، مع مثيله الذى يتم بيعه فى السلاسل التجارية والهايبر ماركت، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الدولة، ومشاركة الشركة لدعم المنظومة التموينية، التى من شأنها دعم الأمن القومى المصري.
فى ظل ارتفاع تكاليف الشحن للمواد الخام.. كيف حافظتم على أسعار منتجاتكم لتناسب إمكانات المواطن البسيط؟
يجب التأكيد أن الشركة، هى ملك للدولة المصرية، التى تقف وتساند المواطن فى مختلف الظروف، لذلك تحرص الشركة على تدبير احتياجاتها من المواد الخام بأسعار مناسبة، حتى يتسنى لها بيع منتجاتها بعد حساب تكلفة الإنتاج، بسعر مناسب، مع تحقيق هامش ربح بسيط جدًا.