الأربعاء 15 يناير 2025

تحقيقات

غزة تقترب من ساعة وقف الحرب.. ملامح اتفاق الهدنة

  • 15-1-2025 | 11:56

الحرب على غزة

طباعة

بعد أكثر من 15 شهرا من اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، باتت الحرب على القطاع والتي أسفرت عن استشهاد ما يقرب من 47 ألف فلسطيني، بات اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي وشيكا من الإعلان، بعد جهود مكثفة استمرت لأشهر بوساطة مصرية قطرية أمريكية، مع استمرار الاتصالات للتواصل إلى اتفاق خلال الساعات المقبلة في ظل محادثات ومفاوضات تجرى في قطر.

ويستهدف المفاوضون والوسطاء إتمام اتفاق وقف إطلاق النار، خلال الأيام القليلة المقبلة، قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي سيتم تنصيبه في 20 يناير الجاري.

اتفاق الهدنة بات وشيكا

وتستمر محادثات وقف إطلاق النار في الدوحة، بحضور الوسطاء من مصر والولايات المتحدة ووفود حماس وإسرائيل، للتوصل إلى التفاصيل النهائية لوقف إطلاق النار في غزة، ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين من الوسطاء مصر وقطر إن التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في القطاع المحاصر وإطلاق سراح الرهائن أصبح أقرب من أي وقت مضى.

فيما نقلت الوكالة عن مسؤول كبير في حماس، في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، إن الحركة لم تقدم ردها بعد لأنها ما زالت تنتظر من إسرائيل تقديم خرائط توضح كيف ستنسحب قواتها من غزة، فيما قالت حركة حماس إن المحادثات وصلت إلى الخطوات النهائية وأعربت عن أملها في أن تؤدي هذه الجولة من المفاوضات إلى اتفاق.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في وقت سابق في مؤتمر صحفي إن الجانبين قدما نصاً وإن المحادثات بشأن التفاصيل الأخيرة جارية.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الاتفاق أصبح قريبًا بعد أن دمرت الحرب غزة، موضحا أنه "ستفرج الصفقة... عن الرهائن، وتوقف القتال، وتوفر الأمن لإسرائيل وتسمح لنا بزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير للفلسطينيين الذين عانوا بشدة في هذه الحرب".

وأجرى بايدن اتصالا هاتفيا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تناول جهود الوساطة المكثفة التي تقوم بها مصر والولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الاسرى والمحتجزين، حيث استعرض الرئيسان في هذا الإطار آخر مستجدات المفاوضات ذات الصلة، وأكدا على أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة اللازمة للتوصل إلى الاتفاق.

وقال مسؤول إسرائيلي، حسبما نقلت وكالة رويترز، إن المحادثات وصلت إلى مرحلة حرجة على الرغم من الحاجة إلى حل بعض التفاصيل: "نحن قريبون، لم نصل إلى هناك بعد".

فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أمس الثلاثاء، خلال زيارته لروما، إنه يعتقد أن أغلبية الحكومة الائتلافية الإسرائيلية ستدعم اتفاق غزة إذا تم الاتفاق عليه في النهاية، على الرغم من المعارضة الصريحة من الأحزاب القومية المتشددة في الائتلاف.

كذلك أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، عن إرسالها وفدا كبيرا إلى الدوحة، مساء الثلاثاء، للمشاركة في الترتيبات النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار.

ملامح اتفاق الهدنة

وقال مسؤول إسرائيلي، وفقا لما نقلته وكالة روتيز، إن المرحلة الأولى من الاتفاق ستشهد إطلاق سراح 33 رهينة، بينهم أطفال ونساء، بما في ذلك بعض الجنديات، ورجال فوق سن الخمسين، وجرحى ومرضى. وستسحب إسرائيل بعض القوات تدريجيًا وجزئيًا.

وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن 1000 سجين فلسطيني في المرحلة الأولى على مدى 60 يومًا.

ووفقا للاحتلال الإسرائيلي، فإن عدد الأسرى في غزة، يقدر بـ98 أسيرا، من بينهم إسرائيليون وأجانب ومدنيون وجنود ورجال ونساء وطفلان وكبار السن، ويعتقد أن حوالي نصفهم على قيد الحياة.

ووفقا لملامح الاتفاق المعلنة حتى الآن، فإن المرحلة الأولى من الاتفاق ستستمر 60 يومًا، في اليوم السادس عشر ستبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، والتي ستشهد إطلاق سراح المحتجزين في غزة الأحياء المتبقين - الجنود الذكور والذكور المدنيين الأصغر سنًا - وإعادة جثث المحتجزين القتلى.

في مقابل الأسرى، ستفرج إسرائيل من سجونها عن أكثر من 1000 أسير ومعتقل فلسطيني، بما في ذلك المحكومون الذين يقضون أحكامًا طويلة لهجمات مميتة، لكن لن يتم إطلاق سراح مقاتلي حماس الذين شاركوا في هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل، ولم يتم الاتفاق بعد على المكان الذي سيتم إرسال السجناء إليه، لكن المدانين بالقتل أو الهجمات المميتة لن يتم إطلاق سراحهم إلى الضفة الغربية.

انسحاب القوات

ووفقا لمسودة الاتفاق، فلن تسحب إسرائيل قواتها بالكامل حتى يتم إعادة جميع الرهائن، ولكن سيكون هناك انسحاب تدريجي، مع بقاء القوات الإسرائيلية في محيط الحدود للدفاع عن المدن والقرى الإسرائيلية الحدودية.

وسيتم السماح لسكان شمال غزة غير المسلحين بالعودة، مع آلية لضمان عدم نقل الأسلحة إلى هناك، كما ستنسحب القوات الإسرائيلية من ممر نتساريم في وسط غزة، وسيبدأ معبر رفح بين مصر وغزة في العمل تدريجياً، مما يسمح بمرور المرضى والحالات الإنسانية خارج الجيب لتلقي العلاج.

وسيكون هناك زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل ما يواجهه أهالي القطاع من أزمة إنسانية حادة، وتسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى القطاع، ولكن هناك خلافات حول الكمية المسموح بدخولها.

الحكم المستقبلي لغزة

ويعد ملف إدارة القطاع بعد الحرب، أحد القضايا الخلافية التي لم تحسم بعد، وربما تركت هذه القضية خارج الاقتراح بسبب تعقيدها واحتمالية إعاقتها للاتفاق.

قالت إسرائيل إنها لن تنهي الحرب تاركة حماس في السلطة، كما رفضت إدارة غزة من قبل السلطة الفلسطينية، فيما يؤكد المجتمع الدولي أن غزة يجب أن يديرها فلسطينيون.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة