تولي ألمانيا اهتماما كبيرا بدعم القارة الأفريقية، حيث عززت علاقاتها مع الشركاء الأفارقة من الدول بطرق مختلفة على مدى العقود الماضية انطلاقا من أن الأمن والحرية والازدهار في كل من ألمانيا وأفريقيا يتشبكون بشكل وثيق نتيجة للعديد من الروابط الشخصية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتاريخية.
وذكر تقرير نشرته الخارجية الألمانية علي موقع توتير (إكس) - أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي لا يعدان الشريكين الوحيدين لأفريقيا مما يتطلب صياغة خيارات سليمة ومصممة خصيصًا لمزيد من التعاون المكثف الذي يقوم على الاحترام المتبادل واستعداد كلا الجانبين للمشاركة والحوار المفتوح.
وأكد التقرير على ضرورة معالجة الماضي الاستعماري لألمانيا والظلم الذي فرضه الحكم الاستعماري في المستعمرات الألمانية السابقة في أفريقيا بشكل كامل وهذا يعد عنصرًا مهمًا في الشراكات القائمة على الثقة والعلاقات الموجهة نحو المستقبل مع الدول الأفريقية، مشيرا إلى أن الحكومة الفيدرالية وضعت المبادئ التوجيهية لسياسة الحكومة الفيدرالية تجاه أفريقيا منذ عام 2019 خاصة بعد جائحة كوفيد 19 والحرب الروسية – الأوكرانية وتأثيرها علي القارة الأفريقية وتغير المناخ.
وذكر أن المبادئ التوجيهية لسياسة الحكومة الفيدرالية الألمانية تجاه أفريقيا تعد الإطار المرجعي السياسي لتشكيل علاقات برلين بشكل متماسك مع الدول الأفريقية وهي كذلك تتماشى مع سياسة الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بأفريقيا وتستند إلى الاستراتيجيات الشاملة للحكومة الفيدرالية، مثل استراتيجية الأمن القومي على وجه التحديد.
وأفاد بأن هذه المبادئ ركزت على أربعة مجالات ذات أولوية وهي التغلب علي التحديات العالمية والنمو المستدام، وزيادة التبادل الاقتصادي والتعاون بين الشركات، والقيمة المضافة المحلية وتنويع سلاسل التوريد وتعزيز المرونة الديمقراطية، فضلاً عن التعليم والعلوم والابتكار ودعم الأمن والسلام والاستقرار الدائم، موضحا أن العالم يتعرض للتحديات مثل تغير المناخ والأزمات الصحية مثل جائحة كوفيد 19 مما يتطلب دعم التعاون والتنسيق.
وأضاف التقرير، أن برلين ترى أنه لا يمكن التغلب على التحديات العالمية إلا من خلال العمل مع الدول الأفريقية وذلك من خلال التعاون الثنائي والتعاون مع الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية (المجتمعات الاقتصادية الإقليمية)، فضلاً عن التعاون في المنظمات والمنتديات المتعددة الأطراف، مؤكدا أن ألمانيا تلتزم بمكافحة أزمة المناخ وإصلاح هيكل الحوكمة العالمية وتعزيز الأمن الغذائي والصحة العالمية.
كما تتعاون برلين مع أفريقيا من أجل تعزيز نهج مسؤول للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والتقنيات الضارة، فضلاً عن الحد من العوامل التي تدفع الأشخاص إلى مغادرة منازلهم وتنظيم الهجرة والتنقل.
وقال إن ألمانيا تعمل بنشاط على تعزيز التجارة مع أفريقيا من خلال دعم تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية بالتعاون مع شركاء الاتحاد الأوروبي، والعمل على توسيع اتفاقيات الشراكة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي مع الدول الأفريقية بشكل فردي ودعم أنشطة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم الألمانية في الدول الأفريقية، على سبيل المثال من خلال ضمانات التصدير، مشيرا إلى أن الحكومة الألمانية تعمل على احتواء الديون وتعزيز البنية المالية الدولية.
وأكد التقرير، أن المبادرات المتعددة الأطراف مثل ميثاق مجموعة العشرين مع أفريقيا ومبادرة البوابة العالمية للاتحاد الأوروبي تلعب دورًا محوريًا في خلق مناخ استثماري جيد وبنية تحتية مستدامة، مشيرا إلى أن برلين ستزيد من التزامها بتعزيز المرونة الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان، ولا سيما من خلال التعاون بشكل مكثف مع المجتمع المدني، وتعزيز وسائل الإعلام ومكافحة التضليل.
وأوضح أن الحكومة الألمانية ستعمل على توسيع شبكات المجتمع المدني مع الدول الأفريقية بهدف تعزيز التبادل الثقافي والمجتمعي والفرص لدعم التعليم، والبحث المتميز، وبرامج التعاون الأكاديمي، على سبيل المثال من خلال المنح الدراسية، مؤكدا أن الأمن والسلام والاستقرار الدائم في القارة الأفريقية تلعب دورًا محوريًا بالنسبة لألمانيا ولهذا تشارك في منع الصراعات وإدارتها بالتعاون مع الشركاء الأفارقة ويتمثل هدف الحكومة الألمانية هو تمكين المنظمات والدول الأفريقية بشكل أفضل من منع الصراعات وحلها.