بيدرو كالديرون دي لا باركا عسكري وكاتب مسرحي وشاعر إسباني من العصر الذهبي الإسباني، وُلد في مدريد في 17 يناير 1600م،و كان والده دييغو كالديرون الأمين العام لمجلس الشؤون المالية ومكتب المحاسبة، ووالدته ماريا آنا هيناو من عائلة نبيلة ألمانية.
كتب كالديرون نحو 200 مسرحية، منها ما يزيد على 70 مسرحية دينية، و تمثل رواية «الحياة حلم» والتي كتبها عام 1635 أكثر مسرحياته شهرة، وهي على قمة مؤلفاته المسرحية في الشهرة، وفي المسرحية تحاول تناول غوامض المصير الإنساني، والصراع بين الإرادة الحرة والقدر المكتوب، كما ألف مسرحيات مثل الراسم لعاره والجزاء من جنس العمل والسيدة الجنية وعمدة ثالاميا.
ورحل بيدرو كالديرون دي لا باركا عن عالمنا في مدريد في 25 مايو 1681م.
مسرحية «الحياة حلم» الأكثر شهرة
«الحياة حلم» مسرحية للإسباني بيدرو كالدرون دي لا باركا صدرت عام 1635م، وتتنمي للحركة الأدبية الباروك، الموضوع الأساسي للرواية هو حرية الإنسان لتكوين حياته، دون أن يتم بعيدا عن القدر.
الفكرة المسرحية
مفهوم الحياة كحلم قديم جدا، وهناك إشارات في الفكر الهندوسي والصوفي الفارسي والأخلاق البوذية والتقليد اليهودي-المسيحي والفلسفة اليونانية؛ لذلك كان حتى يعتبر موضوعًا أدبيًا، وفقا لأفلاطون، يعيش الإنسان في عالم من الأحلام، من الظلام، أسير في مغارة هي التي فقط يمكن أن تميل نحو الجيد، عندها فقط الإنسان سوف يتخلى عن هذه الأشياء ويصل إلي الظلام.
ويظهر تأثير المفهوم الأفلاطوني واضح في هذا النص المسرحي: يعيش «سيغيسموند» في البداية داخل سجن، في كهف، حيث لا يزال في الظلام الدامس بسبب الجهل عن نفسه، فقط عندما يكون قادرا علي معرفة من هو والحصول علي الفوز والضوء
واتخذ«كالديرون» الشكل الشكل الدرامي الفلسفي لمعالجة مجموعة كبيرة من الموضوعات المتكدسة في هذا التركيز وهذا النوع الأدبي الأفلاطوني في جذوره الغربية..
وتعالج المسرحية مشاكل السقوط أوالخطيئة الأصلية والتكفير، و القصيدة الفلسفية، فإنها تحل مصير الإنسان ومصدرًا للمعرفة والمشاكل مثقلة للإرادة الحرة والأقدار، و الدرس الأخلاقي من الباروك ومكافحة الإصلاح، الصحوة عن الأوهام والأباطيل من هذا العالم.
والمسرحية هنا مثل الدراما التعليمية والشعرية، التي ترشد إلي الإنسان من دون تعليم، مثل الاحتجاج الثوري، فإنه يهاجم المبدأ المطلق والقانوني للنظام المحفوظ التي تخنق الحرية بحجة تجنب التيه، وكما الدرس السياسي «لأن في مثل هذه المعارك/ أولئك الذي فازوا مخلصين/ الفائزون، الخونة»، يعلم الناس عن ما يدفعه سوء الاستخدام للحرية والحروب الأهلية.
القتال، أيضا، جنون الطوالع وأحكام علم التنجيم، ويصف التقدمات التي يدركها الإنسان والإنسانية بين خيبات الأمل والرغبات.
زيدل علي أن المشاعر المضغوطة عن طريق الزهد وليس الأحرار، ولكن أجبرت، مع انفجار أكثر قوة كلما زاد القمع.
من نهج التحليل النفسي، يعبر عن التغلب أو التسامي في الصراعات الأوديبة، ويلهم فلسفة الايمان بالذات الذي نفى حقيقة للعالم الخارجي... كل هذا وأكثر من ذلك بكثير، إذا تم فحص أكثر من ذلك، هو الحياة حلم.
مسرحية «الحياة حلم» على الخشبة
عرضت مسرحية «الحياة حلم» في عام 1635م، ونشرت في العام التالي في الجزء الأول من كوميديا دون بيدرو كالديرون دي لا باركا.
تكوين المسرحية
يتألف النص المسرحي «الحياة حلم» من ثلاثة فصول أو أيام، في اليوم الأول، لديه ثمانية مشاهد، بمثابة سياقها يقال أنها تعرض الشخصيات والموقع المكاني والزماني للتاريخ، وفي اليوم الثاني، ولديه تسعة عشر مشهد، يوضح الصراع والعقدة أو المشكلة،. وفي اليوم الثالث، لديه أربعة مشاهد وهو يأخذ مكان النتيجة أو القرار.
اتجاه المسرحية« الحياة حلم»
تتميز المسرحية بلهجة مثيرة، وتنتمي للنوع المسرحي الباروكي الدراما، وتختلط المأساوية مع الفكاهية للحصول علي شعبية واسعة، كما شعبية النبيل، وعند وفاة لوبي دي فيغا، واصل «كالديرون» تطور المسرح التي تركت آثارها، وفي الحياة حلم قد يكون هناك بعض من ملامح هذا الشكل الجديد من الكوميديا وضعت من قبل لوبي دي فيجا.