الجمعة 17 يناير 2025

عرب وعالم

"فاينانشيال تايمز": نتنياهو تحت ضغط من حلفائه من اليمين المتطرف بشأن اتفاق غزة

  • 16-1-2025 | 21:45

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

طباعة

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اتهم حركة حماس اليوم /الخميس/ بالتنصل من أجزاء من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن، يتعرض لضغوط كبيرة من جانب حلفائه من اليمين المتطرف بشأن الاتفاق الذي أُعلن أمس الأربعاء ، بوساطة مصر والولايات المتحدة والوسطاء الدوليين.

وأوضحت الصحيفة، في سياق مقال تحليلي، أن إسرائيل أعلنت أنها أرجأت اجتماعًا لمجلس الوزراء كان من المفترض أن يؤيد الاتفاق، لكن حماس أكدت أنها ملتزمة بالاتفاق الذي أعلنه الوسطاء أمس الأربعاء.

وقال شخصان مطلعان على الوضع، في تصريحات خاصة للصحيفة، إنه لم يتم تحديد موعد لاجتماع مجلس الوزراء حتى مساء اليوم، على الرغم من أن أحدهما قال إنه قد يتم غدًا الجمعة.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إنه "واثق" بعد التحدث إلى المفاوضين من أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ كما هو مخطط له يوم الأحد القادم، أي قبل يوم واحد من دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب المكتب البيضاوي.

وأضاف بلينكن :" ليس من المفاجئ تمامًا أنه في عملية تفاوض كانت بهذا التعقيد والصعوبة، قد تظهر بعض التفاصيل العالقة ، نحن نقوم بمعالجة تلك التفاصيل العالقة في هذه الأثناء".

وكانت إسرائيل قد قالت ، في وقت سابق اليوم الخميس ، إن حماس تسعى لفرض شروط حول تحديد أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين يجب الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

وقال مسئول إسرائيلي:" إن حماس تطرح مطالب جديدة لا توجد فرصة لإسرائيل للموافقة عليها، بما في ذلك ما يتعلق بقائمة السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم" ، وأضاف مكتب نتنياهو أن إسرائيل لن تحدد موعدًا لاجتماع مجلس الوزراء للمصادقة على الصفقة "حتى يعلن الوسطاء أن حماس وافقت على جميع تفاصيل الاتفاق".

وتعتمد حكومة نتنياهو على الدعم البرلماني من حزبين من أقصى اليمين يعارضان بشدة أي صفقة ، وفي إشارة إلى شكوى رئيس الوزراء الإسرائيلي من تراجع حماس، قال جون كيربي، منسق الأمن في البيت الأبيض، في تصريح صحفي ، :" يعمل فريقنا على الأرض لتسوية الأمور العالقة ودفعها إلى الأمام".

وكان الرئيس جو بايدن وترامب ورئيس وزراء قطر، أعلنوا أمس الأربعاء ، أن حماس وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق بشأن صفقة من شأنها وقف الحرب التي استمرت 15 شهرًا في غزة وإطلاق سراح الرهائن الـ 98 الذين ما زالوا في الأسر.

وكان ترامب أول زعيم يشيد بالصفقة خاصة وأنه، حسبما أبرزت الصحيفة، قد مارس ضغوطًا على كل من إسرائيل وحماس للموافقة على صفقة قبل تنصيبه، وحذر مرارًا وتكرارًا من أنه "سيكون هناك ثمن باهظ" إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول 20 يناير.

مع ذلك، هدد حزب الصهيونية اليميني المتطرف بزعامة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، صباح اليوم الخميس ، بأنه قد يترك الحكومة إذا أدت الصفقة إلى نهاية دائمة للحرب.
وقال تسفي سوكوت، وهو عضو في البرلمان من الحزب، إنه "من المرجح" أن يستقيل من الحكومة إذا تمت الموافقة على الصفقة، لأن مهمته كانت "تغيير الحمض النووي لإسرائيل"، وليس مجرد تكوين أرقام في الائتلاف ، على حد تعبيره. 

وفي حين لا يُعتقد أن سموتريتش وحليفه اليميني المتطرف إيتامار بن غفير يتمتعان بدعم كافٍ في مجلس الوزراء لإحباط الصفقة إذا طرحها نتنياهو للتصويت، إلا أنه في حال انسحب كلاهما من أحزاب اليمين المتطرف من الحكومة، فإنها ستخسر أغلبيتها في البرلمان (الكنيست) ، ومع ذلك، أكدت "فاينانشيال تايمز" في مقالها أن هذا الأمر لا يعني تلقائيًا نهاية حكومة نتنياهو، حيث لا يمنع النظام السياسي الإسرائيلي الحكومات الأقلية ، كما أن أحزاب المعارضة أبدت استعدادها لدعم الحكومة إذا لزم الأمر، لكن خسارة حليفيه اليمينيين المتطرفين من شأنها أن تهز قبضة نتنياهو على السلطة ، وقد تؤدي إلى انتخابات مبكرة.

وقال أفيف بوشينسكي، المحلل السياسي والمستشار السابق لنتنياهو، تعليقًا على الأمر في تصريح خاص للصحيفة البريطانية ، :" لا أعتقد أن نتنياهو لديه القدرة على التراجع عن الصفقة، خاصة وأنه كان محاصرًا من قبل ترامب".

وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يحاول "تربيع الدائرة" بين ترامب وشركائه في الائتلاف القومي المتطرف.

وأخيرًا، ذكرت "فاينانشيال تايمز"، أن الاتفاق في حال تنفيذه الأسبوع القادم، فإن من شأنه أن يفتح نافذة أمل في وقف وربما نهاية حرب وحشية أصبحت الفصل الأكثر دموية في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي دام عقودًا من الزمان.

وأضافت الصحيفة : إن الحرب تركت غزة في حالة خراب ، واستهلكت المجتمع الإسرائيلي ، ودفعت الشرق الأوسط إلى شفا حرب شاملة ، مع الإشارة إلى أن الصفقة تتضمن هدنة أولية لمدة 42 يومًا، سيتم خلالها إطلاق سراح 33 رهينة، بمن فيهم أطفال ونساء ومرضى وكبار سن.

الاكثر قراءة