تصادف اليوم ذكرى ميلاد الدكتور عبد السلام هارون من أبرز علماء اللغة العربية وأدبائها في القرن العشرين، ومن أشهر مُحققي التراث العربي والإسلامي.
وُلِد في 18 يناير 1909 في مدينة الإسكندرية، ونشأ في بيت علمي كريم؛ فجده لأبيه هو الشيخ هارون بن عبد الرازق، عضو جماعة كبار العلماء، أما والده، الشيخ محمد بن هارون، فقد كان رئيس التفتيش الشرعي في وزارة الحقانية (العدل).
بدأ هارون مسيرته العلمية في سن مبكرة، فحقق كتاب "متن أبي شجاع" وهو في السادسة عشرة من عمره، ثم تابع تحقيق الجزء الأول من كتاب "خزانة الأدب" للبغدادي عام 1927م، وأكمل أربعة أجزاء منه وهو لا يزال طالبًا بدار العلوم.
تولى هارون مناصب أكاديمية، منها التدريس في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ثم انتقل إلى دار العلوم، وشارك في تأسيس جامعة الكويت عام 1966، حيث وضع منهج قسم اللغة العربية وترأسه حتى عام 1975.
أسهم هارون في تحقيق العديد من كتب التراث العربي، منها: "البيان والتبيين" للجاحظ، "كتاب سيبويه"، "الحيوان" للجاحظ، "المفضليات" للمفضل الضبي، "الأصمعيات" للأصمعي
كما ألّف كتاب "تحقيق النصوص ونشرها" عام 1954، الذي يُعد مرجعًا أساسيًا في منهجية تحقيق النصوص العربية.
حصل هارون على جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب عام 1981، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1987.
توفي عبد السلام هارون في 16 أبريل 1988م، تاركًا إرثًا علميًا كبيرًا أسهم في حفظ ونشر التراث العربي.