الجمعة 17 يناير 2025

عرب وعالم

نيويورك تايمز: سكان غزة يحلمون باللحظات الأولى من السلام والعودة للديار

  • 17-1-2025 | 19:30

نيويورك تايمز: بعد 15 شهرا من الحرب .. سكان غزة يحلمون باللحظات الأولى من السلام والعودة للديار

طباعة

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب والدمار في قطاع غزة اقتربت الأمور من نهايتها، وأصبح سكان القطاع لا يحلمون إلا باللحظات الأولى من السلام والعودة إلى ديارهم. 

ورصدت الصحيفة الأمريكية أحلام سكان غزة بعودتهم إلى منازلهم، قد لا ينطبق هذا إلا على أولئك الذين لا تزال منازلهم قائمة بعد أشهر من الدمار، لكن الجميع يفكرون في الأشخاص الذين سيعانقونهم بمجرد سريان الهدنة، وقبور أحبائهم وذويهم التي سيزورونها، لقد كانوا يعرفون بالفعل أنهم سيذرفون الدموع، لكنهم لم يعرفوا ما إذا كانت دموع الفرح أم إلى الحزن.

فقد حلمت ليان المحتسب ذات الخمسة عشر عاما بالعودة إلى غرفة نومها في مدينة غزة، وتنظيفها كما كانت تفعل قبل نزوح عائلتها أثناء الحرب، وقالت "هذه المرة نشعر وكأننا نعود إلى ديارنا حقا".

بينما كانت فداء الريس البالغة من العمر 40 عاما تشتري بالفعل المكونات اللازمة لصنع حلوى للاحتفال بنهاية الحرب، لكن أول شيء خططت للقيام به عندما تسكت القنابل هو البحث عن أقارب لم ترهم منذ شهور، لمعرفة من لا يزال على قيد الحياة والحزن على أولئك الذين لم يعيشوا ليشهدوا هذا اليوم.

وقالت "من المستحيل وصف هذا المزيج من الارتياح والحزن، أنا سعيدة لأننا نجونا وممتنة لكل من قد يد العون لنا، ولكنني أشعر بحزن عميق على الأقارب والأصدقاء الذين فقدناهم وعلى الحي الذي سنعود إليه بدونهم".

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه إذا كانت ليلة الأربعاء مخصصة للاحتفال بأخبار التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، فإن الأيام التالية كانت مخصصة للتحضير العودة، فبينما تعقد السلطات الإسرائيلية اجتماعاتها للتصويت على الاتفاق كان الفلسطينيون يحزمون خيامهم ويبحثون عن الوسائل التي ستنقل أغراضهم إلى شمال غزة، سواء كانت شاحنات كبيرة أو صغيرة أو حتى عربات تجرها الحمير، ويتساءلون أين سيعيشون إذا لم تعد منازلهم موجودة.

فقد اضطر معظم سكان غزة الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة إلى النزوح أكثر من 10 مرات والاختباء في الخيام والمدارس طيلة أغلب فترة الحرب، بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية وأوامر الإخلاء من منازلهم أو الملاجئ السابقة التي جربوها، والآن لا يمكنهم التفكير في أي شيء آخر سوى العودة إلى ديارهم حتى لو تضررت تلك المنازل، وحتى لو لم تعد الآن أكثر من أنقاض ورماد.

وقد خططت منال سلمي - وهي طبيبة نفسية تعمل في إحدى منظمات الإغاثة الدولية - أولا لمعانقة والدتها وإخوتها والبكاء "وإخراج كل الألم الذي حملناه طيلة هذه الأشهر الخمسة عشر"، على حد تعبيرها.

وقالت "سنحتضن بعضنا البعض، وسنبكي ونشكر الله مرارا على النجاة من هذه الحرب"، ثم يمكن أن تبدأ رحلة العودة إلى الوطن، فكانت أسرتها تبحث بالفعل عن شاحنة كبيرة لنقل خيامهم وأغراضهم إلى الشمال، وقد اتصل أصدقاؤها والأقارب القلائل الذين ظلوا في مدينة غزة بالفعل، ووضعوا خططا للقاء بهم عند نقطة العبور التي تفصل شمال وجنوب غزة.

وبموجب الاتفاق سيُسمح للنازحين من شمال غزة إلى الجنوب بالعودة في اليوم السابع بعد سريان وقف إطلاق النار اعتبارا من يوم الأحد. 

أما الحسن الحرازين الطالب الجامعي ذو الثلاثة وعشرين عاما فقال إنه يعلم أن منزل عائلته في شرق مدينة غزة أصبح في حالة خراب لكنه سيتوجه مباشرة إلى هناك بمجرد بدء وقف إطلاق النار.

وذكر أنه يتخيل نفسه وهو يرسم اسم عائلته على أي قطعة لبنة لم تزل سليمة، ويجلس على الأنقاض لبعض الوقت ليحتضن تلك الحجارة والطوب المكسور وكأنها جزء منه، ثم يزور القبر الذي دفن فيه جده في بداية الحرب ليقرأ عليه آيات القرآن الكريم.

كما أراد رائد الغرابلي أيضا العودة إلى مدينة غزة على الرغم من تدمير منزله، فقط ليقول لمنزله وداعا قبل إزالة الأنقاض، وقال "لو كان بإمكاني كنت سأطير مباشرة إلى الشمال وأهبط على أنقاض منزلي".

أما إسماعيل الشيخ بعد تدمير منزله في مدينة خان يونس انتقل إلى خيمة قريبة وتعرف على أصدقاء جدد قضوا أمسياتهم في تذكر الحياة قبل 7 أكتوبر 2023، وتخيلوا بصوت عالٍ ما سيحدث بمجرد انتهاء الكابوس ماذا سيفعلون؟ وأين سيذهبون؟، فقد كانوا يريدون فقط أن تعود حياتهم الطبيعية، والآن ومع اقتراب الحرب من نهايتها يستعد كل منهم إلى العودة لدياره حيث أتى، وقال الشيخ "سأفتقد بشدة تلك التجمعات، إننا نعيش مزيجا من المشاعر السعادة للعودة للديار، والحزن على الوداع، والأمل في ما ينتظرنا".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة