أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الجمعة، أن روسيا وإيران تحولتا بشكل شبه كامل إلى التعامل بالعملات الوطنية للبلدين في التسويات المتبادلة وتعملان على ربط أنظمة الدفع الوطنية الخاصة بهما.
وقال بوتين ، بحسب ما نقلته وكالة أنباء "تاس" الروسية ، "من اللافت للنظر أن بلدينا تحولا بشكل شبه كامل إلى العملات الوطنية في التسويات المتبادلة، ويسعيان إلى بناء قنوات مستقرة للتفاعل المصرفي، ويعملان على ربط أنظمة الدفع الوطنية الخاصة بهما"، لافتا إلى أن حصة المعاملات بالروبل الروسي والريال الإيراني في عام 2024 تجاوزت 95٪ من إجمالي العمليات التجارية الثنائية.
وأكد أن روسيا وإيران شريكان مهمان لبعضهما البعض في التجارة والتمويل والاستثمار، مشيرا إلى أن دخول اتفاقية التجارة الحرة الكاملة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي حيز التنفيذ في المستقبل القريب سيساهم أيضا في توسيع العلاقات التجارية الثنائية.
ووقع بوتين وبزشكيان في موسكو، اليوم الجمعة، معاهدة شاملة تضم التعاون الثنائي والشراكة الاستراتيجية في عدة مجالات، ونصت الاتفاقية على أن "البلدين يسعيان إلى تعميق وتوسيع العلاقات في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون في مجال الأمن والدفاع، وتنسيق الأنشطة عن كثب على المستويين الإقليمي والعالمي بروح الشراكة طويلة الأمد والشاملة والاستراتيجية".
وتشير الاتفاقية إلى أن الجانبين مهتمان بتعزيز العلاقات الودية بما يلبي المصالح الأساسية لروسيا وإيران، كما تشير إلى الروابط التاريخية العميقة بين الشعبين، و"التقارب الثقافي والقيم الروحية والأخلاقية، والمصالح المشتركة، والعلاقات القوية من حسن الجوار والفرص الواسعة للتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والإنسانية والعلمية والتقنية وغيرها".
وبموجب المعاهدة، ستعمل روسيا وإيران بشكل مشترك على مكافحة القرصنة والسطو المسلح في البحر، وتبادل الوفود العسكرية وإجراء التدريبات العسكرية، وهو ما يشمل : "التعاون العسكري بما في ذلك تبادل الوفود العسكرية والخبراء، وزيارات السفن الحربية والبواخر إلى الموانئ، وتدريب الأفراد العسكريين، وتبادل الطلاب والمعلمين، وتنفيذ عمليات الإغاثة والإنقاذ البحرية المشتركة، فضلاً عن الجهود المبذولة لمكافحة القرصنة والسطو المسلح في البحر"، وفقا لما نقلته وكالة "تاس".
واتفقت البلدان على "التعاون بشكل وثيق في إجراء مناورات عسكرية مشتركة في أراضي كل منهما وخارج حدودهما بالاتفاق المتبادل ومع مراعاة المعايير المعترف بها عمومًا للقانون الدولي المعمول به"، على أن تتشاوران وتتعاونان في مواجهة التهديدات العسكرية والأمنية المشتركة ذات الطبيعة الثنائية والإقليمية، بالإضافة إلى التعاون العسكري والمشاركة في المعارض الدفاعية الدولية التي تقيمها الأطراف المتعاقدة والمسابقات الرياضية والأحداث الثقافية وغيرها.
وأكد الجانبان التزامهما بتطوير التعاون العسكري التقني على أساس الاتفاقيات الثنائية، مع مراعاة المصالح المتبادلة والتزاماتهما الدولية ، وينظران إلى هذا التعاون "كمكون مهم للحفاظ على الأمن الإقليمي والعالمي"، كما تتعاون موسكو وطهران بشكل أوثق في مكافحة الجرائم الإلكترونية، وفقًا لمعاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعها رئيسا البلدين.