الجمعة 24 مايو 2024

ليلى مراد تكتب : تمثيل انقلب لحقيقة

19-1-2017 | 20:06

إعداد : خالد فؤاد

 

منذ انطلاقتها فى عام 1932 اعتادت مجلة الكواكب على الاستعانة بكبار الفنانين لكتابة مقالات متنوعة ومختلفة بصفحاتها، وكان من بين هؤلاء الفنانين النجمة الكبيرة ليلى مراد ، اختارت بوابة “الهلال اليوم” من كتاباتها هذا المقال الشيق والذى حمل عنوان "تمثيل انقلب لحقيقة":

كثيرا ما يندمج الممثل في دوره فينسى نفسه وينسى أنه يمثل وتختلط عليه الحقيقه بالتمثيل، وقد يفوز المخرج بمنظر رائع، ولكن الممثل يدفع الثمن غاليا من أعصابه، التي تتعرض للانهيار وحياته تتعرض للخطر

خناقة

ففي فيلم ريا وسكينة كان علي أنور وجدي أن يشتبك في معركه حامية مع فريد شوقي، وكان على أنور أن يهجم علي فريد ، ويسقط أنور على الأرض ويهجم عليه فريد ويضربه بقبضة يده لكن أنور نسي نفسه واندمج في المعركة وراح يضرب فريد شوقي ضربا مبرحا، واضطر فريد أن يدافع عن نفسه فبادله اللكمات والصفعات.

 ويكاد صلاح أبو سيف مخرج الفيلم أن يطير فرحا فالمعركة طبيعية لا أثر فيها للتمثيل، وانتهي التصوير وأصدر المخرج أمره بالتوقف، لكن أنور وفريد استمرا يتبادلان اللكمات والصفعات.وحينئذ فقط ادرك الجميع أن المعركه صارت حقيقة لا تمثيلا فتقدم بعض العمال وفرقوا بينهما.

دموع

 وكان علي ليلى مراد في فيلم ليلي بنت الفقراء أن تبكي إذ اتهمها حبيبها بالخداع. ودارت الكاميرا وسجلت مشهدا رائعا وصاح المخرج "ستوب"ينهي تصوير المشهد، لكن ليلي ظلت تبكي بكاء حارا عنيفا. واستحال علي زملائها أن يهدئوا أعصابها فنقلوها إلى دارها وهي تبكي ولم تكف ليلي من البكاء إلا بعد ساعتين كاملتين.

وتطلب أحد مشاهد فيلم رساله غرام من مريم فخر الدين ان تبكي خظها العاثر. وبكت مريم وانتهي تصوير المشهد لكنها ظلت تبكي وأقبل الزملاء والزميلات عليها  يهنئونها بنجاح المشهد. لكنها ظلت تبكي حتي دفعها المخرج بيده دفعة قوية أعادتها إلى الواقع.

رصاصة طائشة

وفي فيلم “عاصفه علي الريف” كان على يوسف وهبي أن يطلق الرصاص علي أمينة رزق وأمسك يوسف بمسدسه وصوب على أمينة رزق وكان المسدس محشوا واندمج يوسف في التمثيل، ونسي نفسه ووضع إصبعه على الزناد، وأدرك المخرج أن كارثة حقيقة على وشك الوقوع، فجرى نحو يوسف ودفعه بقوة فسقط ، ولم يستطع أن يصيب الهدف وهكذا نجت أمينة رزق من موت محقق.

بقلم : ليلى مراد