بعد إغلاق دام لأكثر من ثمانية أشهر، جراء سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مطلع مايو الماضي، تتأهب شاحنات المساعدات على الجانب المصري من المعبر للدخول إلى قطاع غزة، وذلك عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، والذي يدخل حيز التنفيذ بداية من غد الأحد.
من جانبها، أنهت الدولة المصرية ومؤسساتها استعداداتها من أجل إدخال هذه المساعدات وتمهيدًا لإدخال أكثر من ذلك إلى قطاع غزة سواء من معبر رفح أو حتى من خلال معبر كرم أبو سالم، وفقًا لقناة "القاهرة الإخبارية".

وبحسب بنود اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أعلن عنه -الأربعاء الماضي- فإن من المفترض أن يدخل يوميًا إلى غزة 600 شاحنة مساعدات إنسانية، 50 منها تحمل الوقود مع تخصيص 300 شاحنة للشمال.
مصر تؤكد على ضرورة نفاذ المساعدات إلى غزة
وفور الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أكدت مصر على أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن، وذلك دون أي عراقيل، لحين تحقق السلام المستدام من خلال حل الدولتين، ولكي تنعم المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية في عالم يتسع للجميع.
وشددت مصر على أهمية أن يؤدي تنفيذ الاتفاق إلى تزايد وتيرة النفاذ والتوزيع الآمن للمساعدات الإنسانية على أوسع نطاق في جميع أنحاء قطاع غزة.
وكان مصدر مصري قد قال -مساء الأربعاء الماضي- إنه جار التنسيق لفتح معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى قطاع غزة، مضيفًا إن "مصر تستعد لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى غزة لدعم أهالي القطاع"، بحسب قناة "القاهرة الإخبارية".
وقد جعلت الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهرًا 96 بالمائة من أهالي قطاع غزة، يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، جراء الحصار الخناق المفروض عليهم منذ 18 عامًا، والذي أصبح على نحو غير مسبوق مع السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في مايو الماضي.
واستمرت السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني لمعبر رفح منذ ذلك الحين، وفي ذات الوقت تقاعست إسرائيل عن فتح معابرها الأخرى بشكل كامل، ما أدى إلى تقويض عملية دخول المساعدات الإنسانية وتسبب في مجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين في القطاع، ولا سيما في الجزء الشمالي منه.
توجيهات رئاسية
وفي هذا السياق، تفقد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، يرافقه الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، واللواء عاصم سعدون، نائب محافظ شمال سيناء، اصطفاف سيارات هيئة الإسعاف المصرية بمركز أبو طويلة بمدينة الشيخ زويد، وذلك تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتقديم كافة أشكال الدعم الصحي للأشقاء في قطاع غزة.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن نائب رئيس الوزراء اطمئن على خطة هيئة الإسعاف، وجهوزية سيارات الإسعاف، كما اطمئن على جاهزية المسعفين للتعامل مع أي حالات حرجة، حيث تم رفع درجة الاستعداد على طول الطرق السريعة، وتكثيف تمركزات سيارات الإسعاف على جميع الطرق والميادين.
ولفت "عبدالغفار" إلى أن الوزير اطلع على خطة الإحالة، حيث يتم التنسيق مع مديرية الشئون الصحية بشمال سيناء، وكذلك غرفة الأزمات الرئيسية بالوزارة لتحديد المستشفى المناسب لإخلاء الحالات داخل مستشفيات محافظة شمال سيناء أو المحافظات المجاورة.