الإثنين 7 ابريل 2025

أخبار

انطلاق فعاليات المؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة

  • 18-1-2025 | 15:02

المهندس طارق النبراوي

طباعة
  • دار الهلال

انطلقت فعاليات المؤتمر العربي الثاني للطاقات المتجددة والمستدامة والذي تنظمه نقابة المهندسين المصرية بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، بحضور المهندس طارق النبراوي- نقيب المهندسين نائب رئيس اتحاد المهندسين العرب، والمهندس محمود حامد عرفات- أمين عام نقابة المهندسين رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، والدكتور المهندس عادل الحديثي- أمين عام اتحاد المهندسين العرب، والدكتور المهندس ناجي حسين المغربي- رئيس لجنة الطاقة بالاتحاد.

وأكد المهندس طارق النبراوي في كلمة له خلال المؤتمر،أن المؤتمر يجمع نخبة من العقول والخبرات العربية والدولية لمناقشة واحدة من أهم قضايا العصر: الطاقة المتجددة والمستدامة ومستقبلها، مشيرا إلى أن العالم اليوم يشهد تحولاً جوهرياً نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وهو تحول فرضته تحديات عديدة، قائلا: "الوقود الأحفوري، الذي اعتمدنا عليه لعقود طويلة، يقترب من النضوب وتتزايد أسعاره بشكل متسارع، إلى جانب الآثار البيئية السلبية التي يسببها، مما يجعل الحاجة إلى التحول للطاقة النظيفة ضرورة حتمية لضمان مستقبل آمن ومستدام للأجيال القادمة".

وأوضح "النبراوي" أن مصر قد أولت اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف الحيوي، حيث تعمل على تسخير إمكاناتها الطبيعية لتطوير منظومة الطاقة المتجددة، فمنذ عقود، كان السد العالي علامة بارزة في استخدام الطاقة النظيفة، حيث يُعد واحدًا من أكبر مولدات الطاقة المتجددة في العالم، إلى جانب مشروعات أخرى كـ خزان أسوان 1 و2، مضيفا:"وخلال السنوات الأخيرة، حققت مصر قفزات كبيرة في هذا المجال.

من أبرز المشروعات الواعدة، محطة بنبان للطاقة الشمسية، التي تُعد من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، ومشروع محطة أبيدوس للطاقة الشمسية الذي يضيف لبنة أخرى إلى جهودنا في توليد الطاقة النظيفة وغيرها"، مؤكدا أن هذه المشروعات ليست فقط مصدرًا للطاقة، ولكنها أيضًا شهادة على التزامنا بحماية البيئة ودفع عجلة التنمية المستدامة.

وأشار نقيب المهندسين أن مصر تعمل أيضا على تعزيز استخدام طاقة الرياح، ولديها مشروعات طموحة على طول ساحل البحر الأحمر، حيث يُعد هذا الموقع من بين أفضل المواقع عالميًا لتوليد الطاقة من الرياح، مؤكدا أن استثمارات مصر في الطاقة المتجددة لا يتوقف فقط عند تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة، بل يشمل أيضًا تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، قادر على تصدير الطاقة النظيفة لجيرانه وشركائه، وأن الطاقة المتجددة ليست مجرد خيار تقني أو اقتصادي؛ بل أنها التزام أخلاقي وحضاري تجاه الأجيال القادمة. فهي تمثل وعداً بمستقبل أنظف وأكثر عدلاً، حيث لا تكون التنمية حكراً على دول أو شعوب معينة، بل حقاً مشتركاً للبشرية جمعاء.

واختتم نقيب المهندسين كلمته بدعوة المشاركين في المؤتمر إلى تبادل الأفكار والخبرات، والتعاون المشترك لتطوير استراتيجيات فعّالة تدعم مستقبل الطاقة المتجددة في وطننا العربي، قائلا:"نحن هنا اليوم من أجل العمل على بناء مستقبل أخضر ومستدام للأجيال القادمة".

و أكد المهندس محمود حامد عرفات- أمين عام نقابة المهندسين أن الاعتماد على الطاقة المتجددة ليس ترفًا، بل ضرورة حتمية تفرضها التغيرات البيئية والاقتصادية فالعالم يواجه تحديات ضخمة فيما يخص التغير المناخي، ونضوب الموارد الطبيعية، لكن وسط هذه التحديات، تبرز أمامنا فرصة عظيمة وحل مستدام هي الطاقة المتجددة.

وأشار إلى أننا في عصرٍ تتسارع فيه التغيرات المناخية والتي تتجسد مآسيها أمام ناظرينا خلال هذه الأيام متمثلة في الحرائق المريعة في ولاية كاليفورنيا، وهذه التغيرات المناخية المتطرفة لسنا بعيدين عنها، إذ طالت معظم دول العالم في شكل حرائق وفيضانات وزلازل مدمرة وزيادة معدلات التصحر، وموجات حر قاتلة وتناقص سقوط الأمطار، مما يحتم علينا البحث عن حلول مبتكرة ومستدامة لتلبية احتياجاتنا من الطاقة دون الإضرار بالكوكب الذي نعيش عليه .

وأوضح "عرفات"إن الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وغيرها تمثل جميعها مصادر وفيرة ونظيفة ومستدامة يمكننا الاعتماد عليها. وما يميز هذه المصادر ليس فقط كونها صديقة للبيئة، بل أيضاً قدرتها على تحقيق استقلال الطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الدول العربية وتقليل التكاليف على المدى البعيد، مضيفا:" نحن بحاجة إلى الاستثمار في البحث العلمي، وتطوير التكنولوجيا، وتعزيز التعاون العربي المشترك على مستوى الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، فضلا عن أن بناء وعي مجتمعي بأهمية الطاقة المتجددة هو خطوة أساسية لتحقيق التحول المطلوب".

وتابع قائلا:" إن الطاقة المتجددة تعني الاستقلال؛ استقلالاً عن الوقود الأحفوري الذي يرهق مواردنا ويعصف بكوكبنا. وتعني الابتكار؛ ابتكار حلول جديدة تُحول الشمس، والرياح، وحتى نفاياتنا إلى مصادر قوة تدفع بعجلة التنمية إلى الأمام. وتعني الأمان؛ أماناً بيئياً واقتصادياً يُجنبنا كوارث التلوث والتغيير المناخي".

وشدد "عرفات" على أن التغيير لن يحدث بالأمنيات، يل يتطلب إرادة قوية، وتضافر الجهود وتعاون عربي جاد، واستثمارات كبيرة في البحث والتطوير ومؤسسات تعليمية تُخرج جيلاً يؤمن بالحلول المستدامة، وإلى قادة يرون في الطاقة المتجددة مستقبل اقتصاداتهم وشعوبهم، لافتا غلى أنه في هذا الصدد يعد ملف الطاقة المتجددة أحد الملفات التي أولتها مصر عناية فائقة سعيًا لتنويع مصادر الطاقة، حيث ترى "القيادة السياسية المصرية" في ذلك أحد الروافد الإستراتيجية التي تساهم بشكل فعال في تعزيز مفهوم أمن الطاقة؛ لذا كان الاتجاه لإنشاء محطات الطاقة الشمسية العملاقة ومنها محطة "بنبان للطاقة الشمسية" في محافظة أسوان، والتوسع في محطات الرياح مثل محطة جبل الزيت والزعفرانة.

من جانبه ، قال الدكتور المهندس عادل الحديثي أن اختيار مناقشة قضية الطاقة المتجددة والمستدامة جاء في وقت لابد وأن يتحقق فيه التكاتف والتعاون بين كل الدول العربية في هذا المجال.

وأكد الحديثي على أن الوطن العربي زاخر بعلمائه المهندسين الذين يجيدون الاستفادة من كل الثروات الطبيعية كالشمس والمياه والرياح وهذا المؤتمر يعد فرصة جيدة لتبادل الرؤى والأفكار متمنيا الخروج منه بتوصيات تعود بالنفع على وطننا العربي.

فيما أكد الدكتور المهندس ناجي حسين المغربي، أن عقد هذا المؤتمر الذي تنظمه نقابة المهندسين بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب يعكس الالتزام المشترك لتعزيز التعاون في مجال الطاقة الجديدة والمستدامة، للوصول لمستقبل أكثر إشراقا، قائلا:" دورنا لا يقتصر على مناقشة الحلول بل يشمل تعزيز رأي المتخصصين، وخلق استراتيجية عربية مشتركة".

وقدم "المغربي" الشكر لنقابة المهندسين واتحاد المهندسين العرب لجهودهما الكبيرة في تنظيم هذا المؤتمر الناجح، معربا عن تطلعه بتكليل هذه المجهودات بالنجاح.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة