الأحد 19 يناير 2025

فن

فى ذكرى رحيله ... ممثل الإذاعة الأول "صلاح منصور" وحياة تجمع بين المعاناة والعبقرية

  • 19-1-2025 | 11:12

صلاح منصور

طباعة
  • أحمد نيازى الشريف

واحداً من أهم نجوم الزمن الجميل، وفنانا من نوع خاص، لايجاده فنون التقمص ببراعة شديدة، فنان جمع بين المعاناة والعبقرية فى حياته التى قدم فيها أحد أهم كلاسيكيات السينما المصرية، أنه الفنان والإنسان صلاح منصور الذى يتزامن اليوم ذكرى رحيله تاركاً وراءه إرثا فنيا كبيراً مابين السينما والدراما والمسرح.

ولد الفنان صلاح منصور فى 17 من مارس لعام 1923، بمدينة شبين القناطر التابعة لمحافظة القليوبية.

وتخرج "منصور" فى معهد التمثيل فى عام 1947، وانطلقت مسيرته الفنية على المسرح المدرسي في عام 1938، وأسس بعد ذلك مع المسرحى الراحل "زكى طليمات"، المسرح المدرسي ثم قام بتكوين فرقة المسرح الحر برفقة زملاء دفعته عام 1954، وشارك "منصور" فى العديد من المسرحيات الهامة ومنها :"زقاق المدق"، و "ملك الشحاتين"، و "الناس اللى تحت وفوق"، و "برعى تحت التحسينات"، و "زيارة السيدة العجوز"، و "رومولوس العظيم"، و "ياطالع الشجرة".

وعمل الفنان صلاح منصور فى جريدة"روز اليوسف" كمحرر صحفى بقسم الفن، إلا أنه لم يجد نفسه في مهنة الصحافة، فقرر الإلتحاق بمعهد التمثيل، ليحصل على أول أعماله بعد التخرج، فشارك "منصور" فى فيلم بعنوان "عبيد الذهب"، إلا أنا هذا الفيلم لم يخرج للنور على الإطلاق ولتعرضه ببعض المشاكل، فقدم بعد ذلك مجموعة من الأدوار الثانوية فى عدد من الأفلام.

ومن الافلام التى شارك فيها الفنان "صلاح منصور" هى، فيلم "بداية ونهاية" وفيلم "غرام وإنتقام" و فيلم " أمير الانتقام" و "المستحيل" و "اللص والكلاب" و "البوسطجى"و "الزوجة الثانية" و "العصفور" و "قنديل أم هاشم".

فمن منا ينسى " العمدة عتمان" من فيلم "الزوجة الثانية"، وتدور أحداث هذا الفيلم عن عمدة إحدى قرى الريف المصري، الذى يرغب فى إنجاب الولد ليورثه ويحمل إسمه، فيطمع في خادمته "فاطمة" الذى قامت بتجسيد شخصيتها السندريلا "سعاد حسني"، ويجبر العمدة عتمان عاملة على طلاق زوجته فاطمة ليتزوجها ، وفى نهاية الأمر ينتهى الفيلم بإصابة العمدة عتمان بالشلل نتيجة علمه بحملها ويموت، وتعيد الزوجة الثانية "فاطمة" الحقوق لأصحابها.

فلم يكن الفنان صلاح منصور قد اكتفى بالمسرح فقط بل أخرج العديد الروايات والمسرحيات العالمية، وشارك أيضا فى عدداً من الأعمال التليفزيونية التى كان آخرها المسلسل الدينى "على هامش السيرة".

 

 

وحصد "منصور" بالعديد من الجوائز على مدار مشواره الفنى ، ففاز بجائزة السينما عن دوره فى فيلم "لن أعترف" لعام 1963، إضافة لجائزة أحسن ممثل مصرى إذاعى عام 1954، وأيضا بجائزة دور ثانٍ فى فيلم "الشيطان الصغير"، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى خلال الاحتفالات بعيد الفن بعام 1966م

 

وكان للفنان صلاح منصور موقفاً إنسانياً ومؤثراً تجاه وطنه لاينسى، حينما أستشهد إبنه في حرب 73، وقتها. وزّع الحلوى على الجيران والمارة في الشوارع وبكى في أحضان الرئيس السادات، وتبرع بمكافأة ومعاش إبنه الشهيد لصالح المجهود الحربى، وكان له بصمة فى إدارة التربية المسرحية بوزارة التربية والتعليم وشغل منصب مستشاراً بها إلى أن فارق الحياة.

 

وتتجتمع العبقرية والمعاناة فى جسد واحد، لخسارة الفنان صلاح منصور، الذى عانى كل المعاناة أمام المرض الذى ظل ينهش فى جسده أعوام متتالية، ليرحل في صمت دون أن يكمل عامه ال 56، تاركاً وراءه إرثا فنيا كبيراً وناجحاً.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة