رجح مستثمرون في أوساط صناعة الأدوية الأمريكية تراجع سعر دواء مرض السكر من النوع الثاني أوزمبيك واسع الانتشار في أمريكا تراجعا حادا، وأيضا دواء السمنة "ويجوفي" والذين تنتجهما شركة "نوفو نورديسك"، وذلك في أعقاب قرار واشنطن بإدراج النوعين ضمن الجولة الثانية للمفاوضات المزمع عقدها بين مصنعي الأدوية والحكومة.
وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن إدارة جو بايدن أدرجت مادة الـ"سيماجلوتايد"، المادة الفعالة والمكون الرئيسي للدواءين واسعي الانتشار اللذين تنتجهما شركة نوفو نورديسك، من بين 15 نوعاً من الأدوية، التي سيتم التفاوض بشأن أسعارها بصورة مباشرة بين السلطات الأمريكية والشركات المنتجة لها.
ويتخوف مستثمرون من أن يؤدي تراجع أسعار أكثر الأدوية مبيعاً لدى شركة "نوفو نورديسك" إلى الإطاحة بمكانة مصنعة الأدوية الدانماركية التي تحتل مرتبة أكبر شركة في أوروبا من حيث القيمة الرأسمالية السوقية .. ومنيت أسعار أسهم الشركة بتراجع حاد نسبته 4.3 % ، إلى 79.33 دولار أمريكي .
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن مجموعة الأدوية الـ15 المدرجة قيد التفاوض السعري بين الحكومة الأمريكية والشركات المنتجة، يصل الإنفاق السنوي عليها إلى نحو 41 مليار دولار، في برنامج الرعاية الصحية "ميديكير"، المدعوم من الدولة في الولايات المتحدة للمواطنين فوق 65 عاماً.
وأشارت إلى أن الجولة الثانية من المفاوضات قد ينتج عنها وفورات تقدرها الحكومة الأمريكية بالمليارات.
وفي الجولة الأولى من التفاوض، تمكن برنامج "ميديكير" من اقتطاع نسب تراوح بين 38 و79 % من أسعار قائمة الأدوية في السوق الأمريكية. يشكل مراقبة أسعار الأدوية جانباً محورياً من تشريع بايدن الجوهري "قانون خفض التضخم" (أي آر إيه)، وأشادت إدارته بوفورات قدرها 7.5 مليار دولار تحققت كمحصلة مباشرة للجولة الأولى من التفاوض.
إجمالاً، فإن عُشر المرضى المدرجين في برنامج وصفات الأدوية "دي" التابع للميديكير، البالغ عددهم 59 مليون مستفيد، استخدموا نوعاً واحداً على الأقل من بين قائمة الـ15 دواءً في القائمة الجديدة.
ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات السعرية لهذه المجموعة من الأدوية في وقت لاحق من العام الجاري، فيما ستدخل مراقبة الأسعار حيز التنفيذ اعتباراً من 2027.
وما بين نوفمبر 2023 حتى أكتوبر 2024، استخدم نحو 2.3 مليون مستفيد في برنامج "ميديكر"، واحداً من الأدوية ذي المادة الفعالة "سيماجلوتايد"، وفي الغالب عقار "أوزيمبك"، بتكاليف بلغت 14.4 مليار دولار.
وتباع مادة "سيماجلوتايد" بواقع 997 دولاراً للجرعة الشهرية إذا كانت تحت اسم "أوزمبيك"، و1349 دولاراً للجرعة الشهرية تحت اسم "ويجوفي".
وجاء الإعلان عن الأسعار الأخيرة كمحصلة للمفاوضات في الأيام الأخيرة لإدارة بايدن، في وقت يتهيأ فيه الرئيس المنتخب لتولي منصبه والدخول للبيت الأبيض غدا للمرة الثانية.
وليس من المتوقع بالنسبة لترامب، الذي عارض بشدة ارتفاع أسعار الأدوية، بأن يقوم بإلغاء القانون بأكمله، لكن اتحاد "بحوث ومصنعي الأدوية في أمريكا"(فرما) يضغط من أجل إجراء بعض التغييرات.
وتقول شركة "نوفو نورديسك" إنها ما زالت تعارض تحديد الحكومة للأسعار بواسطة "قانون خفض التضخم" (آي آر إيه)، و"لديها مخاوف كبيرة بشأن كيفية تنفيذ القانون بواسطة هذه الإدارة."