سيطر الحزن على الوسط الثقافي، خاصة بين الشعراء ، وذلك بعد رحيل الشاعر طاهر البرنبالي، صباح اليوم الجمعة، إثر وعكة صحية تعرض لها جراء مشاكل بالكبد عانى منها في الفترة الأخيرة.
"ونعى العديد من الشعراء "البرنبالي" بعدة قصائد، عملا بمقولة من عاش شاعرا لا يرثى نثرا،
فكتب الشاعر إبراهيم عبدالفتاح:
تراك سئمت الوجوه التي طاردتك انتحابا
وخلخل آمن رقادك ذاك النحيب
فأوصدت بابا علينا
وسافرت خلف البلاد التي عذبتك "
بينما الشاعر مدحت منير رفيق البرنبالي في مسيرته الشاعرية وابن جيله استدعى جزءًا من قصيدته لينعي بها صديقه الشاعر ويعبر بها عن فجيعته فكتب :
فُرادى بيحطوا من كل اتجاه
يوزعوا البرد ببراعة
ويخلصوا الشاى من حنانك
ويكنسوا شارع المولد من النسمة
ويرحلوا بجسمك جماعة
القلب سكر خفيف
والغربة صحبة طريقك
والبرد بيعاين أثار النكتة فى صورة الأشعة
عارف بصحة مين هاتبلع ريقك؟
بصحة اللي من خمستاشر سنة
بيشر منك...للسما
ف غموض محطات الإذاعة مدحت
الشاعر سعيد شحاتة اختار الشعر وسيلة لنعي البرنبالي ليؤكد على تقاعس وزارة الثقافة عن علاج البرنبالي على نفقة الدولة ، فكتب على صفحته :
طاهر خلاص ارتاح
يا قهر واتفسّر،
الله يسامح كل من قصّر".
يشار إلى أن طاهر محمود حسن البرنبالي المولود عام 1958 بمحافظة كفر الشيخ مركز برنبال، حصل على بكالوريوس العلوم الطبيبة والبيطرية جامعة الزقازيق.
وعلى الرغم من عمله طبيبا بيطريا إلا أنه لم ينس ولعه بالشعر وموهبته المتفجرة التي قدمت إلى مكتبة العامية المصرية مجموعة من الدواوين التي كتبت على إيقاع الصيادين وولدة على كفوف الغلابة فشربت همومهم وتفاصيلهم لتخلق عالم البر نبالي الشعري الخاص.
صدر لطاهر البرنبالي مجموعة من الدواوين مثل "طالعين لوش النشيد، وطفلة بتحبي تحت سقف الروح، وطريق مفتوح ف ليل أعمى، وطلعت ربيع دار الفؤاد”.
كما كتب العديد من تترات الأعمال الدرامية منها "حياة الجوهري، أيام المنيرة، حروف النصب، الوشم.
"البرنبالي" الذي عرفه أصدقائه بروحه الطفولية لم ينس الصغار في شعره فقدم للأطفال أيضا مجموعة من الدواوين مثل "مريم وطيور الفرحة - الشمس وردة - بحر ومركب” .