الأحد 19 مايو 2024

الكنائس الأرثوذكسية تحتفل بعيد الغطاس وسط تشديدات أمنية

19-1-2017 | 21:06

كتبت: سارة حامد

فرضت القوات الأمنية تشديدات على كنائس القاهرة والجيزة ومقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية تزامنا مع إحتفل أقباط مصر بعيد الغطاس التي حلت صلواته "العشية" مساء أمس الأربعاء، وإستمرار الإحتفال بتذكار معمودية السيد المسيح بنهر الأردن اليوم الخميس.

يقول الباحث مينا أسعد، مدرس اللاهوت الدفاعي بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن كلمة عيد تعني إحتفال بمناسبة أثرت في تاريخ البشرية، وتنقسم الأعياد في الطقس القبطي الارثوذكسي إلى أعياد تخص تذكارات الشهداء والقديسين وأعياد تخص السيد المسيح ويطلق عليها الأعياد السيدية وتنقسم بدورها إلى أعياد سيدية صغرى وأعياد سيدية كبرى، الاعياد السيدية الصغرى  هي تذكارات تخص حياة السيد المسيح  وهم سبعة أعياد حسب طقس الكنيسة ، والأعياد السيدية الكبرى هي مواقف في حياة السيد المسيح تأثرت بها البشرية وعددها سبعة أعياد هم عيد البشارة، وعيد الميلاد وعيد الغطاس وعيد الشعانين وعيد القيامة وعيد الصعود وعيد العنصرة.

وأضاف، إن عيد الغطاس تطلق عليه الكنيسة إسما أخر وهو "عيد الأبيفانيا" ويعني الظهور والإعلان الالهي لان تذكار معمودية المسيح على يد يوحنا المعمدان وهي لحظة إنطلاقة لبدء مهمة المسيح على الأرض، وتأتي إحتفالات الكنيسة به بناء على أمر رسل المسيح ففي قوانينهم المسماه "الدسقوليه" تحتفل الكنيسة بهذا العيد ليلا لانه على مدار الثلاثة قرون الاولى كان الاحتفال بعيد الميلاد وعيد الغطاس في يوم واحد مساءاً، وبعد إجراء دراسات قبطية تأكد للكنيسة الموعد الفعلي لعيد الغطاس وفصل تاريخيا العيدين ليكون الإحتفال بعيد الميلاد في يوم مغاير عن الإحتفال بعيد الغطاس، بهذا ظل الاحتفال بعيد الغطاس ليلا أيضا في قداس تقيمةه الكنيسة ليلة العيد.

وأوضح أسعد، إن هناك عادات مسيحية أرثوذكسية منتشرة حرص المسيحيين على تعميد أولادهم في هذا اليوم طالما تجاوز عمر المولود الذكر أربعين يوما والمولوده الانثى ثمانين يوما ويمكن أيضا المعمودية في أي يوم طالما تحقق شرط عمر المولود، ويتم تخطي هذا الشرط إن كانت حياة المولود في خطر الموت فيمكن تعميدة في أي يوم، لافتا أن من العادات الشعبية تناول القلقاس والقصب في عيد الغطاس ولهذا رمز  ديني فعرف قديما أن في القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة ومغذية، ويؤمن الأقباط أن من خلال الماء "المعمودية"  يتطهر الإنسان من سموم الخطية كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطةالماء.

وتابع أسعد، إن القلقاس يدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعاما لذلك يعتبر كمثال للمعموديةً، التي تتم بالتغطيس في المياه، والقلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية وبدون تعريته يصير عديم الفائدة لذلك لابد أولاً من خلع القشرة الصلدة قبل أكله، والإنسان في المعمودية يخلع ثياب الخطية ويقدم توبه لكي يلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة أي ثياب الطهارة والنقاوة، بالإضافة إلى تناول القصب كنبات ينمو في الأماكن الحارة، وهو ما يشير إلى حرارة الروح ويجعل الانسان ينمو فى القامة الروحية ويرتفع باستقامة نبات القصب الذي ينقسم إلى عقلات وفي كل عقلة فضيلة إكتسبها في كل مرحلة عمرية حتى يصل إلى العلو.