يشارك معرض "فن القاهرة" في دورته السادسة هذا العام والمقرر إقامته في المتحف المصري الكبير، والذي ينطلق خلال الفترة من 8 إلى 11 فبراير 2025، بمجموعة من الفعاليات الفنية المتنوعة التي يسعى المعرض من خلالها إلى تعزيز التبادل الثقافي وتسليط الضوء على الإبداعات الفنية المتنوعة في العالم العربي، والتي تستلهم تفردها من هويتها الثقافية المختلفة.
سيقدّم الفنان السوري نزار صابور معرضاً فردياً يكشف خلاله عن سلسلته الجديدة "نواويس مصرية"، وهي نتاج إقامة فنية في القاهرة مستمرة لشهرين، مع فن القاهرة وصالة كاف للفن، والتي تشارك في المعرض للسنة الثالثة. تعد الأعمال التي أبدعها صابور خلال فترة الإقامة استكمالاً لسلسلته الشهيرة "نواويس سورية"، حيث تكرّم شخصيات مؤثرة باستخدام التابوت كرمز بصري، مستوحياً من عناصر الفن المصري القديم والقبطي والتقنيات المعاصرة. تشمل السلسلة شخصيات مثل الراحلة أم كلثوم، والكاتب توفيق الحكيم، والملحن محمد عبد الوهاب، بالإضافة إلى اثنين من الأشخاص الذين ما زالوا على قد الحياة: فاروق حسني وزير الثقافة المصري الأسبق، وفيروز.
بالشراكة مع وزارة الثقافة المصرية، ستعرض النسخة السادسة من فن القاهرة معرضاً حصرياً يضم أعمال لفنانين روّاد من مصر، يتم اختيارها من متحف الفن المصري الحديث. سيُبرز هذا المعرض التراث الغني للحركة الفنية الحديثة في مصر والأعمال التي شكلت الهوية الثقافية للبلاد، والتي تشمل إنجي أفلاطون (1924-1989) التي تركت بصمة على الفن المصري الحديث من خلال أعمالها الفنية المستوحاة من السريالية النسوية، وجاذبية سري (1925-2021) التي اشتهرت بتصويرها الجريء التعبيري للتراث المصري، وتانيا حليم (1919-2003) المعروفة بصورها الفلكلورية لمصر والسودان.
واستمراراً لفاعلية فن القاهرة السنوية لتكريم ضيف الشرف من الفنانين المرموقين، ستتضمن نسخة هذا العام عرضاً خاصاً لتكريم حياة وأعمال الفنان سمير رافع (1926-2004)، مسلّطاً الضوء على رحلته من القاهرة إلى باريس واستكشافه الدائم للهوية الثقافية، ويعد الفنان شخصية بارزة في الفن المصري الحديث، حيث أبدع لغة بصرية فريدة تجمع ببراعة بين السريالية والارتباط العميق بالتراث المصري لتعكس الجوهر الثقافي لوطنه، وتشمل الأعمال المعروضة لوحات مثل امرأة مع زهرة (1952) مومياء مستيقظة (1959)، والتي تجسد قدرته على الجمع بين التراث المصري القديم والأشكال المبتكرة للفن الحديث.
برنامج "حوار"
يعدّ برنامج "حوار" هو سلسلة من النقاشات والحوارات التي ستُقام على خلال أيام المعرض، وتركّز هذه الحوارات على المشهد الفني المعاصر في المنطقة. سيُعقد البرنامج يومياً من الساعة 3 مساءً حتى 10 مساءً، ويتميز بحوارات ملهمة مع أبرز الشخصيات الثقافية من المنطقة. تشمل المواضيع المهمة، جلسة مميّزة يشارك فيها فاليري ديدييه هيس، مديرة تطوير الأعمال في كريستيز الشرق الأوسط، والدكتور حسام رشوان، جامع أعمال فنية مصري بارز وعالم متخصص، حيث يستعرضان عملهما في توثيق الإرث الفني لمحمود سعيد وعبد الهادي الجزار من خلال كتالوجات شاملة (كتالوج ريزونيه). كما يناقشان الدور في تشكيل السرديات الفنية الحديثة والحفاظ على التراث الثقافي. وتشمل أيضاً أبرز الموضوعات حول كيفية تحدّي الفنانات من الشرق الأوسط للصور النمطية من خلال تقديم رؤى جديدة حول قضايا النوع الاجتماعي، والهوية، والثقافة، وما هو دور التعليم في تشكيل الجيل القادم من محترفي ومحبّي الفن في جميع أنحاء العالم العربي.
يقدم برنامج كبار الشخصيات مساراً غنياً، يتضمن جولات حصرية للضيوف، وزيارات إلى استوديو الفنان إسلام زاهر، ورحلة إلى الفيوم الزيارة استوديو النحّات خالد زكي وحرفيي الفخار، مما يوفّر لمحة عن الإلهام الإبداعي في المنطق، ويخلق اتصالًا بالمشهد الفني المصري. يمكن للضيوف أيضاً الانغماس في الإرث الثقافي للقاهرة من خلال زيارات منظمة للمواقع الدينية التاريخية والمناطق الفنية مثل حي الزمالك. تتوّج الرحلة بجولة خاصة في معرض المتحف المصري الكبير وعشاء من تنظيم محبّي جمع التحف في القاهرة.
و"فن القاهرة" منصة فنيّة تربط بين الفنانين المعروفين والناشئين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع الجماهير المحلية، والإقليمية والدولية، من خلال عرض صالات عرض متنوعة وبرنامج شامل للمعرض. إذ يسهم المعرض في تعزيز نمو الفنانين المعاصرين وإبراز الثراء الفنّي للمنطقة.
يلعب المعرض دوراً رئيسياً في النظام الفنّي المحلي، ومن خلال ذلك يدعم صالات العرض، والفنانين، والمؤسسات الثقافية، ومن خلال عمل المبادرات في القطاع الثقافي. يقام المعرض في المتحف المصري الكبير، مما يوفّر بيئة فريدة حيث تلتقي الفنون الحديثة والمعاصرة مع تاريخ مصر العظيم، ليخلق تجربة ثقافية فريدة من نوعها.
وصمّم المتحف المصري الكبير لعرض أكبر مجموعة شاملة تكرّس للحضارة المصرية القديمة في العالم. إذ يقوم المتحف بعرض وحفظ ودراسة آلاف القطع الأثرية التي تمتد عبر سبعة آلاف عام. يحتضن المتحف تنوع التاريخ والثقافة المصرية ليربط جميع الزّوار بالإبداع والمعرفة والأفكار، ولتعزيز التواصل بينهم. ومن خلال دمج الترفيه مع الثقافة والتعليم، يجمع موقع المتحف المصري الكبير بين شعور عميق بالتاريخ وبيئة شاملة لكل الزوّار الذين يسعون للاحتفاء واكتشاف والمشاركة في ماضي مصر ومستقبلها.