في ظل تزايد ظاهرة العنف في بعض المدارس، بات من الضروري أن يتحلى الآباء والأمهات بحس عالٍ من اليقظة لمراقبة سلوك أبنائهم الغير مقبول في وقت مبكر، وتقديم الدعم اللازم لتعديله، ولذلك تستعرض بوابة دار الهلال أسباب انتشار تلك الظاهرة، وأهم العلامات التي تكشف الأخلاقيات الغير سوية عند الطفل وطرق لتقويمه.
ومن جهتها قالت داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر وخبيرة أسرية وتربوية، أن ظاهرة العنف بين الطلاب انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للأنظار، نتيجة العديد من العوامل والتي منها ما يلي:
- التفكك الأسري، فمع انشغال الوالدين في توفير الاحتياجات المادية، يحدث غياب لدورهم التربوي والتوجيهي والإرشادي بل يزداد الأمر سوءا عندما يعتمدوا علي خادمات لرعاية أبنائهم مما يؤثر علي الأولاد، ويشعرهم بفقدان الدفء الأسري، وينعكس ذلك في شكل سلوكيات عدوانية وغير منضبطة من أجل تفريغ شحنة الغضب و لفت انتباه الوالدين.
-عدم وعي الأسرة بأهمية تقنين ومتابعة استخدام الأبناء للإنترنت والألعاب الالكترونية، والتي تشجع علي سلوك العنف والعدوانية.
- بعض الأعمال الفنية والدرامية، تساهم في تلك الظاهرة، من خلال تقديم نموذج البلطجي بشكل مبهر كأنه نجم.
- قلة الأعمال الفنية التي تهتم بتقديم برامج وأفلام منتجة خصيصا للأطفال، للتشجيع علي القيم والأخلاق ونبذ العنف والعدوانية، مثل البرامج التي كانت تعرض سابقا وبشكل مكثف أمثال " برنامج أبلة فضيلة" و" ماما نجوى"، و"سينما الأطفال"، وغيرها من البرامج المفيدة والممتعة.
وأضافت الحزاوي، أنه هناك بعض العلامات التي تكشف السلوك العدواني لدى الأبناء، لأجل تقويمهم، ومن أهمها:
- مراقبة سلوكيات الأبناء، وهذا لا يأتي إلا من خلال تخصيص وقت كافي لهم للاستماع والإنصات إليهم، والتعرف على مشاكلهم اليومية.
- التدقيق وفحص مشاعر الابن ومراقبته، فقد يكون السلوك العدواني نتيجة ضغوط نفسية، يتعرض لها في المدرسة مثل التنمر أو سوء المعاملة من المدرسة وإدارتها، أو صعوبة في تكوين صداقات، ما يؤدي للانسحاب الاجتماعي والعزلة، وبعض التغيرات في الأداء الأكاديمي، سواء بالإيجاب أو السلب.
- قد يكون السلوك العدواني نتيجة تقليد الأبناء للوالدين وأخلاقهم، وعدم احترام الآخرين.
ونصحت الخبيرة الأسرية، أولياء الأمور، بإتباع عدد من المعايير الأخلاقية، التي تساعد في تقويم سلوك الأبناء، وأجملتها في الآتي:
- لابد من تعليم الأبناء كيفية التعبير عن مشاعرهم الغاضبة، دون عنف وعدوانية.
- أن يكون الوالدين قدوة حسنة وإيجابية لأبنائهم.
- يمكن استخدام عقوبات متوافقة مع السلوك الخاطئ، مثل الحرمان من اللعب أو الخروج للتنزه.
- لابد أن يعرف الابن لماذا هذا السلوك خاطئ، حتى لا يكرره مره ثانية عن اقتناع.
- يمكن اللجوء للمتخصصين إذا فشل الوالدين في التعامل مع سلوك العنف والعدوانية لدي الأبناء، لمساعدتهم في تقديم العلاج لتقويم السلوك