يبقى محبي آل البيت وأتباع الطرق الصوفية على موعد في الثلاثاء الأخير من رجب كل عام للاحتفاء بمولد رئيسة الديوان السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها، حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتشهد القاهرة مساء اليوم الثلاثاء احتفالات مولد السيدة زينب، فيتوافد محبي آل البيت وأتباع الطرق الصوفية من كل صوب وحدب، إلى محيط مسجد السيدة زينب للاحتفال بهذا اليوم، ليقيمون حلقات الذكر والمديح ويستمتعون بالإنشاد الديني، كما يقدم بيت الخدمة الصوفية الأطعمة لضيافة الزوار.
والسيدة زينب هي ابنة السيدة فاطمة البتول -حبيبة سيدنا صل الله علية وسلم- وسيدنا على بن أبي طالب، وجدتها خديجة بنت خويلد، رضي الله تعالى عنها، تميزت زينب بجمال الخُلُق والخِلق والكرم والحكمة، وكانت معروفة بحكمها وفضلها في النصح والإرشاد.
سَمَّاهَا الرسول صل الله علية وسلم زينب إحياءً لذكرى ابنته السيدة زينب وزينب تعني الفتاة القوية المكتنزة الودودة العاقلة.
ولقبت السيدة زينب رضي الله عنها بالعديد من الألقاب التي أطلقها عليها المصريون لمكانتها العظيمة في نفوسهم، كرئيسة الديوان، وأم هاشم، وأم اليتامى، والمشيرة، وأم العواجز، وأم العزائم.
فرئيسة الديوان لاشتهارها بالإقدام والبلاغة، وحسن المشورة، والعلاقة بالله، وكثيرًا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها في الرأي، ويأخذون بمشورتها لبعد نظرها وقوة إدراكها.
وأم هاشم نظرًا لأنها كانت كريمة تهشم الطعام لتطعم المساكين والضعفاء كجدها هاشم.
وأم اليتامى وأم العواجز لأنها كانت تتكفل باليتامى والعواجيز وأصحاب العجز وتنفق عليهم، وكانت صاحبة الشورى.
ويرجع تلقيبها بألقاب كثيرة الكثيرة لما كانت تقوم به في المجتمع الذي تعيش فيه سواء كان في المدينة المنورة ثم بعد ذلك في مصر.
وصلت السيدة زينب إلى مصر في شعبان عام 61 هجرية، وخرج لاستقبالها جموع المسلمين وعلى رأسهم والي مصر الأموي مسلمة بن مخلد الأنصاري، وتوفيت مساء الأحد 15 من رجب سنة 62هـ، ودفنت بحجرتها التي أصبحت قبتها في مسجدها الآن.
وشهد مسجد السيدة زينب رضي الله عنها، الذي يعد أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة، أخيرًا عملية تطوير ضمن خطة تطوير وتجديد مساجد آل بيت النبي- صلي الله عليه وسلم، وافتتحه الرئيس السيسي والسلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، واضعين النقاط على كلمة «بسم الله الرحمن الرحيم» المنقوشة على مقام السيدة زينب.
