"اعتبارًا من اليوم ستكون السياسة الرسمية قائمة على وجود جنسين فقط: ذكر وأنثى".. هذا ما أعلنه دونالد ترامب في خطاب تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، مما يعني أنه لا جود لما يسمى بـ"المتحولين جنسيًا" أو حتى "المثليين" على الأقل في حقبة حكمه التي تمتد لقرابة أربعة أعوام.
جنسان فقط
وفي سبيل تأكيد أنه لا وجود إلا لجنسين، ألغى ترامب الأوامر التنفيذية التي عززت حقوق المثليين والمتحولين جنسيًا، وفي المقابل، يرى المدافعون عن حقوق الإنسان، أن مثل هذه القرارات بمثابة ضربة للجهود المبذولة بشدة لتأمين سياسات عادلة وتقويض التقدم المحرز في معالجة التحيزات النظامية التي حرمت الفئات المهمشة من الفرص المتساوية لعقود من الزمن، بحسب "رويترز".
المصدر ذاته، أشار إلى أن قرارات "ترامب" تشمل أن تستخدم الحكومة مصطلح "الجنس" بدلًا من "النوع الاجتماعي"، في حين يفرض أن تستند وثائق الهوية التي تصدرها الحكومة، بما في ذلك جوازات السفر والتأشيرات، إلى ما وصفه بـ "التصنيف البيولوجي الثابت للفرد كذكر أو أنثى".
وفي عام 2022، سمحت إدارة الرئيس جو بايدن للشخص باختيار نوع آخر للجنس، غير الذكر والأنثى في جوازات سفرهم، دون أن تطلب منهم تقديم وثائق طبية.
وكان ترامب أكد مرارًا أنه سيوقع بمجرد تنصيبه أوامر رئاسية تنفيذية "لإنهاء تشويه الأطفال جنسيًا وإخراج المتحولين جنسيًا من الجيش ومن مدارسنا الابتدائية والمتوسطة والثانوية"، تنفيذًا لتصريحه الشهير:"في البداية الرب خلق جنسين، الذكر والأنثى".
تداعيات قرار ترامب
وبحسب موقع "The 19th News"، فعند تطبيق قرارات "ترامب"، فمن المتوقع أن يؤدي إلى واحدة من أكبر عمليات تسريح الأشخاص المتحولين جنسيًا في التاريخ، كما أن القرار سيعد للمرة الثانية حظر خدمتهم في الجيش على شاكلة قراره في عام 2019، عندما فقد 13,763 متحولًا جنسيًا وظائفهم.
ولم يتضح حتى الآن -وفق الموقع- معرفة كيف سيؤثر قرار ترامب التنفيذي على الأمريكيين الذين يحملون علامة "X" للجنس في جواز سفرهم، والتي أصبحت متاحة في 2022، ولكن يبدو أن إدارة ترامب مستعدة لوقف إصدار جوازات السفر بتلك العلامة.
ويذكر أن الأمر التنفيذي لـ"ترامب" قد يتعارص مع حكم "زييم" ومواضيع أخرى من القوانين والسوابق القضائية، مشيرًا إلى أن أحد هذه السوابق هو في معايير معاهدة منظمة الطيران المدني الدولي، التي تلزم بإدراج الجنس في جوازات السفر وتسمح بثلاثة خيارات مسموحة وهي "M" (ذكر)، "F" (أنثى)، أو "X".
وشهدت السنوات الأخيرة، توسع المعارك بشأن حقوق المتحولين جنسيًا في أمريكا، ولعبت الخلافات حول حق الوصول إلى المراحيض العامة وتنافس الأشخاص المتحولين جنسيًا الذين يلعبون في الفرق الرياضية النسائية، دورًا كبيرًا ومؤثرًا في الانتخابات الرئاسية.
وفي سياق ذلك، أقر مجلس النواب الأمريكي، الأسبوع الماضي، مشروع قانون يقيد مشاركة الطلاب المتحولين جنسيًا في الفرق الرياضية النسائية، بأغلبية 218 صوتاً مقابل 206، وانضم اثنان من الديمقراطيين إلى الجمهوريين في التصويت، بينما صوت عضو واحد بـ"حاضر".
وبحسب القانون، يحظر على النساء المتحولات جنسيًا التنافس في الفرق الرياضية التي تتوافق مع هويتهن الجنسية، ويعدل الباب التاسع من قانون التعليم الفيدرالي، الذي يمنع التمييز على أساس الجنس، لتعريف الجنس بناءً على الخصائص البيولوجية وعلم الوراثة عند الولادة فقط.