أثار تفشي فيروس الحصبة في المغرب حالة من القلق في الأوساط العالمية، خصوصًا أن منظمة الصحة العالمية كانت قد حذرت من أن نصف دول العالم معرضة لخطر مرتفع جدًا لتفشي هذا المرض، ومن الواضح أن بوادر ذلك باتت تظهر.
لماذا ينتشر المرض؟
يرجع ارتفاع عدد حالات الإصابة بالحصبة في معظم دول العالم إلى عدم أخذ اللقاحات خلال سنوات جائحة "كوفيد-19"، وذلك جراء أن الأنظمة الصحية كانت منهكة وتأخرت في إعطاء التطعيمات الروتينية للأمراض التي يمكن الوقاية منها.
وفي نهاية عام 2024، أفادت الصحة العالمية، بأن عدد حالات الإصابة بالحصبة في العالم بلغ نحو 10.3 مليون حالة في عام 2023، أي ما يمثل زيادة بنسبة 20 بالمائة مقارنة بعام 2022، عازية هذه الزيادة في عدد الحالات إلى نقص التغطية بالتمنيع على الصعيد العالمي.
وبحسب المنظمة، فإن أكثر من 22 مليون طفل لم يتلقوا الجرعة الأولى من لقاح الحصبة في عام 2023، حيث أنه على الصعيد العالمي تلقى نحو 83 بالمائة من الأطفال جرعتهم الأولى من لقاح الحصبة في هذا العام، في حين لم يتلق الجرعة الثانية الموصى بها سوى 74 بالمائة من الأطفال.
وجراء تلك الفجوات في التغطية بالتطعيم على الصعيد العالمي، شهد 57 بلدًا فاشيات للحصبة على نطاق واسع أو مدمر في عام 2023، مما أثر على جميع الأقاليم عدا الأمريكتين، وفقًا للصحة العالمية.
وأوضحت أن هذا يمثل زيادة بنسبة 60 بالمائة تقريبًا مقارنة مع 36 بلدًا في العام السابق، بينما شهدت أقاليم المنظمة في أفريقيا وشرق المتوسط وأوروبا وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ زيادة كبيرة في حالات الإصابة، مشيرة إلى أن نحو نصف الفاشيات حصلت على نطاق واسع أو مدمر في الإقليم الإفريقي.
ما هي الحصبة؟
ووفقًا للصحة العالمية، فإن الحصبة، هي مرض شديد العدوى يسببه فيروس، وينتشر بسهولة عندما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، ويمكن أن يسبب مرضًا وخيمًا ومضاعفات حتى الوفاة.
وتصيب الحصبة الجهاز التنفسي ثم تنتشر في جميع أنحاء الجسم، وتشمل الأعراض الحمى الشديدة والسعال وسيلان الأنف والطفح الجلدي في جميع أنحاء الجسم.
ويعد التطعيم أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بالحصبة أو نقلها إلى أشخاص آخرين، حيث يساعد اللقاح الجسم على محاربة الفيروس.
وقبل طرح لقاء الحصبة في عام 1963 وإجراء التطعيم على نطاق واسع، وقعت أوبئة كبرى كل سنتين إلى ثلاث سنوات تقريبًا، تسببت في حدوث ما يُقدر بنحو 2.6 مليون وفاة كل عام.
تفشي الحصة في المغرب
وأدى تفشي فيروس الحصبة في المغرب إلى مطالبة الحكومة بإعلان الطوارئ الصحية في المغرب، خاصة بعد وفاة 120 طفلً،ا وتسجيل 25 ألف إصابة أخرى منذ أواخر 2023، بحسب موقع "هسبريس" المغربي، الذي أوضح أن وزارة الصحة في البلاد تواجه انتقادات واسعة لعدم اتخاذ تدابير استباقية، رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تفشي المرض منذ عام 2023.
وكانت الصحة العالمية قد حذرت من أن أكثر من نصف دول العالم ستكون عرضة بشكل كبير لتفشي مرض الحصبة بحلول نهاية العام الماضي، وذلك ما لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة.ظ
هل توجد حصبة في مصر؟
وتمكنت مصر من القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية، في عام 2022، وذلك بناء على تحقق اللجنة الإقليمية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، بإجماع الأراء، حيث يأتي ذلك ضمن جهود الدولة الرامية إلى رفع معدلات حماية المواطنين من الأمراض المعدية، وتحقيقًا لرؤية "مصر 2030".
ولتحقيق ذلك، اعتمدت مصر على التطعيمات الروتينية للأطفال المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، بجرعتين ضد مرض الحصبة والحصبة الألمانية عند عمر عام، وفي الشهر الـ18 من عمر الطفل، بنسبة تغطية تجاوزت الـ95 بالمائة لضمان رفع مناعة الأطفال، إلى جانب الحملات التطعيمية القومية من عمر 9 أشهر حتى 10 سنوات بنسبة تغطية أكثر من 95 بالمائة إلى جانب الحملات المحدودة التي يجري تنفيذها طبقًا للوضع الوبائي الإقليمي للمرض في دول الجوار.