الأحد 26 يناير 2025

ثقافة

معرض القاهرة للكتاب الـ 56| يقدم ندوة لمناقشة «كيف تشكّل أحمد مستجير؟»

  • 25-1-2025 | 03:37

معرض القاهرة للكتاب الـ 56

طباعة
  • همت مصطفى

استضافت القاعة الرئيسية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة بعنوان: «كيف تشكل أحمد مستجير؟»، بحضور الدكتور أحمد رجب محمد عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة الأسبق، ونائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور أيمن يحيى أمين عميد كلية الزراعة جامعة القاهرة، والدكتور سعد زكي محمد نصار مستشار وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وأستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، وأدارت الندوة الإعلامية مروة مرسي.

وجهت مرسي الشكر للحضور ولوزاة الثقافة متمثلة في الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، والدكتور أحمد بهي الدين رئيس هيئة الكتاب، على المجهود الكبير من قبل القائمين على معرض القاهرة الدولي للكتاب.

وأضافت مرسي: «قرأت كثيرًا عن الدكتور أحمد مستجير، واستوقفني حواراته مع منى الشاذلي وجمال الغيطاني».

و قال الدكتور أحمد رجب، إن مصر دائمًا ولادة فيها علماء عظماء، ولكن يجب التذكير دائمًا بهؤلاء العلماء، نحن لاننساهم، ونعيش بعلمهم وثقافتهم، حياة الإنسان قصيرة جدًا، والإنسان لا يقاس بما أحرز من سنوات ولكن بما أحرز من علم يبنى عليه.

وأشار «رجب» إلى أن العالم الحقيقي يقاس بـ5 نقاط، وجميعها مستوافاة عند الدكتور أحمد مستجير، وأول نقطة هي أن يكون «العالم موسوعيا» لأنه لا يوجد علم منقطع عن باقي العلوم، يحب أن يكون ملما بكل شيء، فهي عادة علمائنا القدامى مثل ابن سينا، فهي تصنع الإنسان وهو تراكمات من كل التخصصات، وهذا ما يطبق الآن في النظام الحديث في كل  مواد التخصص ومنشقة منها مواد مساندة، ومنها مواد حرة، يعني متخصص في الطب ويدرس موسيقى، لذا على العالم أن يكون موسوعيا، وهي متوفرة في أحمد المستجير، فهو له أبحاث في الأدب والشعر والفلسفة والزراعة.

وأضاف أن النقطة الثانية هي «الجانب العملي الميداني» لا يعتمد على الكتب فقط، فهو اعتمد على التجربة والجانب العملي، وأدى دوره بنجاح باهر، وكان المستجير  يكتشف الإنسان.

وتابع أن النطقة الثالثة هي «الاعتماد على الإنسان وما فيه فائدة للإنسان»، بمعنى هل سيؤدي الاكتشاف إلى إفادة الإنسان، وبالنسبة للرابعة فهي «الترجمة» فلولاها لم تصبح الحضارة اليونانية بهذه القوة، وكذلك العربية والإسلامية.

وأكمل: أما النقطة الخامسة «تقديم العلم فى قالب أدبي جميل»، فالمستجير أحسن استغلال الأشياء، فهو كان عضوًا في مجمع اللغة العربية.

ووجه الدكتور سعد نصار، الشكر لوزير الثقافة ورئيس الهيئة العامة للكتاب لاختيارهم أحمد مستجير شخصية معرض الكتاب لهذا العام.

وقال «نصار»: «دائما كنا نجتمع بشكل دوري فى الكلية، وكنا نحرص على زيارة أحمد مستجير قبل سفره في الصيف الذي يعود بعد شهر أو شهرين بكتاب مترجم، وأمهات الكتب التي تحتاج إلى ترجمة، وفي 2006 ذهبنا ولم نكن نعلم أننا نودعه وعاد بعدها  بجسمانه الطاهر.

وتابع: «مستجير هو عالم الزراعة وعميدها والمؤلف والمترجم والشاعر والمثقف المهموم بقضايا وطنه، صاحب مدرسة علمية متميزة وتخرج على يديه طلبة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ألف في التحسين الوراثي للحيوان، والنواحي التطبيقية في تحسين الدواجن، ورائد علوم البايوتكنولوجي، كما أنه أثرى المكتبة العربية بأمهات الكتب المترجمة مثل أمراض وراثة الإنسان، وعصر الجينات والإلكترونات، وطعامنا المهندس وراثيا، علم الچينوم وسجن العقل، وكان يفكر في إنشاء معمل للاستنساخ الحيواني ولا يوافق على الاستنساخ البشري، أنشأ المكتبة القومية ومجمع المعامل، هو الأديب المتنكر في صورة العالم».

وقال الدكتور أيمن يحيى، إنه بعد مرور سنوات على وفاة مستجير إلا أنه مؤثر في سلوكنا ووجودنا، فقد عاصرته وأنا طالب وهو العميد التاريخي لكلية الزراعة، فهو الوحيد الذي تولى عمادة الكلية 3 مرات متتالية عن طريق الانتخاب، وهذا يدل على أن شخصيته قوية وقادر على اتخاذ القرارات.

وأضاف: «كان مستجير ليس عالما أو أديبا، ولكنه كان صاحب فلسفة وفكرة، كان قدوة نحاول أن نمشي على الطريق الذي رسمه من تعاون وحكمة، من أداء وشخصية مقنعة».
 
وقالت سلمى مستجير، ابنة العالم أحمد مستجير: «أعظم الناس هم من يتركون أثرا وبصمة، وكل كلمة وكل خطوة لأبي  كان يترك فيها بصمة تعيش، وأنا لا زلت أشعر بهذه البصمة، اليوم أحب أن أشارككم ما الذي يجعل أبي شخصا استثنائيا، الشهر الماضي كان سيتم الـ90 عاما، وأنا لم أرث منه الموهبة الشعرية، ولكن سأحاول أن أعبر عما بداخلي تجاهه، أبي كان شخصا طيبا جدا ومتواضعا، وكل شيء يعمله بحب وفرحة ومتفائل بطبعه كان يحب مصر وأهلها، وخاصة الفلاحين، والأطفال كانوا يحبونه، وكان يجد في الطبيعة إلهامه».

وتابعت: «أبي كان يعشق محمد عبد الوهاب، وكان يرى أن السعادة تأتي من العمل الذي يفعله الإنسان بشغف، ولذلك بعد 45 يوما من عمله كمهندس زراعي قرر أن يستقيل لأنه كان مطلوب منه أن يتخلى عن إنسانيته، ويتعامل مع الناس بقوة».

وأضافت: «بيتنا كان مليئا بالكتب من الأرض حتى السقف، وبعد وفاته تبرعنا بالكثير منها لجامعة القاهرة، وكان يقرأ ليل نهار 3 كتب و5 جرائد فى يوم واحد بسبب طريقته الخاصة السريعة».

وأكملت: «الضحك كان دائما موجودا في بيتنا، أبي كان له حس فكاهي، كان يحب عادل إمام وسعيد صالح وإسماعيل يس، ومن تلاميذه عادل إمام وصلاح السعدني»

الاكثر قراءة