الإثنين 27 يناير 2025

عرب وعالم

"فاينانشيال تايمز": المكسيك وكندا تنحيان خلافاتهما للتوحد ضد رسوم ترامب الجمركية

  • 25-1-2025 | 10:41

المكسيك وكندا

طباعة
  • دار الهلال

نحّت المكسيك وكندا الخلافات بينهما جانباً لتشكيل جبهة موحدة للوقوف ضد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية عليهما في أقرب وقت ممكن بحلول الأسبوع المقبل.

وفي تقرير لها من العواصم الثلاث، لفتت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إلى أن ترامب، منذ فوزه في الانتخابات في نوفمبر الماضي، هدد مراراً وتكراراً بأن بلاده ستفرض رسوماً جمركية على أكبر شريكين تجاريين لواشنطن، بنسبة 25 % على كافة صادراتهما إلى الولايات المتحدة، في تصعيد منه للرد على ما يقول إنه ارتفاع في مستويات الهجرة غير الشرعية وتهريب مخدرات وعقاقير "الفنتانيل" وقد حذر ترامب بأن الرسوم يمكن تطبيقها اعتباراً من الأول من فبراير المقبل.

وترسل المكسيك وكندا ثلاثة أرباع صادراتهما إلى الولايات المتحدة، مدعومة بالاتفاقية التجارية الثلاثية التي تجمعهم الدول الثلاث، "يو إس إم سي إيه"، التي أبرمت أثناء نهايات العهدة الأولى لترامب، وهو ما يجعل نيومكسيكو وتورونتو رهناً لمطالب واشنطن.

وتعتمد المكسيك على الولايات المتحدة في الحصول على 70 في المائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، ولطالما انتقدها ترامب وحملها مسؤولية دخول المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات داخل الولايات المتحدة.

من جانبها، تتوقع غرفة التجارة الكندية انكماش الناتج المحلي الإجمالي الكندي بنسبة 2.6 % أو بواقع 78 مليار دولار كندي (بما يعادل 54 مليار دولار أمريكي)، فإذا نفذ ترامب تهديداته، فإن ذلك ذلك سيكلف الكنديين نحو 1900 دولار كندي لكل مواطن سنوياً.

ورغم تشاركهما في "تهديدات ترامب"، فإن علاقات المكسيك وكندا تضررت بشدة العام الماضي، لاسيما بعد أن أعرب السفير الكندي عن قلقه حيال النظام القضائي المكسيكي بأكمله.

كما ساءت العلاقات بين البلدين بصورة أشد في نوفمبر الماضي، حينما ألمح رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو بأنه سيكون أكثر انفتاحاً لفكرة خروج المكسيك من اتفاق "يو إس إم سي إيه"، وأيد ترامب في رأيه بأن الاستثمارات الصينية في المكسيك تشكل معضلة، في محاولة واضحة لمداهنة الرئيس المنتخب الجديد آنذاك.

وقال مسؤولون إن مثل تلك المواقف، إضافة إلى غيرها من التعلقيات، تسببت في إشعال الغضب داخل مكسيكو سيتي، لكن الدولتين اجتمعتا في مواجهة تحذير الرسوم الجمركية من ترامب، بموجة صاخبة من الدعوات من الوزراء في الجانبين للوقوف في وجه التهديد.

ويقول الباحث في مركز "ويلسون" البحثي، دييجو ماروكوين بيتار، "إن الضجيج السياسي ربما تسبب في تأجيل وتشويش طريقة أوتاوا للحكم على الأمور، لكن الكنديين ربما أدركوا أخيراً أن تنسيقاً أفضل مع المكسيك يعد أمراً حيوياً".

ويضيف، لعل الهدف الجوهري للتقارب يتمثل في توافق الدولتين بأن الرسوم الأمريكية ستكون بمنزلة مقترح "خسارة أمام خسارة"، والتي ستدفع الأسعار إلى الارتفاع بالنسبة للمستهلكين في الدول الثلاث كلها.

من جانبه، قال ترودو هذا الأسبوع: إن "ترامب أعلن أنه يريد "عصراً ذهبياً" للاقتصاد الأمريكي. وهذا يعني أنهم سيحتاجون المزيد من الطاقة، والمعادن، و الصلب والألومنيوم، و الأخشاب، وكثير من الأشياء تقوم كندا بالفعل بإرسالها إليهم".

وكشفت مصادر عليمة بما يدور في البلدان الثلاثة أنه بينما تلوح أوتاوا ومكسيكو سيتي، على المستوى العام والخاص، بأغصان الزيتون لفريق ترامب بشأن أمن الحدود، فإنهما قد أعدا بالفعل قوائم منفصلة برسوم جمركية انتقامية للرد على رسوم ترامب.

فالمسكيك أعدت عدتها برسوم يطلق عليها محلياً "كاروسيل"، أي الحلقة الدوارة، من المنتجات التي ستتقلص لبضعة أشهر قبيل أن يتم تحويل مسارها إلى ولايات أخرى مستهدفة مشرعين جمهوريين رئيسيين.

بدورها، لوحت كندا أيضاً بأنها تعد عقوبات مضادة والتي ستخلق، حسب وصف وزير الطاقة والموارد الطبيعية الكندي، جوناثان ويلكينسون، "قدراً هائلاً من الضغط والقلق داخل الولايات المتحدة مقابل القليل من الألم بالنسبة لكندا".

وترى مصادر قريبة من خطط البيت الأبيض أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد إجراء تغييرات للحد من المكون الأجنبي في السيارات بهدف تحجيم الروابط المتنمامية للصين داخل الاقتصاد المكسيكي.

وأعاد ترامب أقواله على مسامع الحضور في "منتدى دافوس الاقتصادي العالمي" يوم الخميس، قائلاً إن كندا "يمكن أن تكون ولاية، وإذا أصبحت ولاية، لن يكون هناك عجز (تجاري)".

واستطرد الرئيس الأمريكي قائلاً "لا نحتاج أخشابهم، لأن لدينا غاباتنا الخاصة. ولا نحتاج إلى نفطهم وغازهم. فلدينا منهما أكثر من أي طرف آخر".

وتقول الصحيفة البريطانية إن واقع الأمر يؤكد أن الولايات المتحدة تستورد نحو 40 في المائة من النفط الخام الذي تقوم بتكريره، و60 في المائة منه يأتي من كندا، و11 في المائة من المكسيك.

وقد هدد ترامب بنشر قوات خاصة أمريكية في المكسيك للقضاء على عصابات المخدرات هناك، وقال في منتدى دافوس إن الولايات المتحدة كانت "تتعامل مع المكسيك بصورة جيدة جداً" أيضاً في هذا السياق.

الاكثر قراءة