الإثنين 27 يناير 2025

ثقافة

"الخطاب الثقافي ومتغير العصر" ندوة بمعرض الكتاب

  • 25-1-2025 | 22:17

جانب من الندوة

طباعة

شهدت القاعة الدولية، ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، انعقاد ندوة بعنوان "الخطاب الثقافي: ومتغير العصر".

شارك في الندوة الباحث العُماني عبدالرحمن العسكري بالمحور الأول "سوسيولوجيا التلقي وإنتاج خطاب المجلات الثقافية"، والدكتور أحمد الشافعي بالمحور الثاني "لغة الخطاب الثقافي الراهن: التحولات والمآلات"، وحسام نايل بالمحور الثالث "السميولاكرا: من السينما إلى الرواية الرقمية". وأدارت الندوة الإعلامية والروائية هدى حمد.

وفي كلمتها، أشارت الإعلامية والروائية هدى حمد إلى كتاب "السطحيون" لنيكولاس كار الذي تناول قصة نيتشه، وكيف أثرت آلة الكتابة التي اقتناها على أسلوبه النثري ليصبح أكثر اقتضابًا وقوة.

وأوضحت أن هذا المثال يعكس تأثير الأدوات التقنية على طريقة التفكير والإبداع، مشيرة إلى أن التطور التقني المتسارع أدى إلى اختراق صوت "الفرد" لنسيج خطاب النُخب، مما قوض سلطة إنتاج الخطاب وجعلها في متناول العامة. وأكدت أن هذا التغيير العميق يُبرز تداخلًا بين المرسل والمستقبل، حيث باتت الحدود بينهما تتلاشى.

وأضافت حمد أن العصر الحديث، على الرغم من إرباكه للمفاهيم التقليدية، كسر عزلة الخطاب الثقافي وجعله أكثر انفتاحًا على أشكال وعي متباينة. وأوضحت أن الوسائط المتعددة والبدائل التقنية قد منحت حتى "الأُمي" فرصة ليصبح متلقيًا فاعلًا، بل وناقدًا أحيانًا. 

وأثارت تساؤلات حول كيفية حفاظ الخطاب الثقافي على جوهريته وسط فيض البيانات الإلكترونية، وكيف يمكن تكييفه ليكون أكثر قربًا من المتلقي دون السقوط في فخ التسطيح أو التعقيد.

وأشارت إلى ضرورة كسر تصلب الخطاب الثقافي ليتماشى مع تحولات العصر، مؤكدة أن النأي عن مواكبة التغيرات التقنية يُدخل الخطاب في حالة اغتراب مزمنة. وذكرت أن التخلي عن الانخراط في التحولات الرقمية لم يعد خيارًا في ظل الواقع الجديد، حيث يصبح الانقطاع عن التيار التقني عائقًا أمام تواصل فعال مع الجمهور.

وفي المحور الأول للندوة، تناول الباحث العُماني عبدالرحمن العسكري مفهوم "سوسيولوجيا التلقي" ودورها في تشكيل خطاب المجلات الثقافية. وأوضح أن الثورة الرقمية أسهمت في تقويض سلطة المؤسسات الثقافية التقليدية، مما أدى إلى تحول مسار تدفق المعرفة إلى صيغة تفاعلية تشاركية.

وأكد أن المجلات الثقافية لم تتراجع، بل تغيرت أشكالها لتتوافق مع متطلبات العصر الرقمي، حيث تظهر منصات رقمية جديدة تقدم محتوى يتفاوض مع توقعات المتلقين ويحقق انتشارًا واسعًا.

وأضاف العسكري أن المجلات الثقافية أصبحت فضاءً يجمع أصوات منتجي الخطاب مع المتلقين، مما يعكس تأثير سوسيولوجيا التلقي في إعادة صياغة الخطاب الثقافي. ودعا إلى تطوير مقاربة بحثية لقياس تأثير تفاعل الجمهور مع المجلات الثقافية الرقمية على توجهاتها التحريرية والفنية.

أما في المحور الثاني، فتحدث الدكتور أحمد الشافعي عن لغة الخطاب الثقافي الراهن، مبينًا أنها تعكس هوية المجتمع وتفاعله مع التحديات الفكرية والاجتماعية.

وأشار إلى أن هذا الخطاب يشهد تحولات جذرية بفعل العولمة الثقافية والتطورات الرقمية، مما يتطلب إعادة النظر في أساليبه وتعبيراته.

وفي المحور الثالث، تناول حسام نايل مفهوم "السميولاكرا"، مستعرضًا أفكار الفيلسوف الفرنسي جان بودريار حول العلاقة بين الصورة والواقع.

وأوضح نايل أن الصورة تمر بأربع مراحل: تبدأ بتمثيل مباشر للواقع، ثم تتحول إلى تمثيل محرّف، وصولًا إلى إخفاء غياب الأصل، وأخيرًا تصبح الصورة واقعًا مستقلًا بذاته.

وقدم نايل، أمثلة من وسائل التواصل الاجتماعي والعملات الرقمية لتوضيح مفهوم "الواقع الفائق"، حيث يتم إنشاء واقع مصطنع يحل محل الواقع الحقيقي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة