بحلول مغرب اليوم الأحد، تبدأ ليلة الإسراء والمعراج، والتي تستمر حتى فجر غد الاثنين، وسط أجواء روحانية يتضرع فيها المسلمون إلى المولى -عز وجل- الذي منّ على نبيه بهذه الرحلة الإعجازية.
صيام يوم الإسراء والمعراج
ويحرص الكثير من المسلمين على صيام هذا اليوم، والذي يوافق غدًا الاثنين 27 رجب 1446هـ من باب التقرب إلى المولى -عز وجل- حيث توضح دار الإفتاء المصرية من جانبها أنه يجوز صيام هذا اليوم احتفاء بأن الله منّ على رسولنا صلى الله عليه وسلم بتلك المعجزة وبفرض الصلوات الخمس، ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «من صام يومًا في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا».
الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج
وتوضح دار الإفتاء المصرية -على موقعها الإلكتروني- أن الإسراء والمعراج وقع في ليلة 27 من شهر رجب؛ فاحتفال المسلمين بهذه الذكرى في ذلك التاريخ بشتَّى أنواع الطاعات والقربات هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وتعظيمًا لجنابه الشريف، وأما الأقوال التي تحرِّمُ على المسلمين احتفالهم بهذا الحدث العظيم فهي أقوال فاسدة وآراء كاسدة لم يسبق مبتدعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.
ولم يرد في السنة النبوية دعاء مخصوص لليلة الإسراء والمعراج، ولكن يمكن الدعاء بالصيغ التي وردت في السنة النبوية، وهي:
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.
عن زيد بن أرقم، قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر. اللهم آت نفسي تقواها، وزكها، أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها.
عن طارق بن أشيم الأشجعي -رضي الله عنه- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل، فقال: يا رسول الله، كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني -ويجمع أصابعه إلا الإبهام-؛ فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك.
عن عبد الله بن عمرو، أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي من عندك مغفرة؛ إنك أنت الغفور الرحيم.
عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو يقول: رب أعني، ولا تعن علي، وانصرني، ولا تنصر علي، وامكر لي، ولا تمكر علي، واهدني، ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكارًا، لك ذكارًا، لك رهابًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا، إليك أواها منيبًا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، وسدد لساني، واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري.