أكد وزير الطيران المدني الدكتور سامح الحفني حرص الوزارة على مواصلة تحقيق نقلة نوعية شاملة بمختلف أنشطة الطيران المدني، ومواصلة جهودها التنموية من خلال تبني استراتيجية شاملة نحو التطوير والتحديث.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الطيران مع محرري شئون قطاع الطيران المدني لاستعراض خطة قطاع الطيران المدني والرؤية المستقبلية للوزارة وجميع هيئاتها وشركاتها التابعة، وذلك يالتزامن مع الاحتفال بمناسبة مرور 95 عامًا على نشأة قطاع الطيران المدني المصري، حيث تم عرض فيلم تسجيلي وثائقي يوضح تاريخ الطيران المدني المصري، بجانب عرض فيلم عن الاحتفال بالعيد الـ95 على نشأة القطاع.
وأعرب الحفني عن تقديره واعتزازه بتاريخ نشأة قطاع الطيران المدني المصري، موجهًا الشكر والتقدير لمحمد صدقي أول طيار مصري أقلع منفردًا بطائرته من مطار برلين إلى مطار هليويوليس بمصر الجديدة يوم 26 يناير عام 1930 في رحلة مثيرة عبر أوروبا وسط حشود من المصريين الذين كانوا في استقباله في حدث تاريخي.
وقال إن الاستراتيجية التي تتبناها الوزارة نحو التطوير والتحديث ترتكز محاورها على تحسين مستوى الخدمات المقدمة للعملاء، والاهتمام برفع كفاءة البنية التحتية، وزيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية، وتحديث وتطوير أسطول طائرات الناقل الوطني مصر للطيران، والاهتمام بالتحول الرقمي وتطبيق أحدث التقنيات المبتكرة والمُطبقة عالميًا.
وأضاف أن الاستراتيجية تتضمن أيضًا وضع خارطة طريق واضحة تعزز من تحقيق طفرة رقمية شاملة داخل قطاع الطيران المدني؛ تماشيًا مع رؤية مصر 2030، فضلًا عن تعزيز كفاءة الأداء، وجذب مزيد من الاستثمارات وتحقيق أعلى معايير السلامة والأمن في مختلف الأنشطة بما يزيد من القدرة التنافسية للطيران، ويعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي ولوجيستي للطيران المدني على المستويين الإقليمي والدولي.
واستعرض الوزير - خلال اللقاء - خطة الوزارة المستقبلية والتي تتضمن عدة محاور، وهي:
أولًا: الاهتمام بالتحول الرقمي في قطاع الطيران المدني
أوضح أن الوزارة تسعى لتعزيز الرقمنة الحديثة بكافة المجالات من خلال الاعتماد على تقنيات رقمية مبتكرة لإجراء تحولات ثقافية وتشغيلية تتوافق بشكل أفضل مع متطلبات العملاء المتغيرة؛ مما يساهم في زيادة الإنتاجية وتحسين الخدمات المقدمة للمتعاملين مع الوزارة وجميع شركاتها التابعة سواء داخليًا أو خارجيًا.
وأكد أهمية التحول الرقمي كمحرك أساسي لتنمية وتطوير الخدمات المقدمة بالقطاع بما يساهم في دمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات الطيران المدني، لافتًا إلى أن الوزارة تستهدف خلال الفترة المقبلة رقمنة الخدمات وتحسين مستوى البنية التحتية بجميع المطارات المصرية، فضلًا عن تعزيز مشاركة القطاع الخاص وتزويد كافة شركات الطيران التابعة بأحدث الأنظمة التكنولوجية لتسهيل إجراءات سفر ووصول المسافرين عبر المطارات المصرية وعلى متن الطائرات.
كما تستهدف وزارة الطيران تبسيط الإجراءات ومرونتها وتسهيل الحصول على الخدمات الحكومية الرقمية، وتذليل كافة الخدمات المقدمة لهم، بجانب تعزيز إدارة حركة الملاحة الجوية باستخدام أحدث أنظمة التحكم والتقنيات الذكية؛ لضمان أعلى مستويات الكفاءة والتشغيل يدعم التحول الرقمي في الاستثمار التكنولوجيا الحديثة مثل: الذكاء الاصطناعي الذي يساهم بدوره في تطوير البنية التحتية الرقمية لقطاع الطيران.
وأضاف الوزير أن الرقمنة ستساهم بشكل كبير في تحقيق الاستدامة وتقليل التكاليف التشغيلية دون الاعتماد على الورقيات بشكل كلي؛ مما يدعم الحفاظ على البيئة، ويوفر الكثير من الجهد والوقت والتكلفة، بجانب تعزيز المكانة المحورية لمصر كمركز إقليمي للطيران.
ثانيًا: تطوير المطارات المصرية ونظم الملاحة الجوية
قال وزير الطيران إن الوزارة تتبنى رؤية طموحة نحو التطوير والتحديث المطارات؛ بما يلبي الطلب المتزايد على حركة السفر ويواكب النمو السياحي والاستثماري في مصر، كما تواصل الوزارة الاهتمام بتطوير أنظمة الملاحة الجوية وإعادة تصميم المجال الجوي المصري، وتخطيط الطرق الجوية بما يعزز من تقليل وقت الرحلة ويحقق مرونة المجال الجوي المصري بشكل أكثر كفاءة ويخفض نسبة الانبعاثات الكربونية.
وأضاف أن الوزارة تسعى إلى استيعاب أكبر عدد من الطائرات وزيادة الحركة الجوية؛ بما يتماشى مع التنامي المتزايد في حجم الطلب على التشغيل، ووصولًا لأعلى مستويات الأمان والسلامة الجوية وفقًا للأسس والمعايير الدولية للطيران المدني من خلال (بنية تحتية - تأهيل فني - إعادة هيكلة المجال الجوي)، بجانب حرص شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات؛ بهدف تقديم خدمات مبتكرة تعتمد على أحدث التقنيات بما في ذلك تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لضمان راحة المسافرين وتحقيق رضاهم الكامل بما يعزز من كفاءة التشغيل ويلبي تطلعات واحتياجات المسافرين المتزايدة، حيث تم التعاقد مؤخرًا مع شركة أورانج مصر لإطلاق خدمة الإنترنت اللاسلكي المجاني (Wi-Fi) بمطار القاهرة الدولي لتوفير تجربة اتصال سلسة للمسافرين وموظفي المطار، مع خطط لتوسيع نطاق هذه الخدمة تدريجيًا بعدد غير مقيد من الساعات.
وأوضح أنه سيتم أيضًا تجهيز صالات مطار القاهرة الدولي بأكشاك مخصصة للإشارة إلى توفر الخدمة، وتركيب شاشات لمس تفاعلية حديثة تعرض خرائط مفصلة للمطار، حيث سيتم تركيب 8 شاشات كمرحلة أولى في مباني الركاب (2 و3)، تعمل بواسطة مساعد افتراضي يعتمد على الذكاء الاصطناعي مع توفيرها بعدة لغات؛ لضمان تجربة سفر مريحة ومتكاملة ومناسبة لجميع الزوار.
ثالثًا: تحديث أسطول الطائرات بقطاع الطيران المدني:
قال الوزير إننا نستهدف تحديث وتطوير أسطول طائرات شركة مصر للطيران وكذلك شركة "إيركايرو - الذراع الإقتصادي منخفض التكاليف" من خلال تحديث أسطولهما الجوي وتزويدهما بطائرات حديثة ذات كفاءة عالية واستهلاك منخفض للوقود؛ لتعزيز القدرة التنافسية وتعزيز تجربة الركاب، حيث تتبنى الشركة الوطنية مصر للطيران خطة طموحة بتوسيع شبكة خطوطها، بما يدعم تحسين الخدمات المقدمة، كما تشهد شركة إير كايرو خلال الفترة الحالية نموًا متسارعًا لدعم زيادة الحركة الجوية والسياحة خدمات الطيران الاقتصادي.
رابعًا: الرؤية المستقبلية للهيئة العامة للأرصاد الجوية
أوضح وزير الطيران المدني أن الوزارة تستهدف أيضًا تطوير شبكات الرصد الجوي بالنظم الآلية وتوسيعها، وتطوير منظومة الإنذار المبكر بالمخاطر المتعددة، وتنفيذ مشروع الاستمطار الصناعي للسحب على مصر، والتنمية المستدامة لمحطات الأرصاد الجوية بمحافظتي شمال و جنوب سيناء ومحافظات شرق القناة، وتطوير مراكز التنبؤات وإدارات الهيئة، وتقديم برامج بناء وتطوير القدرات بالدول الإفريقية والعربية من خلال التدريب الإقليمي التابع للهيئة العامة للأرصاد الجوية والمعتمد من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بجنيف.
خامسًا: الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية
أشار الوزير إلى أن الدولة تستهدف تحسين منظومة المطارات المصرية، ورفع كفاءتها التشغيلية لتواكب أعلى المعايير العالمية، مع التركيز على تعظيم تجربة المسافرين وزيادة السعة الاستيعابية بما يواكب خطط الدولة لاستقبال 30 مليون سائح سنويًا، حيث تتجه الدولة إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص ضمن برنامج الطروحات لإدارة وتشغيل المطارات.
ولفت إلى أن رؤية الشركة القابضة تهدف لزيادة حركة الركاب في المطارات المصرية؛ لزيادة الطاقة الاستيعابية لتصل إلى 100 مليون راكب سنويًا بحلول عام 2030 مقابل 66.2 مليون راكب سنويًا خلال العام المالي المنقضي، منوهًا بأنه من المتوقع أن تتصاعد الطاقة الاستيعابية للمطارات سنويًا لتصل لـ72.2 مليون راكب سنويًا خلال العام المالي الحالي (2024 - 2025)، مع التركيز على تعزيز مكانة مطار القاهرة كمحور رئيسي للسفر طويل المدى في إفريقيا.
وقال إن الشركة القابضة تسعى إلى تحويل المطارات المصرية إلى مركز طيران مستدام وعالمي يجمع بين التراث العريق والخدمات المبتكرة لتصبح بوابة مصر الأولى في إفريقيا، وذلك من خلال إدارة المطارات وخدمات الملاحة الجوية بأعلى معايير السلامة والابتكار، واستخدام أساليب تشغيل ديناميكية لتجربة سفر سلسة وممتعة واستثنائية للمسافرين، ودعم التحول الرقمي من خلال شراكات قوية ومبتكرة، وتنفيذ مبادرات استراتيجية للشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية (EHCAAN).
وأضاف أن الشركة تسعى لوضع مصر على الخريطة العالمية كمركز للتميز في عالم الطيران (المطارات والملاحة الجوية) عن طريق افتتاح المكتب الإقليمي لمجلس المطارات الدولي بالقاهرة لتعظيم دور المكتب في خدمة وتطوير قطاع المطارات في دول شرق ووسط وجنوب إفريقيا؛ بما يعزز مكانة مصر الريادية ويقوي العلاقات مع دول الجوار والدول ذات الصلة.
وأوضح أننا نسعى أيضًا للتواجد على الساحة العالمية والمشاركة الفاعلة في المؤتمرات ذات العلاقة بالمطارات، بالإضافة إلى إبراز القدرات البشرية المصرية، وتعزيز مكانة مطار القاهرة كمركز عالمي من خلال الارتقاء بقدرات العبور للمسافات الطويلة والإقليمية، وتحسين تجربة الركاب، وجعل مطارات مصر وجهة سفر وترانزيت بحد ذاتها لما تقدمه من خدمات وعوامل جذب استثنائية، وتوسيع خدمات الشحن الجوي ليصبح مطار القاهرة مركزًا عالميًا وإقليميًا رياديًا في الطيران.
وتابع أننا نسعى إلى تعزيز الإيرادات غير الجوية، وإطلاق مشاريع مدن المطارات لجذب الاستثمارات وخلق مراكز اقتصادية متكاملة، بجانب تسريع التحول الرقمي من خلال الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأنظمة البيومترية، والتقنيات الذكية لتحسين عمليات المطارات، وتعزيز تجربة الركاب، ودعم اتخاذ القرارات في الوقت الفعلي وذلك من خلال أبرام الشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية مراسم توقيع شراكة استراتيجية مع شركة "أورنچ مصر"؛ لتقديم خدمات مبتكرة تعتمد على أحدث التقنيات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لضمان راحة المسافرين وتلبية احتياجات المسافرين المتزايدة.
وأكد وزير الطيران المدني السعي لإنشاء شراكات استراتيجية استثمارية وخلق اسم تجاري/استثماري قوي، وتطوير البنية التحتية للمطارات من خلال تنفيذ خطط توسعة القدرة الاستيعابية وتحديث صالات الركاب بمطارات القاهرة والمطارات الإقليمية؛ لتلبية احتياجات المسافرين ومواكبة النمو المتزايد في العمليات الجوية.
ولفت إلى أن الوزارة تسعى لتطوير المطارات الإقليمية من خلال الاستثمار في تحديث مطارات الغردقة وشرم الشيخ والأقصر، بما يتماشى مع المعايير الدولية، لدعم السياحة وتعزيز حركة السفر الداخلي، بجانب تعزيز الإيرادات غير الجوية، وإطلاق مشاريع مدن المطارات لجذب الاستثمارات وخلق مراكز اقتصادية متكاملة.
وأشار إلى أن استراتيجية الوزارة تستهدف أيضًا تطوير قدرات الشحن الجوي والخدمات اللوجستية من خلال تحسين مرافق الشحن، تبسيط إجراءات الجمارك، ودمج حلول لوجستية متعددة الوسائط، بما يسهم في جعل مصر مركزًا عالميًا للتجارة والخدمات اللوجستية، فضلًا عن تحقيق التميز التشغيلي وتعزيز الأطر التنظيمية من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية واستخدام التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز الكفاءة التشغيلية، والسلامة، مع تحسين رضا العملاء بشكل مستدام، بالإضافة إلى قيادة التحول المؤسسي والسلوكي من خلال تعزيز ثقافة الابتكار والتعاون والتميز في الخدمة، من خلال برامج تدريبية تستهدف بناء الكفاءات وتوحيد الفرق حول رؤية وأهداف الشركة.
وأضاف أن الاستراتيجية تشمل تعزيز الاستدامة والمبادرات الخضراء من خلال تطبيق حلول الطاقة المتجددة، تبني التقنيات الصديقة للبيئة، ومواءمة عمليات المطارات مع معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG) لوضع مصر في طليعة الطيران المستدام عالميًا.
وأوضح الوزير أننا نستهدف أيضًا إنشاء مبنى ركاب رقم 4 بمطار القاهرة الدولي وهو يعد مشروعًا طموحًا يهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمطار للوصول لـ30 مليون مسافر سنويًا مع إمكانية زيادتها بـ10 ملايين إضافية، حيث سيتم تجهيز المبنى بأحدث التقنيات لاسيما بمجالات الطاقة الجديدة والمتجددة؛ مما يجعله من بين الأفضل عالميًا، ومن المتوقع أن يكتمل المشروع خلال 4 إلى 5 سنوات.
وحول خطة تطوير المطارات المصرية، قال وزير الطيران المدني إن الشركة القابضة لتطوير المطارات الإقليمية تسعى لدعم السياحة وتحسين الربط الداخلي والإقليمي من خلال خطة رفع السعة الاستيعابية لمطار الغردقة من 13 مليون راكب لـ20 مليون راكب بعد إنشاء مبنى الركاب رقم 3، وزيادة السعة الاستيعابية لمطار العلمين إلى 1.5 مليون راكب ليصبح بوابة رئيسية للسياحة في البحر المتوسط والساحل الشمالي، وليكون ثالث أكبر مطارات شمال إفريقيا.
كما تشمل خطة التطوير رفع السعة الاستيعابية لمطار شرم الشيخ إلى 10 ملايين راكب لتعزيز مكانة المدينة كمركز عالمي للسياحة الترفيهية والمؤتمرات، وزيادة سعة مطار برج العرب لـ6 ملايين راكب لدعم ربط الإسكندرية بالأسواق الداخلية والدولية، وسيتم تعزيز سعة مطار الأقصر لـ6 ملايين راكب كونه بوابة للمواقع التاريخية الشهيرة في مصر، ومطار أسوان بسعة 2.5 مليون راكب لدعم السياحة البيئية والسفر التراثي في جنوب مصر، أما مطار سانت كاترين، فسيتم رفع كفاءته ليصل إلى سعة 800 ألف راكب لتعزيز السياحة البيئية والسفر الديني في جنوب سيناء، مما يعكس التزام الشركة القابضة بتحقيق تنمية مستدامة ورفع كفاءة قطاع الطيران المدني المصري.
وأكد جهود الشركة القابضة لتحقيق تنمية مستدامة في قطاع الطيران المدني المصري، مع التركيز على تحسين البنية التحتية، وتعزيز كفاءة الأداء، وتحقيق الريادة الإقليمية.