شهدت قاعة ديوان الشعر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، لقاء وأمسية شعرية للشاعر التشيلي ثيودورو السقا، والذي تحدث ف الندوة عن التأثير العميق للثقافة العربية في الأدب اللاتيني.
وأكد يودورو السقا أن هناك الكثير من المفردات والأنماط الأدبية التي تعكس هذا التأثير، ليس فقط في الشعر، ولكن أيضًا في السرد الروائي، مستشهدًا بأعمال الروائي الشهير غابرييل غارثيا ماركيز التي تحمل بصمات واضحة من الثقافة العربية.
وأشار «السقا» إلى أنه تأثر بالكثير من الشعراء ذوي الأصول العربية، لكنه صاغ من هذا التأثر لغته الشعرية الخاصة، لافتًا إلى أن اللغة الإسبانية في أمريكا اللاتينية تحمل الكثير من المفردات العربية نتيجة للامتداد الثقافي والحضاري عبر القرون.
وتحدث الشاعر أيضًا عن ولعه الكبير بفلسطين، مرجعًا ذلك إلى التواجد الكبير للجالية الفلسطينية في تشيلي، حيث تعد أكبر جالية فلسطينية في العالم خارج الدول العربية. وأكد أن تأثير الفلسطينيين هناك لا يقتصر على الأدب والثقافة، بل يمتد إلى المجالات السياسية أيضًا، مما يجعل تشيلي واحدة من أكثر الدول دعمًا للقضية الفلسطينية على مستوى العالم.
وأضاف السقا أن هناك العديد من المؤسسات الأهلية والرسمية في تشيلي التي تكرس جهودها لدعم الشعب الفلسطيني، مثل مؤسسة “بيت لحم” التي تقدم مساعدات مباشرة للفلسطينيين، ومنظمة «أطباء من أجل فلسطين» التي توفر الخدمات الطبية، بالإضافة إلى نادي فلسطين الذي يعد من الأندية القليلة في العالم التي تحمل اسم فلسطين، ويجعل القضية الفلسطينية محور أنشطته الثقافية والرياضية.
وفي ختام حديثه، عبر ثيودورو السقا عن أمنيته في ترجمة المزيد من أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية، كما يأمل في رؤية ترجمات أكثر لقصائده باللغة العربية، ليتمكن من إيصال صوته الشعري إلى جمهور أوسع في العالم العربي.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحه للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السايقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر. ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.