شهد جناح وزارة الثقافة المصرية ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة مميزة ضمن محور "ملتقى الإبداع الشعري"، مناقشة ديوان «الأيام حين تعبر خائفة» للشاعر محمود خيرالله، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسلة الإبداع الشعري.
ناقش الديوان الدكتور مصطفى القزاز، مؤكدًا أن الشاعر محمود خيرالله يعد من أبرز الأصوات الشعرية في جيل التسعينيات، وأحد الأصوات المتفردة في قصيدة النثر المصرية.
وأوضح القزاز أن خيرالله نجح ببراعة في تطويع القصيدة لتناول قضايا الشارع والمجتمع بعيدًا عن الذاتي والآني والنفسي، مستثمرًا في الوقت ذاته الصور الشعرية المدهشة التي ساعدت في تغيير مفهوم القصيدة الجديدة.
وأشار «القزاز» إلى أن الشاعر محمود خيرالله سبق وأن أصدر العديد من الدواوين التي تضمنت «فانتازيا الرجولة»، «ظل شجرة في المقابر»، و«لعنة سقطت من النافذة»، بالإضافة إلى كتاب «بارات مصر».
ولفت إلى أن خيرالله يحمل على عاتقه طموحات وأحلامًا كبيرة، لكنه لا يصرخ أبدًا، بل يحلم بأن يتحول إلى شجرة تحنو على المتعبين أو جسر يعبرون عليه، في سعيه لتحريك الأوضاع الساكنة من خلال تحريك النظرات المتجمدة للعالم.
وأشار الدكتور مصطفى القزاز إلى أن ديوان «الأيام حين تعبر خائفة» يتناول صورًا من أشياء عادية تمر أمام عيني الشاعر مثل القمر والمطر والشواطئ وغيرها. وينطلق الديوان من مشهد عادي أو فعل مألوف ومتكرر، ليعيد الشاعر غسله وتحريره، عبر وضعه في سياقات غير مألوفة، مما يجبر القارئ على نفض الغبار المتراكم عن أرواحنا، والنظر بعين جديدة إلى ما كان يُعتقد سابقًا أنه مبتذل وخالٍ من المعنى.
وفي ختام الندوة، ألقى الشاعر محمود خيرالله مجموعة من القصائد الشعرية من ديوانه، من بينها قصيدة بعنوان "ليتني شَجَرَة" و"اللص"، والتي لاقت إعجاب الحضور من جمهور المعرض.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحه للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السايقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر. ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.