قال السفير عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية إن الصراعات الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية ومنطقه الشرق الأوسط لا تقتصر فقط على الجغرافيا، بل تمتد بجذورها إلى قضايا الهوية والثقافة والانتماء الأصيل لمنطقتنا العربية.
وأكد السفير عبد الله بن ناصر الرحبي أن الأمة العربية تواجه في هذا الوقت الحرج تطورات راهنة، مطالبًا بضرورة استشراف ما ستتخذه الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة من توجهات، فضلًا عن فهم ديناميكيات الصراع العالمي وتأثيرها على منطقتنا.
جاء ذلك في كلمة للسفير العُماني في القاهرة، خلال حفل تدشين كتاب "في قلب اللحظة" للكاتب الصحفي جمال الكشكي، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للكتاب، الذي تُعد سلطنة عُمان ضيف شرفه في دورته الحالية.
وأضاف السفير العُماني في القاهرة أن هناك أفكارًا ذات أبعاد استراتيجية معقدة تستهدف إعادة تشكيل المنطقة، من خلال مشاريع متصارعة تتقاطع في مصالحها وأهدافها، "وهو ما يتطلب منا وعيًا مضاعفًا لمجابهة التحديات والتعامل مع هذه المخاطر بحذر وحكمة".
وأوضح السفير الرحبي أن الحديث عن الأفكار الجديدة التي تمس الثوابت الوطنية والدينية لشعوبنا العربية وما تحمله من أبعاد ثقافية ودينية وسياسية، يتطلب قراءة متأنّية لفهم ما وراء هذا الطرح من محاولات لخلق سرديات جديدة تُعيد تعريف الهوية والقيم في منطقتنا.
وشدد على أهمية الوعي الثقافي والفكري في مواجهة هذه التحديات، وضرورة تعزيز وحدة الصف والتكاتف العربي في الدفاع عن مصالحنا وهويتنا، مختتما: "الصراع ليس مجرد جغرافيا، بل هو أيضًا صراع على القيم والهوية والمستقبل".