في مشهد مهيب، توافد الآلاف من النازحين في قطاع غزة من جنوب القطاع إلى الشمال، في الساعات الأولى من اليوم، للمرة الأولى من نزوحهم من منازلهم جراء العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023 بعد أن هجرهم جيش الاحتلال قسرا من منازلهم جراء حرب الإبادة الجماعية، وتأجيل عودتهم التي كانت مقررة يوم السبت الماضي.
عودة نازحي قطاع غزة
وعبر شارع الرشيد الساحلي، وسط قطاع غزة، بدأ آلاف النازحين، بالعودة إلى مدينة غزة وشمال القطاع، في تمام الساعة التاسعة صباحا، بالتوقيت المحلي، حيث سمح للنازحين بالانتقال بالمركبات إلى شمال القطاع، بعد إخضاعها للتفتيش، وذلك من خلال شارع صلاح الدين.
وقطع غالبية النازحين طريق العودة عبر شارع الرشيد، مسافة 7 كيلومترات على الأقل، سيرا على الأقدام، حيث يمتد شارع الرشيد الساحلي من شمال القطاع إلى جنوبه.
وكان الاحتلال قد عرقل عودة النازحين إلى الشمال، التي كانت مقررة في اليوم السابع من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الموافق السبت الماضي، حيث أمضى الآلاف من النازحين الليلتين الماضيتين في العراء على شارعي الرشيد وصلاح الدين، رغم البرد القارس، في انتظار سماح قوات الاحتلال لهم بالعودة إلى ديارهم بعد أن أجبرتهم على مغادرتها جراء الحرب.
نزوح أهالي غزة
وخلال العدوان على القطاع الذي استمر على مدار 470 يوما، أجبر الاحتلال آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة للنزوح من الشمال إلى الجنوب، ليتركوا منازلهم بسبب القصف الوحشي الذي استمر برا وبحرا وجوا، حيث شن الاحتلال الغارات في عدوان غاشم م 7 أكتوبر 2023 حتى 19 يناير 2025، أسفر عن استشهاد وإصابة ما يزيد على 158 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، وخلفت ما يزيد على 14 ألف مفقود.
وتسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي في تهجير أكثر من 85% من مواطني قطاع غزة أي ما يزيد على 1.93 مليون مواطن من أصل 2.2 مليون، من منازلهم بعد تدميرها، كما غادر القطاع نحو 100 ألف مواطن منذ بداية العدوان.
ويعيش نحو 1.6 مليون من المواطنين القطاع حاليا في مراكز إيواء وخيام تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية، وسط دمار هائل وغير مسبوق في البنى التحتية وممتلكات المواطنين.
العودة مقابل الإفراج عن أربيل يهود
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الأحد، أنه سيسمح بعودة الفلسطينيين إلى شمال غزة عبر محور نتساريم سيرا على الأقدام من خلال شارع الرشيد الساحلي اعتبارا من السابعة صباح الاثنين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن حركة حماس ستفرج عن الأسيرة أربيل يهود والمجندة آجام بيرجر ورهينة أخرى، حيث كانت محل جدل، منذ تنفيذ الدفعة الثانية لتسليم الأسرى السبت الماضي، حيث طالب الاحتلال بالإفراج عنها وعرقل عودة أهالي غزة إلى أراضيهم.
وأكد نتنياهو، أمس، أن إسرائيل ستسمح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة اعتبارا من صباح الإثنين.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية، في تصريحات له، أمس، إنه «في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء، تم التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تقوم حركة حماس بتسليم الرهينة أربيل يهود واثنين من الرهائن قبل يوم الجمعة القادم».
وأضاف: «كما ستقوم حماس بتسليم ثلاث رهائن إضافيين يوم السبت وفقا للاتفاق بالإضافة إلى تقديم معلومات عن عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق».