في دليل جديد قاطع على أن الفلسطينيين لا يدعون حقهم في العودة، ولا يفرطون بأراضيهم، بدأ الآلاف من النازحين في قطاع غزة العودة إلى منازلهم بالشمال رغم الدمار الكبير الذي لحق بها، بعد أن أجبرهم الاحتلال على تركها منذ 15 شهرا.
وعلى مدار الليلتين الماضيتين، ظل أهالي غزة في العراء، يتحدون البرد القارس وتعنت الاحتلال وعرقلته لعودتهم إلى ديارهم، وافترشوا الشوارع بعد أن حزموا أمتعتهم، وتجمعوا ليعودوا إلى منازلهم في الشمال، حتى سمح الاحتلال بالعودة في صباح اليوم عبر شارع الرشيد طريق البحر.
غزة نورت بأهلها
وانتشرت لافتات غزة نورت بأهلها وغزة ترحب بكم، في استقبال الآلاف من النازحين الذين توافدوا إلى مناطقهم في الشمال، قاطعين آلاف الأميال سيرا على الأقدام للوصول إلى أراضيهم، في مشهد بعثوا به رسالة للعالم أن الفلسطينيين لا يفرطون في أرضهم ولا يتركون منازلهم ولا يتنازلون عن وطنهم مهما كانت الخسائر والضغوط.
قال مسؤولون فلسطينيون، إن غزة والشمال بحاجة عاجلة وفورية إلى 135 ألف خيمة، مشيرين إلى أن أكثر من 5500 موظف حكومي يعملون على تسهيل عودة النازحين.
إفشال مخططات التهجير
وأكدت حركة حماس، أن عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله هزيمة للاحتلال ومخططات التهجير، موضحة في بيان، اليوم، أن "عودة عشرات آلاف النازحين شكل انتصاراً لشعبنا، وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال ومخططات التهجير".
كما أكدت حركة الجهاد أن عودة النازحين هي «رد على كل الحالمين بتهجير شعبنا».
كما أكدت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، في بيان لها أمس، رفضها القاطع لمحاولات تهجير أبناء شعبنا من أرضه، والتي أجمع العالم على أحقيتهم في إقامة دولتهم عليها، موضحة أهمية أن يواصل الرئيس الأميركي العمل من أجل تثبيت واستدامة وقف إطلاق، وتوفير المساعدات وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل، وتمكين السلطة الفلسطينية من تولي مهامها كاملة في قطاع غزة، والذهاب إلى صنع السلام الدائم والعادل وفق قرارات الشرعية الدولية، مؤكدة أن تنفيذ حل الدولتين بإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية سيوسع نطاق السلام لجميع دول الجوار والعالم.
وأكدت الجامعة العربية، في بيان لها أمس، أن القضية الفلسطينية العادلة هي قضية أرض وشعب، وأن محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه، بالتهجير أو الضم أو توسيع الاستيطان، ثبت فشلها في السابق، وهي مرفوضة ومخالفة للقانون الدولي، إذ لا يُمكن أن يُسمى ترحيل البشر وتهجيرهم عن أرضهم قسراً سوى بالتطهير العرقي.
الإفراج عن أربيل يهود
وكان قد تم التوصل، أمس الأحد، إلى تفاهم يقضي بتسليم حركة "حماس" المحتجزة أربيل يهود لإسرائيل؛ في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء لتنفيذ وقف إطلاق النار بغزة.
وبموجب التفاهم تقوم حركة حماس بتسليم الرهينة أربيل يهود واثنين من المحتجزين بقطاع غزة قبل، يوم الجمعة المقبل، كما ستقوم حماس بتسليم 3 رهائن إضافيين، يوم السبت التالي، وفقاً للاتفاق، بالإضافة إلى تقديم معلومات عن عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.
وفي المقابل.. ستسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ابتداء من صباح اليوم، بعودة المواطنين النازحين في قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق الشمالية من القطاع، كما ستسلم قائمة بأسماء 400 شخص ممن تم اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر 2023 كل يوم أحد في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.