دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى وقف التصعيد العسكري في الكونغو الديمقراطية.. مُعربا عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف هناك.
وجدد الأمين العام إدانته الشديدة للهجوم المستمر الذي تشنه جماعة (إم 23 ) المسلحة وتقدمها نحو جوما في شمال (كيفو) بدعم من قوات الدفاع الرواندية.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة اليوم /الاثنين/ .. قُتل اثنان من قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو خلال الثماني والأربعين الماضية من جنوب إفريقيا وأوروجواي أثناء تنفيذهما لمهمة موكلة إليهما من قبل مجلس الأمن.
وقدم الأمين العام للأمم المتحدة، تعازيه لأسر فردي حفظ السلام اللذين قُتلا ولحكومتيهما وشعبي جنوب إفريقيا وأوروجواي.. مٌعربا عن أمنياته بالشفاء العاجل للمصابين..مشيدا بشجاعة جميع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أثناء تنفيذ ولايتها لحماية المدنيين والدفاع عنهم ضد عنف الجماعات المسلحة، بالتنسيق مع القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية وبعثة الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي.
وذكّر الأمين العام جميع أطراف الصراع بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وبأن الهجمات على موظفي الأمم المتحدة قد تشكل جريمة حرب..داعيا السلطات المختصة إلى التحقيق في هذا الحادث وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة على وجه السرعة.
وجدد جوتيريش دعوته إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار.. داعيا حركة (إم 32) إلى وقف جميع الأعمال العدائية على الفور والانسحاب من المناطق المحتلة.
كما دعا قوات الدفاع الرواندية إلى وقف دعمها لحركة (إم 23 ) والانسحاب من أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية..مجددا دعم الأمم المتحدة لعملية لواندا ..ومطالبا باستئناف المفاوضات على الفور في هذا الإطار.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد اجتماعا طارئا لبحث الوضع في الكونغو الديمقراطية، تحدث خلاله "جون بيير لاكروا" وكيل الأمين العام لعمليات السلام و"بينتو كيتا" رئيسة بعثة الأمم المتحدة في البلاد و"جويس مسويا" نائبة منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة.
وقال لاكروا :"إن تصاعد العنف يثير القلق البالغ".. محذرا من أن مصير ملايين المدنيين على المحك.. مشيرا إلى أن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في البلاد تظهر عزما يثير الإعجاب على تنفيذ ولايتها المتعلقة بحماية المدنيين والمساعدة في منع تقدم حركة (إم 23) ..مشددا على ضرورة أن يعمل مجلس الأمن بدون مزيد من التأخير للمساعدة في إنهاء العنف.
ومن جهتها .. قالت بينتو كيتا : "إن حركة إم 23 والقوات الرواندية اخترقت منطقة مونيجي على مشارف مدينة جوما مما تسبب في إثارة الذعر الجماعي والاشتباكات ، وأُغلقت الطرق وأصبح استخدام المطار للإجلاء أو للجهود الإنسانية غير ممكن.. كما أعلنت حركة إم 23 إغلاق مطار جوما".
وأضافت : "إننا عالقون، أدعو مجلس الأمن إلى العمل الآن لتأمين السكان المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة وجميع موظفي الأمم المتحدة"..مشددة على الحاجة - أكثر من أي وقت مضى - لإيجاد حل سياسي للصراع فيما دعت الكونغو الديمقراطية ورواندا إلى مواصلة التفاوض وشددت على ضرورة وقف الخطاب المعادي والاتهامات المتبادلة.
وبدورها .. قالت نائبة منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة جويس مسويا : إن أكثر من 21 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات بأنحاء البلاد.. لافتة إلى أن شمال وجنوب كيفو شهدتا مقتل مئات المدنيين وفرار مئات الآلاف..مناشدة جميع الأطراف على تجنب استخدام الأسلحة المتفجرة والثقيلة في المناطق السكنية واحترام القوانين التي تحمي المدنيين.
ومن جانبه .. أعرب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية برونو ليماركيز عن القلق البالغ بشأن تصاعد القتال حول مدينة جوما وتأثيره المتزايد على المدنيين ، ومنذ تجدد هجوم حركة إم 23 قرب جوما في الثالث والعشرين من يناير، أجبر مئات آلاف الأشخاص مرة أخرى على الفرار من عدة مناطق للصراع.
ويبذل العاملون في المجال الإنساني كل ما يمكن لتلبية احتياجات الأكثر استضعافا، على الرغم من التدهور المقلق للوضع الأمني في مواقع النزوح وبعض أحياء مدينة جوما ، ويفرض قرب القتال من المناطق المكتظة بالسكان واستخدام المدفعية الثقيلة مخاطر لا تطاق على المدنيين.
ودعا ليماركيز كل أطراف الصراع إلى وقف التصعيد العسكري فورا. وحذر من أن العنف يفاقم معاناة السكان في شرق البلاد ويؤدي إلى تدهور الأوضاع الصعبة للمدنيين.